صورة تعبيرية عن نجم الشعرى
صورة تعبيرية عن نجم الشعرى


حكايات| نجم « الشِّعْرَى».. سر هرم «خوفو» و«إله» قوم عاد المزعوم

أحمد نزيه

الثلاثاء، 16 أكتوبر 2018 - 04:59 م

"وإنَّهُ هوَ ربُّ الشعرى" آيةٌ وردت في سورة النجم، فكما أقسم المولى عز وجل في مطلع السورة بالنجم إذا هوى، أتى بنجمٍ عظيمٍ ليؤكد أن ربه كما هو رب كل شيء.

 

في القرآن الكريم لم يُذكر إلا نجمين، الشمس، وهي ذكرت في مواضع كثيرة، والشعرى، الذي لم يذكر إلا في موضعٍ واحدٍ، فما هو إذا نجم الشعرى؟ ولمَ خصه الله دونًا عن سائر النجوم التي لا تعد ولا تحصى بالذكر في كتابه العزيز؟

 

ذكر المولى عز وجل للشمس في كثيرٍ من آياته بالقرآن يبدو منطقيًا ولا يحتاج للبحث وراءه، فالشمس هي مفتاح الحياة في هذا الكون، ومن دونها لا تستمر الحياة، بل إن الحياة ستُكتب نهايتها حينما تغيب الشمس وتعزف عن البزوغ، لتشرق الأرض بعدها بنور ربها إيذانًا بالبعث. 

ما هو الشعرى؟
أما نجم الشعرى فقصته مختلفة، بدايةً هو نجمٌ حجمه ضعف الشمس، وهو رابع أكثر الأجرام السماوية سطوعًا من سطح الأرض بعد الشمس والقمر وكوكب الزهرة على الترتيب.

 

وهو نجم ثنائي يتكون من نجمٍ كبير الحجم وآخر أصغر منه حجمًا يدور حوله، النجم الأول هائل الحجم، وأما الآخر فهو قزم أبيض، وعلى الرغم من أن الشمس أكثر سطوعًا على الأرض بمراحل عدة من الشعرى، إلا أن الأخير أكثر وهجًا في الحقيقة من الشمس، ولكن بعد مسافتها عن الأرض هو السبب وراء ذلك.

 

وتقدر المسافة بين الأرض والشعرى بثمان سنين ضوئيةً ونصف السنة الضوئية، هو ما جعل الشمس ساطعةً على الأرض من الشعرى، بل جعلت القمر ساطعًا أيضًا عنها رغم الفارق الهائل بين درجة حرارة السطحين في الشعرى والقمر.

 

تقديس الشعرى وعبادتها
 

إذا أكملنا الآيات بعد آية رب الشعرى، يقول الحق جعل في علاه، "وإنَّهُ هوَ ربُّ الشعرى. وإنَّهُ أهلكَ عادًا الأولى"، ومن هنا تبدأ القصة، يُعتقد أن قوم عادٍ الذين كفروا بالله كانوا يقدسون نجم الشعرى، وهي الرواية التي يدفع بها مردود ادعاء أن قوم عادٍ هم بناة الأهرام وليس الفراعنة.

 

والسبب في هذا الادعاء أن الباحثين خلصوا أنه من الأسس التي بُنيت عليها الأهرامات وبالأخص الهرم الأكبر "خوفو"، مما جعلهم يقولون إن عادًا هم بناة الأهرام، يضاهون أيضًا بقول المولى عز وجل في سورة الفجر "ألمْ ترَ كيفَ فعلَ ربُّكَ بعادٍ . إرم ذات العماد . التي لم يخلقْ مثلُهَا في البلادِ".

 

 

لكن باحثين آخرين توصلوا إلى أن الحضارة المصرية القديمة كانت تقدس نجم الشعرى، وكانوا يسمونه "سوثيس"، وكان يعتبر بالنسبة لهم تجسيدًا للإلهة إزيس أخت الإله أوزوريس.

وحاليًا يوجد قبيلة في مالي تُدعى "دوقون" يقال عنها إنها تمارس معتقداتٍ تعود لعام 3200 قبل الميلاد، وتؤمن القبيلة أن للنجم إشعاعات سداسية الشكل وذلك يفسر لنا شكل نجمة داود اليهودية.

 

كما إنهم يرتدون أقنعةً ذات شكلٍ غريبٍ يتشبهون بها بالمخلوقات التي يعبدونها، والتي وفقت لمعتقداتهم الخاطئة أتت من نجم الشعرى «المقدس» لديهم.

 

وفي ضوء ما سردناه سلفًا ستعرف لماذا أقسم لخلقه بأنه هو ربُّ الشعرى، فهناك من كان يعبده في الأولين قبل البعثة المحمدية، وهناك إلى الآن من يتوهم بأنه إلهٌ.

 

حالهم كحال عباد الأوثان والشمس والقمر، أو كحال الذي قال أنا أحيي وأميت، فقال له نبي الله إبراهيم "فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ"، فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة