مؤتمر الإفتاء العالمي
مؤتمر الإفتاء العالمي


خلال كلمته بمؤتمر الإفتاء..

أستاذ شريعة إسلامية: هناك قواعد تحكم النظر الفقهي في المستجدات الطبية

الأربعاء، 17 أكتوبر 2018 - 01:55 م

 

قال د.محمد قاسم المنسي أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم – جامعة القاهرة، إن الهدف من الهندسة الوراثية هو السعي إلى تغيير الصفات الوراثية الخِلقية والتحكم فيها، وأن هذه التدخلات تكون وسيلة إما للوقاية من الأمراض أو التشوهات، أو وسيلة علاج تزيل المرض الحادث أو تخفف من ضرره.

 

وأوضح د.المنسي، خلال كلمته بمؤتمر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء، أن هناك قواعد تحكم النظر الفقهي في المستجدات الطبية منها قاعدة تحقق المصلحة ودرء المفسدة، وكذلك النظر في المآلات، ورفع الحرج، وكذلك قاعدة الوسائل والمقاصد.

 

وأشار إلى مجالات استخدام الهندسة الوراثية وهي تشخيص الأمراض، والعلاج وصناعة الدواء، وزيادة وتحسين الإنتاج الحيواني والنباتي، والاستنساخ في الإنسان.

 

واستعرض عدة نتائج في موضوع الهندسة الوراثية منها اهتمام الشريعة الإسلامية بالتداوي وطلب العلاج والحث عليهما؛ كالهندسة الوراثية فيمكن الاستفادة منها في الوقاية من الأمراض أو في إنتاج العقاقير والأدوية التي تعالج بعض الأمراض، أو تخفف الضرر منها، ما دام أنه لا يترتب على استعمالها ضرر أكبر.

 

واستكمل بأنه لا يجوز شرعا استخدام الهندسة الوراثية في الأغراض الشريرة، وفي كل ما هو محرم شرعا، أو للعبث بالحياة الإنسانية، أو للتدخل في بنية المورثات الجينات بدعوى تحسين السلالة البشرية، كما أنه يجوز استخدام الهندسة الوراثية في تحسين وزيادة الإنتاج النباتي والحيواني، بشرط الأخذ بكل وسائل الحيطة والحذر؛ لمنع حدوث أية أضرار بالإنسان أو بالحيوان أو بالبيئة.

 

وذكر أنه لا يجوز استخدام الهندسة الوراثية في تعديل صفات وراثية في الإنسان من أجل الحصول على نسل مُحسَّن، كزيادة صفة الذكاء، أو تغيير لون البشرة، أو العين، أو ما شابه ذلك؛ لأن ذلك التدخل يؤدي إلى مفاسد وأضرار تحدث الخلل في الحياة البشرية، كما أن هذه المساعي قد تُستغَل لأغراض تهدر كرامة الإنسان، وتفسد الطبيعة التي خلقنا الله عليها.

 

وتابع: أخيرًا لا يجوز إجراء أية معالجة أو تشخيص يتعلق بمورثات جينات إنسانٍ ما إلا للضرورة، وبعد إجراء تقويم دقيق وسابق للأخطار والفوائد المحتملة المرتبطة بهذه الأنشطة، وبعد الحصول على الموافقة المقبولة شرعا، مع اتخاذ الاحتياطات كافة التي تحفظ احترام الإنسان وكرامته.

 

واختتم د.المنسي كلمته بإعلانه عدة توصيات منها الدعوة إلى الاهتمام بمراكز البحوث الخاصة بالهندسة الوراثية؛ بحيث تكون خاضعة للرقابة الدائمة، وتكون أعمالها تحت الرقابة الشرعية؛ حتى لا تُستغَل في امتهان كرامة الإنسان والعبث به، مما يعود على الجنس البشري بالضرر والفساد، وكذلك التأني في إصدار وإبداء الحكم الشرعي في المسائل المتعلقة بالهندسة الوراثية؛ وذلك حتى تظهر كل أبعادها بصورة لا تحتمل اللبس، وأخيرًا ضرورة مواصلة البحث والدراسة في حقل الهندسة الوراثية؛ لما ينطوي عليه ذلك من آمال كبيرة في علاج الكثير من الأمراض، وتَجنُّب الكثير من المخاطر التي لم يهتدِ الطب فيها إلى علاج ناجع حتى الآن.

 

وتأتي فعاليات المؤتمر تحت عنوان "التجديد في الفتوى بين النظرية والتطبيق"، والذي يستمر على مدار ثلاثة أيام بمشاركة وفود من مفتين وعلماء ومؤسسات دينية من 73 دولة على مستوى العالم.

 

جدير بالذكر، أن مؤتمر الإفتاء العالمي الرابع الذي بدأت فعالياته أمس وتستمر حتى الخميس ١٨ أكتوبر الجاري، ويناقش العديد من المحاور والقضايا الهامة حول التجديد في الفتوى، والذي يعد بمنزلة حدث تاريخي تجتمع فيه كلمة المفتين للوفاء بفريضة التجديد الرشيد، والاجتهاد في الجديد.

 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة