مؤتمر الافتاء العالمي
مؤتمر الافتاء العالمي


مدير الفتوى المكتوبة: سر الاضطرار إلى التجديد أن «الشريعة تخاطب الإنسان»

الأربعاء، 17 أكتوبر 2018 - 04:40 م

قال د.محمد وسام عباس خضر، مدير إدارة الفتوى المكتوبة بدار الإفتاء المصرية، إن التجديد في أمر الدين مهمة جليلة القدر عظيمة الشأن، تكفل ببقائها الله.

 

وأضاف، خلال كلمته بمؤتمر الإفتاء العالمي الرابع، أن سرّ الاضطرار إلى التجديد أن الشريعة تخاطب الإنسان، وهو المخلوق الذي كرمه الرحمن، وجعله الله خليفته في هذه الأكوان، وجعل خلافته في الأرض متجددةً ما تجدد الجديدان، وأجرى عليه قوانين الزمان والمكان، وأخبر أن التغير والتبدل طبيعة الزمان.

 

وأضاف د.وسام أن الإفتاء يحمل التجديد في مفهومه، والمقصود بالتجديد: التجديد في القوالب والوسائل، التي تعرض من خلالها الفتاوى في المسائل، فيدور أساس التجديد المقصود على إدراك الواقع المتغير؛ لأن الحكم الشرعي كلي مطلق، والفتوى جزئية مشخصة تتعلق بما يستجد من الوقائع والحوادث، وهذا هو الفارق الأساسي بين الفقه والإفتاء.

 

واستعرض د.وسام تعريف الخلايا الجذعية ومسمياتها المتعددة وبيان أن ذلك المسمي هو الراجح كما رجحته المجامع والمراجع والأكاديميات الطبية.

 

وعن خصائص الخلايا الجذعية، قال د.وسام تمتاز الخلايا الجذعية عن غيرها من خلايا جسم الكائن الحي بمجموعة من الخصائص؛ اكتسبت بها وظائفها الحيوية وأهميتها الطبية واستخداماتها العلاجية.

 

ولفت د. وسام النظر إلى وظائف الخلايا الجذعية بأن لها وظيفتان أساسيتان في جسم الكائن الحي؛ وذلك بناءً على ما أودع الله تعالى فيهما من الخصائص التي تميزها عن سائر أنواع خلايا الجسم وهما تكوين خلايا متخصصة تؤدي وظائفها المحددة في الجسم، وبناء الأنسجة والأعضاء اللازمة لتكوين الكائن الحي، وهذا من حيث العموم، والأخرى ترميم الخلايا المريضة وتعويض الخلايا التالفة؛ فعندما تصاب خلايا أي نسيج في جسم الكائن الحي بضرر ما، أو ينتهي عمرها المحدد في نسيجها، تنتقل الخلايا الجذعية الموجودة في ذلك النسيج إلى المكان المصاب لإصلاحه أو التالف لتعويضه.

 

وأوضح د. وسام أن الخلايا الجذعية ليست على نسق مكرر واحد في توفر خصائصها، وبالتالي فليست على وتيرة واحدة في درجة تحقيق وظائفها، بل هي تتنوع باعتبارات متعددة إلى أنواع كثيرة: فهي تتنوع حسب قدرتها التمايزية، وحسب مراحل نموها، وحسب مصادرها وأماكن وجودها.

وأشار د.وسام إلى بعض المفاهيم الإفتائية الأساسية في مستجدات المسائل الطبية والوسائل العلاجية مثل الفرق بين البحث العلمي والاستخدام العملي، و الفرق في الإفتاء بين عالم الأشخاص وعالم الأشياء.

 

وعن جهود دار الإفتاء المصرية في مجال استخدام تقنية الخلايا الجذعية، قال د.وسام: " تناولت دار الإفتاء المصرية هذه المسألة بالبحث والنظر، وأصدرت فيها عدة فتاوى؛ جاءت أحكامها محققة لمقاصد الشرع ومراعية لمصالح الخلق"، ثم استعرض د. وسام بعض الضوابط والقواعد والأحكام الشرعية والإفتائية التي سارت عليها دار الإفتاء في هذه المسألة، وبعض فتاوى الدار في المسألة.

ويشهد اليوم الثاني- عقب الجلسات النقاشية والتي يشارك فيها عدد كبير من السادة المفتين والعلماء، ورشتي عمل لمناقشة المبادرات المختلفة التي أعدتها الأمانة العامة.


وتأتي فعاليات المؤتمر تحت عنوان "التجديد في الفتوى بين النظرية والتطبيق"، والذي يستمر على مدار ثلاثة أيام بمشاركة وفود من مفتين وعلماء ومؤسسات دينية من 73 دولة على مستوى العالم.

 

جدير بالذكر، أن مؤتمر الإفتاء العالمي الرابع الذي بدأت فعالياته أمس وتستمر حتى الخميس ١٨ أكتوبر الجاري، ويناقش العديد من المحاور والقضايا الهامة حول التجديد في الفتوى، والذي يعد بمنزلة حدث تاريخي تجتمع فيه كلمة المفتين للوفاء بفريضة التجديد الرشيد، والاجتهاد في الجديد.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة