طارق العيسمي
طارق العيسمي


من عائلة سورية بعثية.. حكاية نائب رئيس فنزويلا «المستهدف أمريكيًا بالعقوبات»

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 17 أكتوبر 2018 - 09:06 م

 

ترسيخًا لعدائها للولايات المتحدة، قررت فنزويلا إنهاء تعاملاتها بعملة الدولار الأمريكي، واستبدالها بعملاتٍ أخرى خلال تعاملاتها في السوق المالية الوطنية.

القرار الفنزويلي أعلنه طارق العيسمي، نائب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، والذي أشار إلى أن فنزويلا ستستبدل الدولار باليورو واليوان وعملات صعبة أخرى في جميع التعاملات بسوق صرف العملات الوطنية، ذاكرًا أيضًا أن كراكاس قررت توفير ملياري يورو لسوق الصرف الوطنية بواسطة الآليات المالية القائمة.

مقدمةٌ لحدثٍ آنٍ نستخلص منها اسم طارق العيسوي، الرجل الذي تنتمي جذوره إلى بلدٍ عربيٍ هي سوريا، والذي يعد من أكثر الشخصيات القيادية في فنزويلا، الذي استهدفته واشنطن بالعقوبات الاقتصادية.

عقوبات أمريكية تطال العيسمي

وفي منتصف فبراير عام 2017، بعد أقل من شهرٍ على تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقاليد الحكم في البيت الأبيض، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوباتٍ اقتصاديةً على طارق العيسمي، ومساعدًا له اسمه سامارك لوبيز بيلو، بدعوى تجارة المخدرات، وقالت واشنطن وقتها إن تلك العقوبات وُقعت بموجب قانون مكافحة المخدرات في الخارج.

واشنطن حينها اتهمت العيسمي بالإشراف على نقل شحنات مخدرات تزن أكثر من ألف كيلوجرام من فنزويلا إلى الولايات المتحدة في عدة مرات، كما أنه أشرف على  شحنات أخرى من المكسيك إلى الولايات المتحدة، وذلك حسب المزاعم الأمريكية.

وينفي العيسمي الاتهامات الأمريكية، وهو الذي صرح عام 2009 (قبل ثماني سنوات من ذلك) وقتما كان يشغل منصب وزارة الداخلية والعدل بأن عمليات مكافحة المخدرات في فنزويلا قد تحسنت بعد طرد وكالات مكافحة المخدرات التابعة للحكومتين الكولومبية والأمريكية، والتي -حسب رأيه- تحولت إلى عصابة تهريب مخدرات.

وتصريح العيسمي، المنتمي للحزب الاشتراكي الفنزويلي، هذا يظهر مدى عدائه للولايات المتحدة، كما إن الرئيس الفنزويلي السابق هوجو تشافيز كان يبغض الحكومة الكولومبية، ووصفها ذات مرة بأنها "إسرائيل أمريكا الجنوبية".

وتلك الإجراءات العقابية من قبل واشنطن بحق العيسمي جاءت بعد شهرٍ واحدٍ من توليه منصب نائب الرئيس الفنزويلي، بعدما كان يشغل قبل أن يصبح نائبًا للرئيس منصب حكم ولاية أراغوا.

طارق العيسمي، الذي سيكمل في الثاني عشر من نوفمبر المقبل عامه الرابع والأربعين، كان قد شغل منصب وزير الداخلية والعدل (وزارة واحدة في فنزويلا مؤلفة من الاثنين)،  بين عامي 2008 و2012، في حقبة الرئيس الفنزويلي السابق هوجو تشافيز.

وذلك قبل أن يصبح حاكمًا لولاية أراغوا، والتي مكث في قيادتها خمس سنوات بين عامي 2012 إلى مطلع عام 2017، حيث ترك منصبها ليصبح نائبًا للرئيس الفنزويلي.

أصول عربية خالصة

إنه طارق زيدان الأمين العيسمي مداح، اسمٌ عربيٌ خالصٌ لا زال قائمًا، فهو من أبٍ سوريٍ من جبل الدروز، وأمه من أولٍ لبنانيةٍ، وهو ابنٌ من بين خمسة أبناء.

بل إن المفارقة في حياة السياسي الفنزويلي، الذي يشغل منصب الرجل الثاني في فنزويلا، أن عمه شبلي العيسمي هو الأمين العام السابق لحزب البعث الاشتراكي الحاكم في سوريا، وأحد مؤسسيه، وهو ما يصبغ الصبغة البعثية على عائلة نائب الرئيس الفنزويلي، كما إن العيسمي نفسه تبنى الأفكار الاشتراكية، وهو حاليًا يشغل عضوية الحزب الاشتراكي الموحد في فنزويلا.

قصة العيسمي قد تكون مؤشرًا على العداء المتبادل بينه وبين الولايات المتحدة، فربما تلعب الجذور السورية دورًا في رسم التوجهات المتبادلة، خاصةً أن دمشق وواشنطن في السنوات الأخيرة بات بينهما حالة من العداء الظاهر على الساحة الدولية، منذ بداية الصراع في الأراضي السورية في مارس 2011.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة