موضوعية
موضوعية


حكايات| جمالهن «لعنة».. حسناوات يتعرضن لتكسير العظام والضرب مبرح

ناريمان فوزي

الجمعة، 19 أكتوبر 2018 - 12:39 ص

خلقت النساء وبداخلهن الشغف الدائم بالجمال، فعلى مر العصور دأبت النساء على اللجوء إلى الطبيعة واستخراج كنوزها وصنع مستحضرات تجميلية تعزز من إطلالتهن وتظهرهن أبهى وأجمل.

 

اختلفت المقاييس الجمالية باختلاف الأزمنة، فيمكننا ملاحظة ذلك جيدا من خلال العقود الزمنية الماضية، ففترة العشرينيات تختلف عن الثلاثينيات تختلف عن الأربعينيات..الخ وحتى الدخول في الألفية الثانية.

 

فما كانت تقوم به النساء في الماضي وما كانت ترتديه لم يعد ملائما للزمن الحاضر، فبالرغم من كون الزمن عجلة لا تكف عن الدوران وأن المقاييس الجمالية وموضات الملابس تعود من جديد، إلا أننا إذا رأينا امرأة تسير في الشارع في 2018 وحواجبها عبارة عن خطين يكاد ظهورهم غير ملحوظ ترتدي قبعة الثلاثينيات ذات شفاه مرسومة بطريقة مستديرة، بالطبع سيحظى ظهورها بالضحك والسخرية، بعد أن كان منذ 80 عاما علامة للجمال الصارخ.

 

البشرة المشدودة، الخدود المنتفخة، الشفاه الممتلئة، الأنف الدقيق، الأعين الملونة، الشعر الناعم الطويل الذي استبدل بـ«الشواتير» والشعر المستعار، وأخيرا الجسد الممشوق الذي لا يخلو من صدر ومؤخرة فتاة الكاريكاتير المثالية..ربما تلك هي المواصفات الجمالية للزمن الحاضر، وكأنها كتالوج وضعت سطوره لكل فتاة، من شذت عن قاعدة واحدة من تلك القواعد أرادت أن تعوضها بتدخل جراحي أملا في الحصول على «الكمال».

 

في الشرق والغرب، ومنذ قديم الزمان شهدت الصيحات الجمالية بعض الطقوس الغريبة وأحيانا «الغير إنسانية» التي سببت إعاقات ظلت تلازم أصحابها حتى بلوغهم الشيخوخة، ينظرون إلى أنفسهم الآن ويتساءلون «كيف هان على أهلهم أن يدفعوا بهم إلى هذا المصير تحت مسمى الجمال؟».

 

«القدم الصغيرة» في الصين

 

قديما..انتشرت في الصين عادة «القدم الصغيرة» والتي كانت من علامات الجمال لدى النساء وشرط قاسى لا تستطيع الفتاة الزواج بدونه.

 

ببلوغ الفتاة سن الرابعة، تجبر على ربط أقدامها من خلال ضغط الأصابع نحو الأسفل حتى تنكسر ثم تثنى تحت باطن القدم وتربط، لتعانى الفتاة من التشوهات والضمور إضافة إلى الآلام المبرحة.

 

أرجع البعض تلك العادة إلى قصة لملك قديم أحب يوما راقصة باليه وكان من المميز فيها قدميها الصغيرتين، فكان يجلس تحتهما ويتغزل بها، فصارت أيقونة للجمال تتشبه بها الصينيات.

 

انتهت تلك العادة «المشوهة» منذ أوائل القرن العشرين بعد قرار الحكومة الصينية بحظرها لما قامت به من تشوهات وصلت إلى الوفاة لعدد كبير من النساء.

 

لم تكن القدم هي العادة الجمالية الوحيدة القديمة بالصين، بل دأب الرجال والنساء على تطويل أظافرهم لـ10 بوصات، كما كانت بعض النساء ترتدي الأدوات المطلية بالذهب لحماية أظفارهنّ؛ مما يدل على وغِناهن واعتمادهن على الخدم للقيام بأمور اللباس وتناول الطعام.

 

البيضاء.. الأجمل

 

تلجأ النساء حاليا إلى الاستعانة بمستحضرات تجميلية من أجل الحصول على بشرة برونزية، لكن الأمر قديما لم يكن هكذا، ففي أوروبا وخلال القرن الـ15 ابتدعت الملكة إليزابيث الأولى ملكة إنجلترا وأيرلندا خلطة أملا في الحصول على بشرة بيضاء ناصعة لقناعتها بأن البياض هو الجمال.

 

استخدمت الملكة الإنجليزية، الخل والرصاص للحصول على درجة عالية من بياض لون الجلد، وهو ما يعرف بـ«قناع الشباب»، وعلى الرغم من خطورة مادة الزرنيخ التي قد تؤدي إلى تضخم الغدة الدرقية أو الموت، إلا أنَّه وفي القرن التاسع عشر، كان من الأناقة أن تقوم بعض النساء بتناوله وأكله، فهو من وجهة نظرهن يبعث النضارة في الوجه والتألق في العينين والاستدارة المثيرة للجسم.

 

لا جمال بدون «الغمازات»

 

على الرغم من كونها تشوه بخلايا الجلد، إلا أنها من علامات الجمال المميزة وظهرت ضمن «كتالوج» الفاتنات منذ بدايات القرن العشرين، إنها «الغمازات» ذلك الثقبين في الوجه.

 

كانت الصورة الأنثوية لا تكتمل في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين إلا عند حصول المرأة على تلك «الغمازة» بصورة صناعية، لكن طريقة إبرازهم كانت مؤلمة إلى حدٍّا كبير، حيث تم تسجيل براءة اختراع لجهاز يصنع الغمازات في عام 1923، يوضع في الوجه، يثبت خلف الأذنين والذقن وينتهي بأسلاك تضغط على الخدين بشدة، وبعد مرور فترة طويلة على استخدامه تظهر «الغمازات» المطلوبة.

 

الكعب العالي جدا

 

استمرت الصيحات الجمالية الغريبة التي كانت تحمل قدرا لا بأس به من الألم بأوروبا في القرون الوسطى، حيث ظهرت موضة «تشوبين».

 

كانت «تشوبين» هي عبارة عن ارتداء النساء في القرنين الخامس عشر والسادس عشر لأحذية يصل ارتفاعها إلى 50 سم، وهذا النوع يخبر عن الهوية والوضع الاجتماعي لمن ترتديه، وكانت السيدات ذوات المكانة العالية يرتدين تلك الأحذية بغرض حماية ملابسهن من الطين على الرغم من شعورهن بالألم المبرح وعدم الراحة، واحتياجهن إلى خادمات لمساعدتهن أثناء المشي.

 

النيجر..الضرب المبرح شرط الزواج

 

في إحدى القبائل بالنيجر والمعروفة باسم «الفولاني»، يقوم شيوخ القبيلة بضرب المتقدم للزواج حيث يأخذ علقة ساخنة فإذا تحمل ولم يتألم أصبح جاهزا للزواج ويكون جواز عبور للزواج، وإذا استسلم للضرب يكون غير جاهزا ويتم إلغاء الزواج.

 

لم يعد هذا الأمر إلزاميا أو شرطا أساسيا من أساسيات الزواج في تلك القبيلة خاصة للمسلمين منهم، وذلك عقب تعرض الكثيرين من المتقدمين للزواج للوفاة نتيجة عدم تحملهم للضرب المبرح.

 

أقراص الفم والأذن

اكتشف أحد مخرجي الأفلام الوثائقية أثناء زيارته لإثيوبيا، بوجود بعض القبائل المشهورة بعادات غريبة تؤدي إلى تشوهات في مظهر الفم والأذن، وبالرغم من ذلك يعتبرونها من أبرز علامات الجمال.

ففي تلك القبائل تقوم الفتيات في سن الرابعة عشر بالتعود على وضع أقراص دائرية حول الشفاه والأذنين وتظل هكذا حتى تأخذ شكلهم وتصل إلى حجم 59 سم وتتباهى النساء بمن تمتلك أكبر حجم تكن الأكثر أنوثة وطلبا للزواج.


الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة