فلاديمير بوتين ودونالد ترامب
فلاديمير بوتين ودونالد ترامب


التدخل في الانتخابات الأمريكية.. هاجس الماضي والحاضر

بوابة أخبار اليوم

الجمعة، 19 أكتوبر 2018 - 11:23 م

قبل نحو عامين، كانت الولايات المتحدة الأمريكية على موعدٍ مع الانتخابات الرئاسية لتسمية خليفة الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما في إدارة البيت الأبيض، وقتما اقتصر التنافس الانتخابي بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب ومرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون.

 

وفي وقتٍ كانت الانتخابات تسير في جهةٍ، كانت التسريبات التي استهدفت كبار رجال الحزب الديمقراطي ومزاعم تدخل روسيا في الانتخابات تمضي في جهةٍ موازيةٍ، لكن الجهة الموازية استمرت في المضي قدمًا ولم تتوقف بمجرد انتهاء الانتخابات الرئاسة، التي أفرزت دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة.

 

مساعي هيلاري كلينتون في أن تصبح أول امرأة تشغل منصب الرئيس في الولايات المتحدة باءت بالفشل، وعزتها هي إلى ما اعتبرته تدخلًا روسيًا في الانتخابات، وقالت في إحدى المؤتمرات العام الماضي إنه لولا تدخل روسيا لكنت أنا رئيسة الولايات المتحدة.

 

تحقيقات مستمرة

مزاعم تدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية المنصرمة ظلت عالقةً، ولم تُطوى صفحاتها بعد، مع استمرار تحقيقات المحقق الفيدرالي روبرت مولر، التي طالت أبرز رجال حملة ترامب الانتخابية، رغم النفي المتكرر من قبل الرئيس الأمريكي لوجود أي تواطؤٍ بين حملته الانتخابية وموسكو قبيل الانتخابات.

وللتغلب على أي شبهةٍ لتورط حملته في وجود صلة بموسكو أثناء الانتخابات، استدعى ذلك إقالة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية، جيمس كومي، في مايو من العام الفائت، واتهمه ترامب وقتها بالتقاعس في عمله، في حين كشف كومي، خلال جلسة استماع بالكونجرس الأمريكي أواخر يوليو من نفس العام، عن أن سبب الإقالة يرجع إلى رغبة ترامب في غلف ملف التحقيقات بشأن مستشاره للأمن القومي السابق مايكل فلين، والذي توصلت تحقيقاته إلى تورطه بالتواطؤ مع موسكو.

الهزة الكبيرة التي عاشتها الأوساط السياسية الأمريكية ولا تزال يتداولها الساسة هناك ستبدو متزايدةً هذه الأيام، قبل شهرٍ واحدٍ من إجراء انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي بغرفتيه النواب والشيوخ.

انتخابات الكونجرس في الصورة

أجهزة أمنية ومخابراتية أمريكية أبدت اليوم الجمعة 19 أكتوبر قلقها المستمر مما اعتبرته محاولات روسيا والصين وإيران وجماعات أجنبية للتدخل في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس التي تجرى الشهر المقبل، علاوةً على الانتخابات الرئاسية المقبلة التي ستُجرى في 2020.

أربع جهات نافذة في الولايات المتحدة، وهي مكتب مدير المخابرات الوطنية ووزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي "إف.بي.آي" ووزارة الأمن الداخلي أصدرت بيانًا مشتركًا ذكروا خلاله أن بعض حكومات الولايات والحكومات المحلية التي تدير مراكز تصويت أبلغت عن محاولات لاختراق شبكاتها لكن مسؤولين تمكنوا من منع الاختراق أو الإسراع بالحد من أثر تلك المحاولات.

ليس هذا فحسب، بل وجهت السلطات الأمريكية اليوم الجمعة اتهاماتٍ لروسية تُدعى إيلينا أليكسيفنا خوسيانوفا (44 عامًا) بلعب دور مالي رئيسي في خطة يدعمها الكرملين لشن ما وصفتها بـ"حرب معلومات" على الولايات المتحدة لأهداف تشمل التأثير على انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الشهر المقبل.

ونقلًا عن "رويترز"،  فإن مسؤولًا مطلعًا ذكر أن القضية ضد خوسيانوفا رُفعت في ولاية فرجينيا، وأنها ليست جزءًا من تحقيق مولر لأنها تتعلق بأنشطة مرتبطة بانتخابات 2018 وبالتالي فهي لا تقع ضمن اختصاصاته.

إيلينا خوسيانوفا باتت أول شخصٍ توجه له الاتهامات بالتدخل في انتخابات الكونجرس الأمريكي، وهي تواجه دعاوى بشأن صلتها القوية بمشروع أسسه رجل الأعمال الروسي يفجيني فيكتوروفيتش بريجوجين، والذي يتمتع بنفوذٍ كبيرٍ، مع شركتين يسيطر عليهما.

قبل أشهر، نفى ترامب عن روسيا التدخل في الانتخابات الأمريكية، وحّول الاتهامات صوب الصين، وكلاهما الآن رفقة إيران في دائرة ترصدٍ أمريكيةٍ، بهدفٍ واحدٍ هو الحيلولة دون تكرار عملية التدخل في الانتخابات الأمريكية، المجزوم بها في بلاد العم سام، والتي باتت هاجسًا يؤرق الساسة هناك، خاصةً الكارهين لأي تقاربٍ بين واشنطن وموسكو.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة