واحة سيوة
واحة سيوة


صور| إطلاق إشارة بدء موسم السياحة والتصالح بواحة سيوة

الأحد، 21 أكتوبر 2018 - 06:38 ص

إعداد اكبر مائدة طعام يتناول منها الجميع لإنهاء الخلافات بين اهالي الواحة

تشهد واحة سيوة الفريدة اليوم الأحد انطلاق عيد السياحة والذي يتزامن مع بدء موسم عمليات حصاد البلح والزيتون فى النصف الثانى من شهر أكتوبر من كل عام وتستمر الاحتفالات حتى يوم الثلاثاء المقبل ولمدة ثلاثة أيام بحضور عدد من القيادات التنفيذية والشعبية بمحافظة مطروح، ومشاركة جميع أهالي سيوة والسياح الأجانب من جنسيات مختلفة ممن يتوافدون على الواحة خلال تلك الفترة للاستمتاع بجوها الساحر وشمسها الدافئة وعيون المياه الساخنة المتدفقة من باطن الأرض والتى يعود تاريخها إلى العصور الرومانية القديمة.

ويشهد اليوم الأول من الاحتفالات بعيد السياحة والحصاد، مشاركة الآلاف من أبناء قبائل واحة سيوة الإحدى عشر وعدد كبير من عشاق الواحة من محافظات مصر المختلفة والسياح الأجانب.

ويطلق الحاج عبدالرحمن الدميري احد اكبر عواقل واحة سيوة إشارة بدء الاحتفالات من أعلى قمة جبلية بالواحة وهى جبل الدكرور.

ليقدم القائمون على الاحتفال وجبات الطعام لآلاف المشاركين، بعد نحر الذبائح وطهى الطعام فى ساحة الاحتفال باستخدام اوانى الطبخ والقصاعى التى يتم وضع الطعام بها وإشعال الحطب من اخشاب اشجار الزيتون وتتضمن الوجبات اللحم الذى تم طهيه على الطريقة السيوية والفتة والأرز، وتوزيعها فى قصعات كبيرة على كل مجموعة من ضيوف الاحتفال، بحيث يتناول الوجبة من شخصين إلى 4 أشخاص فى كل قصعة.

 

ويقول الشيخ عمر راجح شيخ قبيلة أولاد موسي بواحة سيوة واحد المشاركين فى تنظيم الاحتفالات، ان الاحتفالات تبدأ مع تقديم وجبات الطعام للضيوف واهالي الواحة بالطريقة السيوية لطهى اللحم وهى وضع الشوك بقطع اللحم، وتعنى وضع شوكة نخيل طويلة فى كل قطعة لحم، قبل وضعها فى القدور لتسويتها، وهى تشبه العصى الخشبية التى توضع فى " الشيش طاووك"

 

ويصاحب استقبال المشاركين واعداد الطعام ترديد جماعى للأذكار والتواشيح الدينية، باللغتين العربية والأمازيغية، فى حين يتجمع كبار السن فى حلقات للذكر ومدح الرسول الكريم.

 

ويذكر أن أهالى واحة سيوة يحرصون على هذا الاحتفتل السنوي، الذى يعتبر بمثابة مؤتمر عام للسلام بين أهل الواحة و يعقد فى الليالى القمرية من شهر أكتوبر أو نوفمبر من كل عام عقب موسم حصاد البلح والزيتون، لذلك يطلق عليه أيضا عيد الحصاد، وعيد المصالحة، فمع بداية الأيام الثلاثة للاحتفال يترك جميع رجال سيوة منازلهم وأعمالهم للصعود إلى جبل الدكرور حيث مدينة "شالى" أو سيوة القديمة، والإقامة فى البيوت القديمة أو داخل الخيام طوال الاحتفال ليعلن الجميع نبذ الخلافات والصراعات التى حدثت بين قبائل الواحة طوال العام ويتصالح المتخاصمون وإنهاء أية خلافات مهما عظمت أو صغرت بين أهل الواحة.

 

وتعود بداية هذا الحدث لنحو 160عاما، عقب إنهاء المعارك والحروب بين قبائل سيوة الغربيين من ذوى الأصول العربية والذين كانوا يسكنون السهل وقبائل سيوه الشرقيين ذوى الأصول الأمازيغية الذين كانوا يسكنون جبل الدكرور، بسبب اختلاف الأصول بينهم رغم أن جميعهم يتحدثون باللغة الأمازيغية والعربية، وبسبب النزاع على الأراضى وغيرها، وازدادت الخلافات مع نزول الشرقيين من جبل الدكرور والعيش فى السهل، وتمت المصالحة بينهم على يد الشيخ محمد حسن المدنى الظافر مؤسس الطريقة المدنية الشاذلية فى سيوة، الذى تمكن من المصالحة بين أهل سيوة الشرقيين والغربيين، ووضع نظاما لتجديد المصالحة سنويا، حيث يجتمع رجال وشباب سيوة دون تمييز أو فوارق بهدف السياحة والتصالح ومن هنا جاء مسمى عيد السياحة والجميع يجلسون على الأرض يتناولون الطعام معا والمصالحة وحل المشاكل.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة