الأحد، 21 أكتوبر 2018 - 11:12 م

بيت صغير أمام البحر ومساحة خضراء واسعة بين الجبال، وحياة هادئة قرر الزوجان خالد وجيهان أن يعيشاها بعد أن تركا العاصمة قبل عامين وانتقلا إلى مدينة نويبع جنوب سيناء ليؤسسا معا «دار جان» ويبدأ حياة جديدة فى أحضان الطبيعة.

كان زواجهما غير التقليدى وسفرهما خارج مصر واطلاعهما على ثقافات مختلفة؛ دافعا لبداية حياة خارجة عن المألوف وتحقيق حلمهما، فبالرغم من حياتهما المستقرة فى القاهرة إلا أن خالد ترك عمله بإحدى شركات الاتصالات الكبرى، وكذلك فعلت جيهان التى كانت تعمل بإحدى شركات التكنولوجيا العالمية، وبحثا عن أفضل الأماكن داخل مصر لتحقيق ذلك الحلم وانتهى بهما المطاف للحظة اختيار بين سيوة ونويبع التى غلبت كفتها لوجود البحر الأحمر أحد شرايين الحياة الجديدة.

كانت الخطوة الأولى هى استئجار بيت قاما بتجهيزه بنفسهما، ثم درسا التربة من أجل زراعة محاصيل تكفى حاجتهما من الغذاء، فاختبرا تحاليل التربة وملوحتها، وتم انشاء شبكة للرى بالتنقيط بعد الاعتماد على بئر قريبة، واخضرت الأرض بالعديد من أنواع الخضراوات والفاكهة والأعشاب المختلفة وجميعها عضوية دون استخدام مبيدات او كيماويات، كما قاما بزراعة بذور أخرى غير موجودة فى مصر مثل الكوسة الصفراء والبطيخ الأصفر وغيرهما.

وأصبح لهما بيتهما الجميل الذى تم اختيار موقعه بدقة على شط الهوى وحمل اسم «جان»،وهى كلمة تعنى «الجميل» فى اللغة الأرمنية،كما انها مشتقة من اسم جيهان، وكان بالفعل الاسم المناسب لبيتهما، ويبدأ العمل فى «دار جان» مع شروق الشمس حيث الاهتمام بالتربة وأعمال الزراعة، وتنوعت الأنشطة وتوسعت.

ولم تعد تقتصر على ماسبق،فظهرت فيه حرف أخرى كالرسم والنحت والمنتجات اليدوية من الأخشاب والجلود والفخار التى أتقنا تنفيذها وتشطيبها، وكما تقول جيهان:» لامجال للملل فى حياتنا الجديدة فاليوم ملىء بالأعمال المختلفة وتعلم الجديد، كما ان وقت الفراغ نقضيه مشيا على البحر وبين الجبال مع أصدقائنا البدو للاستمتاع بالطبيعة واكتشافها».

ورغم مخاوف الأهل والأصدقاء من تحديات خسارة المال وعدم توافر الأمان، إلا ان خالد وجيهان تأقلما مع حياتهما الجديدة وتخطيا صعوبات البداية، ويعملان الآن على إخراج خط إنتاج من الأعشاب الطبية والعطرية العضوية وبيعها فى الأسواق، كما يسعدهما مشاركة تلك التجربة مع الآخرين فى «دار جان» .