هندوراس
هندوراس


بعد تهديدات ترامب بقطع المساعدات

هندوراس..بلد عالق بين الفقر «المدقع» والعنف «الشديد»

ناريمان فوزي

الأربعاء، 24 أكتوبر 2018 - 03:24 ص

«إنهم لا يركضون وراء الحلم الأمريكي، إنهم يفرون من كابوس هندوراس»..هكذا عبر المعارض الهندوراسي ياري ديكسون عن مشهد أظهر 7000 شخص علقوا وهم سائرون من سان بيدروسولا متجهين إلى الولايات المتحدة.

لم يكن هذا المشهد جديدا، فقوافل المهاجرين الهندوراس سبق وأن غادرت البلاد متجهة نحو الولايات المتحدة في مايو الماضي أملا في مستقبل أفضل والعيش في أمان، لكن حركة الهجرة الجماعية تلك عكست الواقع أملا في رفع الوعي العام حول الوضع الاجتماعي الدرامي الذي يعيشه هذا الشعب الفقير.

معدل الفقر بهندوراس..64.3 ٪

نشرت صحيفة لوموند الفرنسية، تقريرا أظهرت فيه وضع المواطنين الهندوراس الاقتصادي والأمني الغير مستقر والذي دفعهم إلى المغامرة بحياتهم والخروج في قوافل بالآلاف متحدين المخاطر في سبيل اللجوء إلى بلد آمنة.

على الرغم من ازدياد معدل النمو في هندوراس بمعدل 5%، إلا أنها لا تزال تحتل المرتبة السابعة والعشرين كأفقر بلدان العالم، والثانية في أمريكا الوسطى من حيث الظروف الاقتصادية المعقدة عقب نيكاراجوا.

تعاني تلك الدولة والتي يبلغ عدد سكانها 9.1 مليون نسمة من ارتفاع معدلات البطالة وازدياد في عدد الفقراء حيث وصلت نسبة الفقر إلى 64.3%، فبمعدل 1 من كل 5 أشخاص يعانون من فقر مدقع في المناطق الريفية بدخل أقل من 1.90 دولار في اليوم.

أعلى معدلات للقتل

وفقا للصحيفة الفرنسية، فإن مشكلات هندوراس لم تتوقف عند هذا الحد، بل تعاني هذه الدولة التي يحدها البحر الكاريبي من أعلى معدلات جرائم القتل في العالم، حيث قدرت الأمم المتحدة  في 2015 معدلات القتل بـ63.8 حالة قتل لكل 100 ألف مواطن، ووصل الرقم إلى ذروته في 2011 بـ93.2.

وأمام تلك النسب المفزعة، يقف القارئ أمام سؤال هام، ما الدوافع وراء ازدياد نسب العنف والقتل إلى هذا الحد في تلك البلد الصغيرة.

أولاً، حصلت هندوراس على استقلالها عام 1821، شهد تاريخها انقلابات متعددة وتأثر شعبها بها - بما في ذلك الانقلاب الأخير عام 2009 – إضافة إلى الحروب الأهلية والصراعات المتكررة مع جيرانها – أمثال جواتيمالا عام 1880، والسلفادور خلال «حرب كرة القدم» القصيرة في 1969.

لكن ذروة العنف في هندوراس ظهرت في أواخر التسعينيات، مما دفع بالولايات المتحدة آنذاك إلى اتخاذ إجراءاتها الوقائية بمنع دخول لاجئين إضافة إلى القيام بأكبر عملية ترحيل جماعي بحق المهاجرين خشية نقلهم للظواهر السلبية بمجتمعهم إلى هناك.

وأرجع بعض الخبراء، ازدياد معدلات تهريب المخدرات في أمريكا اللاتينية بأكملها إلى هندوراس وذلك بعد فشل محاولات مكافحة التهريب، التي كانت تفرضها الولايات المتحدة، كما تحول المجتمع الهندوراسي إلى مراع للمشاريع الإجرامية وممارسة الابتزاز وغيرها من التصرفات الهمجية.

الفساد السياسي

في السياق ذاته، تسبب العنف المتزايد وعدم الاستقرار في خروج نظام سياسي فاسد إلى النور.

ففي عام 2017، خرج المئات من سكان هندوراس إلى شوارع تيجوسيجاليا احتجاجا على نتائج الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 26 من نوفمبر والتي اعتبروها مزورة ومفتقرة للنزاهة، في المقابل واجهت قوات الأمن تلك المظاهرات بالقوة حيث لقي 31 شخصا مصرعه في المواجهات التي درات بين الطرفين.

من جهة أخرى، تحاول الحكومة إجراء بعض الإصلاحات لمحاربة الفساد - حيث احتلت الدولة المرتبة 123 من 176 من قبل منظمة الشفافية الدولية في عام 2016.

وقد أعلن الرئيس خوان أورلاندو هيرنانديز عن إنشاء وزارة لحقوق الإنسان،  وفي أبريل 2016 ، تم إنشاء لجنة خاصة لتطهير الشرطة الوطنية.

وأمام تلك الظروف القاسية التي يعيشها أبناء هندوراس، خرج الرئيس الأمريكي ليهدد بقطع أو تقليص المساعدات الخارجية الموجهة إلى جواتيمالا وهندوراس والسلفادور بشكل كبير وذلك بسبب الأعداد الغفيرة من المهاجرين غير الشرعيين المتدفقة إلى أرضه من اتجاه المكسيك.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة