خليفة عطوة خلال الحوار
خليفة عطوة خلال الحوار


حوار| المتهم الثالث في «حادث المنشية»: نفذنا العملية بتكليف من مرشد الإخوان

الأربعاء، 24 أكتوبر 2018 - 10:35 م

- الهضيبى أقسم كذبا على المصحف بعدم معرفتنا فبصق المتهم الأول فى وجهــه وقال له «أنت كافر»

- عبد الناصر استدعانى وزميلى بعد المحاكمة فاعتقدنا أنه يريد قتلنا بنفسه فعفا عنا

- الجماعة ضمت عناصر غير إخوانية لخلية التنفيذ حتى تتبرأ من العملية إذا فشلت

- قائد الخلية أبلغ البوليس بأسمائنا بعد فشل الخطة ليصبح «شاهد ملك»

- الإخوان انضموا لمعسكرات الفدائيين ضد الإنجليز بهدف التدريب وليس قتال الاحتلال

فى السادس والعشرين من أكتوبر عام 1954 يقف الرئيس جمال عبد الناصر فى ميدان المنشية يخطب فى جموع الشعب.. قبلها بأيام كانت جماعة الإخوان قد وضعت خطة اغتياله وتشكلت خلية التنفيذ وتحدد الموعد والمكان فى ميدان المنشية بالإسكندرية أثناء إلقاء الخطاب.. بدأ عبد الناصر الخطاب واتخذ المنفذون أماكنهم انتظارا لإشارة التنفيذ وفجأة خرجت رصاصات عضو الجماعة محمود عبد اللطيف تجاه عبد الناصر لكن يشاء القدر ألا تصيبه.. بعدها بدقائق يتم إلقاء القبض على الخلية المنفذة لتحال إلى المحاكمة وتتوالى المفاجآت.. «الأخبار» التقت خليفة عطوة المتهم الثالث فى القضية فى شهادة ورواية للتاريخ فى قضية محاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

ملفات قضية محاولة اغتيال الرئيس عبد الناصر تشير وبوضوح تام إلى تورط جماعة الإخوان فيها ورغم ذلك فقد دأبوا كعادتهم إلى الإنكار بل والزعم بأن الرئيس عبد الناصر دبر المحاولة بهدف استغلالها للتخلص منهم وفى هذا المسار سارت أكاذيبهم التاريخية واستطاعوا على مدار ستين عاما الترويج ببراعة لتلك الكذبة لكن رغم ذلك لم تخلُ اعترافات الكثير من قادتهم من تورط الجماعة فى محاولة الاغتيال فاعترفت زينب الغزالى القيادية الإخوانية بأن الجماعة حاولت اغتيال عبد الناصر 19 مرة وأكد القيادى التاريخى فى الجماعة فريد عبد الخالق أنه كان على علم بهذه الخطة وأن الفكرة كانت سائدة فى أوساط ليست بقليلة فى صفوف الإخوان، وإنه فور علمه بالخطة نقلها على الفور إلى المستشار حسن الهضيبى المرشد فى ذلك الوقت لكن الهضيبى حسب زعم عبد الخالق استنكر ذلك وقال عبد الخالق إنه التقى بعض منفذيها وعندما سئل لماذا لم تبلغ عبد الناصر عن نية بعض الأفراد اغتياله مادامت الجماعة ترفض ذلك قال إنه لم يكن على يقين أن هناك عملية بالفعل!!!!! ومؤخرا اعترف القيادى الإخوانى الهارب فى تركيا عصام تليمة بمسئولية الإخوان عن محاولة اغتيال عبد الناصر وقال إنه يعرف من تورطوا فيها وأن أحدهم مازال حيا و»مستشيخ» وإن مرشد الجماعة مأمون الهضيبى كان يعرف من أطلق النار على عبد الناصر فى حادث المنشية ولكن أغُلقت أفواه الناس عنها بأمر صدر من المستشار مأمون الهضيبى. وقال «تليمة» إنه كان شاهداً على منع مرشد الجماعة أشخاصاً كانت شهادتهم مهمة.

اعتراف
لكن أخطر الشهادات وأهمها جاءت على لسان محمود عبد اللطيف الإخوانى الذى أطلق الرصاص على عبد الناصر فى المنصة والذى اعترف بأنه أخذ الأوامر من الجماعة وأنهم خدعوه وكتب عبد اللطيف خطابا للمحكمة قال فيه:

 «أنا محمود عبد اللطيف انضممت إلى الإخوان المسلمين فى سنة 1942، كان اعتقادى فى هذه المرة أن هذه الجماعة تعمل لله، وأن قادة الإخوان لا يأمرون إلا بما فيه خير الإسلام والمسلمين، فكنت أسمع كل أمر فى طاعة، دون تردد أو مناقشة وكنت أعيب على بعض الطلبة حين يناقشون فى أى أمر، وأقول فى نفسى إن الطلبة عندهم حب الجدال فى أى شيء.. وكان كل أمر يأتينى من الإخوان أرى أن فى طاعة هذا الأمر طاعة لله خالصة. حتى ضمونى إلى النظام السرى.
وقبل الحادث بأسبوع جاءنى تكليف باغتيال الرئيس جمال عبد الناصر وأحضر لى هنداوى دوير القيادى الإخوانى السلاح.. وقال لى سر على بركة الله.. فسافرت إلى الإسكندرية وارتكبت الحادث. ومن نعمة الله علىّ أنى لم أذهب بدماء الرئيس جمال عبد الناصر. وأقف بين يدى الله بها..
وأضاف: «أحب أن أنبه جميع المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها. بألا يأخذوا من أى واحد يثقون به من المسلمين أمرا. حتى يتبينوا حقيقته. أهو لله والإسلام.. أم لغير ذلك.

 اتفاق
فى مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية التقت «الأخبار» خليفة عطوة صاحب الـ 86 عاما وسألته كيف انضممت إلى خلية اغتيال الرئيس عبد الناصر ؟

يجيب خليفة.. القصة بدأت منذ أن انضممت إلى معسكرات الفدائيين لمواجهة الاحتلال الإنجليزى وقتها تدربت وزملائى على يد مجموعات من الضباط الأحرار من بينهم كمال رفعت وكمال الدين حسين ولم نعرف بطبيعة الحال أنهم من الضباط الأحرار كنا نقوم بعمليات فدائية وانضم إلينا الكثير من شباب مصر كان الحماس يسيطر علينا كانت قضيتنا الأولى والأخيرة هى جلاء الإنجليز عن مصر خاصة وأن حالة الاحتقان بين المصريين كانت قد وصلت ذروتها فى أعقاب هزيمة فلسطين 1948.. فى تلك الأثناء انضم إلى معسكرات المقاومة مجموعة من شباب الإخوان المسلمين وقتها لم يكن يعنينا الاتجاه السياسى للمقاومين فنحن جميعا مصريون ونرحب بكل من ينضم لمحاربة الاحتلال لكن للحقيقة وجدنا شباب الإخوان المنضمين إلينا يبتعدون عن المقدمة وغالبا ما تكون مهامهم بعيدة عن القتال الحقيقى وعرفنا بعد ذلك أن الجماعة أرسلتهم فقط للتدريب والاستفادة منهم فيما بعد وكان الهدف أن يعيشوا أجواء المعركة دون قتال.. وبعد قيام ثورة يوليو 1952 كان الإخوان يضغطون بكل الطرق للوصول إلى الحكم فقد توهموا أن مسانداتهم للثورة سوف تتيح لهم حكم مصر وبالفعل اتفقوا مع عبد الناصر على تقلد بعض الوزارات لكنهم انسحبوا فى اللحظة الأخيرة طلبا للمزيد من السلطة وحدث خلاف كبير بينهم وبين عبد الناصر فانقلبوا عليه وعلى الوطن كله وأطلقوا شائعات لوقف مسيرة نهضة البلاد بالضبط كما يفعلون الآن.. واستغلت الجماعة توقيع عبد الناصر لاتفاقية الجلاء عام 1954 وحاولوا بشتى الطرق تشويهها ونشر الشائعات حولها وبثوا الكثير من الأكاذيب ضد عبد الناصر وقالوا إنه خائن وعميل للأمريكان وأن الاتفاقية ستسمح ببقاء الإنجليز عشرين شهرا آخرين وستمنح الإنجليز قواعد عسكرية فى مصر.. الحقيقة نجحت الجماعة ومعها بعض القوى السياسية المختلفة مع عبد الناصر فى التأثير على بعض الشباب المتحمس وكنت أحد هؤلاء الشباب ومعى عدد من زملائى فى الجامعة حيث التقيت أنا وأنور حافظ ومحمد على نصيرى وكنا من محافظة الشرقية مع هنداوى دويرى ومحمود عبد اللطيف « سمكرى « وعرفت أنه قد صدر تكليف من المرشد العام للإخوان المسلمين حسن الهضيبى باغتيال الرئيس عبد الناصر واتفقنا بالفعل على التخطيط للعملية وتنفيذها.

خدعة
 كيف وثقت بك الجماعة للانضمام إلى عناصرها لتنفيذ عملية الاغتيال رغم أنك لم تكن إخوانياً ؟

كانت عناصر الإخوان يعرفوننى جيدا فى الجامعة ولمسوا غضبى الشديد تجاه عبد الناصر بسبب الاتفاقية وتأثرى بما روج له الإخوان فضلا عن ذلك فإن الجماعة كانت تريد إدخال عناصر أخرى من المنفذين حتى تنفى تورطها فى العملية أو مسئوليتها عنها فى حال فشلها فقد كنت أنا وأنور حافظ من خارج الجماعة وكان هنداوى دويرى ومحمود عبد اللطيف ومحمد على نصيرى من الإخوان.

 كيف تأكدت أن العملية تكليف من الجماعة وليست عملية فردية من مجموعة من الشباب المتحمس كما ادعى البعض بعد ذلك؟
نحن قابلنا المستشار الهضيبى قبل العملية وبارك الأمر وأثنى علينا وكان ذلك فى فيلا حسن صبرى بالإسكندرية وكان ينتظر نجاح العملية ليذيع محمد نجيب بيان اغتيال عبد الناصر والسيطرة على الحكم بمساعدة الإخوان فقد اتفق الإخوان مع محمد نجيب على ذلك بعد أن أقنعوا نجيب أن عبد الناصر استحوذ على كل شيء وأصبح بطلا ولم يعد لك أهمية بالنسبة له.

جريمة
> كونتم خلية بتكليف المرشد ثم قابلتموه وماذا حدث بعد ذلك؟

استأجرنا غرفة فى لوكاندة بالإسكندرية وحددنا الأدوار بدقة فقد ارتديت أنا وأنور حافظ ملابس الحرس الوطنى وصعدنا أعلى المنصة وكانت مهمتى إعطاء الإشارة لمحمود عبد اللطيف بإطلاق النار على عبد الناصر فى الوقت المناسب وبالفعل جهز محمود عبد اللطيف مسدسين من نوع «براوننج» ألمانى واتخذ مكانه بجوار تمثال سعد زغلول وارتدى محمد على نصيرى حزاما ناسفا واتفقنا أن يحتضن جمال عبد الناصر ويفجر نفسه فيه فى حالة عدم إصابته بالرصاص.. وبدأ عبد الناصر إلقاء خطابه وانتظرت حتى بدأ عبد الناصر ينفعل ويندمج فى الحديث فأشرت بيدى إلى محمود عبد اللطيف لإطلاق الرصاص وبدأ محمود عبد اللطيف فى التصويب على قلب عبد الناصر لكن عبد الناصر وقتها كان يشيح بيده لأعلى فمرت الرصاصة بين ذراعه وكتفه ولم تصبه وأصابت أحمد بدر سكرتير هيئة التحرير بالإسكندرية فى رأسه وسقط على الفور قتيلا وأصابت الرصاصة الثانية المرغنى حمزة زعيم الطائفة الخاتمية بالسودان وحدثت حالة من الهرج وقال عبد الناصر عبارته الشهيرة «أيها الشعب.. أيها الرجال الأحرار.. جمال عبد الناصر من دمكم، ودمى لكم، سأعيش من أجلكم، وسأموت فى خدمتكم، سأعيش لأناضل من أجل حريتكم وكرامتكم. أيها الرجال الأحرار.. أيها الرجال.. حتى لو قتلونى فقد وضعت فيكم العزة، فدعوهم ليقتلونى الآن، فقد غرست فى هذه الأمة الحرية والعزة والكرامة، فى سبيل مصر وفى سبيل حرية مصر سأحيا، وفى خدمة مصر».

وعندما عرفت أن المحاولة فشلت بعد إطلاق الرصاصة الأولى أشرت إلى محمود عبد اللطيف بالتوقف فأصابتنى رصاصات فى ذراعى ووجدت الأطقم الطبية تساعدنا فى إيقاف النزيف خاصة وأن إطلاق النار أصاب حوالى 7 أشخاص وأرداهم قتلى وبعد انتهاء الخطاب وأثناء علاجى فى نفس المكان فوجئت بالبوليس وقد أتى لإلقاء القبض على.

خيانة
 وكيف عرف البوليس أنك من خلية الاغتيال بهذه السرعة ؟

هذه هى المفاجأة الصادمة بالنسبة لى وللخلية كلها فعندما علم قائد الخلية الإخوانى هنداوى دوير بفشل العملية قام بخيانتنا وذهب إلى قسم باب شرق بالإسكندرية وأبلغ عن أسمائنا حتى يصبح «شاهد ملك» ولا يعاقب.. وقام البوليس على الفور بالقبض علينا وتم ترحيلنا إلى سجن القلعة وبسرعة شديدة عقدت محكمة عسكرية ضمت جمال سالم وأنور السادات وحسين الشافعى وعندما استجوبونا اعترفنا بكل شيء وقلنا إن الدافع لاغتيال عبد الناصر هو توقيعه اتفاقية الجلاء التى ستؤخر جلاء الإنجليز عن مصر.. واعترفنا أننا أخذنا التكليف من حسن الهضيبى مرشد الإخوان وبسرعة شديدة تم الحكم علينا بالإعدام رميا بالرصاص.

 لكن الهضيبى أنكر فى المحاكمة أنه على علاقة بالخلية؟
ليس هذا فقط فقد أنكر فى بداية المحاكمة وقال لا أعرف هؤلاء الأشخاص فطلب منه أنور السادات بدهائه المعهود أن يحلف على المصحف فحلف الهضيبى إنه لا يعرفنا فهاج محمود عبد اللطيف الذى أطلق الرصاص على عبد الناصر وقال له «يا كافر يا ابن الكافر بتحلف كذب». ثم بصق عليه. وهذا أمر طبيعى فمحمود عبد اللطيف كان يعمل «سمكرى» وكان يعتقد أن مرشد الإخوان استحالة أن يكذب وأن الإخوان رجال دعوة ودين وعندما وجده يكذب وينكر معرفته لنا كانت صدمته شديدة وجاء رد فعله بهذه الطريقة.. والحقيقة أن جمال سالم كان عصبيا جدا وسأل الهضيبى أتحفظ الفاتحة فأجابه على الفور نعم.. فقال له «اقرأها لى بالعكس» فانزعج الهضيبى وقال دا حرام.. فقال له سالم «وانتو تعرفوا الحرام ما أنت لسه حالف على المصحف كذب».

 قلت إن محمد على نصيرى كان يرتدى حزاما ناسفا لماذا لم يفجر نفسه فى الرئيس عبد الناصر كما كان مخططا ؟
ارتبك النصيرى ارتباكا شديدا خاصة بعد أن التف الضباط والحرس حول الرئيس عبد الناصر فترك نصيرى الموقع وهرب.
عفو

 وكيف أفلت من حكم الإعدام ؟
بعد المحاكمة أعادونا لسجن القلعة مرة أخرى.. كنت فى انتظار الإعدام فى أى وقت وقتها كنت أفكر فيما جرى وكيف تحولت من فدائى يهب كله حياته لبلده إلى مجرم يشترك فى قتل زعيم مثل عبد الناصر يعشقه المصريون.. كنت أتساءل كيف نجحت جماعة الإخوان فى بلبلة أفكارى والتأثير علىّ وأنا شاب جامعى.. كانت لحظات قاسية جدا.. وبعد أيام دخل علىّ ضباط من البوليس المصرى وأخذونى فى سيارة جيب أنا وزميلى أنور حافظ توقعت وقتها أننا ذاهبون للإعدام.. لكن فوجئت أنهم أخذونى إلى مقر قيادة الثورة على النيل وأدخلونا فى غرفة فوجدت عبد الناصر يجلس على مكتبه وينظر فى أوراق أمامه.. وقتها أصابنا الرعب قلت بالتأكيد أحضرنا ليقتلنا بنفسه.. الدقائق تمر بصعوبة بالغة وعبد الناصر لا يتحدث ولا ينظر إلينا ومشغول بأوراق أمامه.. ثم قطع حالة الصمت بسؤالنا انتو ليه كنتم عايزين تقتلونى يا شباب ؟.. وهل الكلام اللى قدامى فى التحقيقات دا صحيح؟.. هل حد ضغط عليكم أو اتعرضتم للتعذيب؟.. فقلنا لم يضغط علينا أحد وكل ما جاء فى التحقيقات مضبوط وحاولنا اغتيالك بسبب اتفاقية الجلاء التى ستسمح ببقاء الإنجليز عشرين شهرا بالإضافة إلى وجود قواعد عسكرية فى القناة وتتيح للإنجليز العودة مرة أخرى إذا تم الاعتداء على أى دولة من دول حلف بغداد ونحن اعتبرناك خائنا للبلد.. ضحك عبد الناصر وبدأ يناقشنا بهدوء وقال من قال لكم هذا الكلام فقلنا الإخوان والوفديون فقال الإخوان والوفديون يريدون عودة الملك مرة أخرى وقال ملفاتكم أمامى يظهر منها إنكم شباب جامعى وطنى اشتركتم مع الفدائيين ولكم تاريخ مشرف.. بعد أن انتهينا من المناقشة سألنا عبد الناصر.. «فطرتو يا ولاد» فصمتنا فطلب إحضار إفطار لنا واحضر سندوتشات فول وطعمية ثم أخذونا فى سيارة جيب مرة أخرى وتوقعنا أننا ذاهبون مرة أخرى إلى سجن القلعة لكن السيارة اتجهت إلى شبرا ثم بنها ونحن لا نعرف إلى أين سنذهب حتى وصلنا إلى منازلنا فى الشرقية ونحن لا نعرف ما الذى يحدث.. وعندما طرقنا على باب المنزل سمعت والدتى صوتى فأغشى عليها فى الحال.. وعرفت بعد ذلك أن الرئيس عبد الناصر كان قد خفف الحكم علينا من الإعدام إلى 25 عاما وبعد أن قابلنا قرر العفو عنا تماما.

 وكيف عملت مع الرئيس عبد الناصر بعد ذلك؟
بعد الإفراج عنا بأيام ظهرت نتيجة البكالوريوس وفوجئنا باستدعائنا مرة أخرى من الرئيس عبد الناصر الحقيقة عاد القلق يسيطر علينا مرة أخرى وعندما وصلنا هنأنا عبد الناصر بالنجاح وقال و»هتشتغلو فين» فأجبنا «يا ريس ومين هيرضى يشغلنا بعد اللى عملناه» فضحك وطلب على صبرى وقال له «الولاد دول بلدياتك فرد صبرى للأسف يا ريس».. فقال له عبد الناصر «خدهم شغلهم معاك» وبالفعل عملنا فى مكتب توثيق وتنقية المعلومات بمجلس الوزراء ثم مكتب السكرتارية الخاص بالرئاسة بعد ذلك.

كذب
 لكن مازال الإخوان يروجون بأن محاولة الاغتيال كانت تمثيلية نفذها عبد الناصر للتخلص منهم ؟

الإخوان كاذبون والوقائع ثابتة تماما وليس بها أى لبس أو غموض لكن هى عادتهم التى جُبلوا عليها هم خبراء فى التضليل والكذب وهم مستمرون فيه حتى الآن. الإخوان هو «خازوق» وضعه الإنجليز فى مصر عندما علموا أنهم سيتركون مصر لذلك فقد صنعوا الجماعة ودعموها بالمال حتى تصبح كيانا معطلا لأى تقدم فى مصر.. فالمنطق يقول كيف لموظف بسيط مثل حسن البنا أن يقابل أكبر رتبة إنجليزية فى مصر وهو الحاكم العسكرى الإنجليزى بكل سهولة إلا إذا كان البنا عميلا له وكيف لانجلترا أن تدعم كيانا إسلاميا مخالفا لدينها وأهدافها إلا إذا كان الغرض منه هو خدمة مصالحهم منذ الاحتلال وحتى الآن.. ولماذا اختارت الجماعة أن تعبر عن الإسلام بشعار السيفين وتضع بينهما المصحف وكأنها تتعمد تشويه صورة الإسلام وتشير إلى أن الإسلام دين قتل وعنف.

 هل كان المشاركون فى محاولة الاغتيال من التنظيم الخاص المسلح؟
عرفنا بعد ذلك أن محمود عبد اللطيف كان عضوا بالتنظيم الخاص وكان هنداوى دوير ومحمد على نصيرى من الإخوان.. وبمناسبة التنظيم الخاص للإخوان فأنا على يقين أن التنظيم الخاص هو من اغتال حسن البنا نفسه بعد أن تبرأ منهم وكفرهم فى بيانه «ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين» الذى أصدره بعد اغتيال التنظيم الخاص للنقراشى باشا.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة