الكاتب الصحفي عمرو الخياط
الكاتب الصحفي عمرو الخياط


عمرو الخياط يكتب: مصر.. قبلة شباب العالم

عمرو الخياط

الجمعة، 26 أكتوبر 2018 - 11:02 م

أيام قليلة وينطلق منتدى شباب العالم بمدينة شرم الشيخ، للعام الثاني على التوالي يحج الشباب من مختلف دول العالم إلى مدينة السلام سفيرا لبلده إلى مصر ليعود محملا برسائل الحقيقة التي حتما ستطمس أوهام الحملة الإعلامية الممنهجة ضد الدولة المصرية.

المنتدى هو دعوة من الدولة المصرية من أجل ممارسة عملية للشفافية على أرض الواقع، المنتدى هو تعبير عملي عن احترام مصري للاختلاف واعتباره وسيلة من أجل التواصل والتعارف.

ليس هذا فحسب بل إن الهدف هو تمكين الشباب المصري المشارك من القيام بجولة مكثفة حول العالم تتحقق بمخالطته لمختلف الثقافات المشاركة فيتبادل الرسائل مع نظراء جيله من خلال اتصال شخصي مباشر حتما ستكون تأثيراته راسخة في نفوس العائدين إلى بلادهم بعد انتهاء المنتدى لكن تأثيراته لن تنتهي.

ليس اجتماعا دوريا من أجل الاستعراض بل دعوة ونداء مصري للالتفاف والتوحد حول معاني الإنسانية والسلام، فإذا كانت الدول تتهافت لاستضافة البطولات العالمية أو المهرجانات الدولية، فإن مصر تحرص على أن تكون أرضا لمنتدى الإنسانية دليلا دامغا على أن السلام الاستراتيجي هو عقيدة ثابتة على مر تاريخ الدولة المصرية التي لم يسجل عليها حالة واحدة للمبادرة بالاعتداء كما لم يسجل عليها حالة واحدة من الاستكانة لهزيمة.

في شرم الشيخ توجه مصر نداءها إلى المستقبل وإلى الشباب الذي سيدير هذا المستقبل ويمتلكه ويسلمه لمن بعده، رسالة المنتدى هي قرار مصري بجرأة الانفتاح على العالم لتقول إن مصر ليس لديها ما تخشاه لتنكفئ على ذاتها، فإذا كانت السياسة تُمارس فى المؤتمرات والغرف المغلقة، فإن مصر صاحبة قرار ممارسة السياسة الإنسانية تحت ضياء شمسها الساطعة.

في الدورة الثانية لمنتدى شباب العالم يبث برنامج «كافيه شو» الفرنسي حلقاته يوميا من أرض المنتدى لينقل إلى العالم رسائل السلام والمحبة التي لم تكن لتتم إلا بفعل ثورة ٣٠ يونيو التي حققت أهدافها ثم سلمت نفسها طوعا إلى الدولة المصرية، لتثبت إنها ثورة رشيدة لدولة رشيدة.

القائمون على البرنامج ومقدموه ومعدوه لم يكونوا ليشدوا رحالهم إلى منتدى السلام إلا بعدما أدركوا وتيقنوا وفرض عليهم ضميرهم الإنساني والمهني ضرورة أن يساهموا في إثراء الإنسانية بمناقشات ولقاءات هذا المنتدى، وليكونوا صوتا حيا شاهدا على استقرار الدولة المصرية وقدرتها على إدارة المد الثوري والبدء في مرحلة تثبيت الدولة داخليا، وصولا إلى الانطلاق نحو العالم.

مصر التي أضافت إلى الإنسانية حقا في مكافحة الإرهاب، فإنها اليوم تضيف حقا جديدا في امتلاك الحقيقة، فإذا كانت الدول تخضع قسرا للجان التحقيق وتقصى الحقائق، فإن مصر بإرادتها الحرة تقدم هذه الحقائق للعالم بأسره.


لقد تحول المنتدى إلى مؤسسة للشباب تفجر طاقاتهم في الإدارة والإبداع ومهارات الاتصال، فإذا كانت شبكات التواصل الاجتماعي الافتراضي تحاول فرض نفسها على جيل بأكمله، فإن المنتدى سينشئ شبكات جديدة للتواصل الاجتماعي الواقعي، لتمنح الفرصة للأجيال لبناء مستقبلهم على قواعد الواقع وليس الافتراض.

المنتدى هو مبادرة مصرية لإعادة بناء وترميم السلام الاجتماعي العالمي الذي تأثر بالحروب الإلكترونية خلف شاشات الوهم التي أتاحت التمدد في مساحات من الوعي فشوهت بداخلها مفاهيم السلام والإنسانية وورطتها في حروب ليس فيها منتصر، فجاء المنتدى دعوة لشباب العالم لإعادة اكتشاف إنسانيته وفطرته.

بهذه المعاني والمشاعر أعدت أجندة اللقاء الثاني للمنتدى، لتضع دستورا للسلام ولتثبت أنه واقع يحتاج لإرادة إنسانية تعلو على كل إرادة سياسية.

سيبدأ المنتدى بمناقشة مفتوحة وعلنية تهدف لوضع إطار محدد لدور قادة العالم في تحمل مسئولياتهم في بناء واستدامة السلام.

البادية ستنطلق تحت عنوان السلام المستدام إقرارا بحق الأجيال القادمة في العيش في كنف هذا السلام والاستمتاع به، بدلا من أن يضيع عمرها في تضميد جراح الماضي، المنتدى سيعلن رسالة الإنسانية في حق الأجيال في استكمال مسيرة البناء بدلا من أن تقضى أعمارها تحت أنقاض الدول وإعادة الإعمار.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة