أنجيلا ميركل
أنجيلا ميركل


 «ميركل» في مأزق سياسي من جديد بشأن حكومتها بسبب «انتخابات محلية»

أحمد نزيه

الأحد، 28 أكتوبر 2018 - 11:57 م

لم تكد المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ترتاح قليلًا من أزمة تشكيل الحكومة الألمانية، حتى وجدت نفسها محاطةً بالأزمات من جديدٍ، وهذه المرة بسبب انتخاباتٍ محليةٍ جرت في ولاية هيسه الواقعة غرب ألمانيا.

ثلاثي الحكم في ألمانيا المتمثل في أحزاب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، الذي تتزعمه ميركل، والحزب الديمقراطي الاشتراكي وحزب الخضر تعرضوا لما هو أشبه بالهزيمة في الانتخابات المحلية التي جرت يوم الأحد في الولاية الغربية بالبلاد.

نتائج مخيبة

ورغم تصدره نتائج الانتخابات هناك، فإن حزب ميركل حاز على 28% فقط من أصوات الناخبين هناك، وهو الذي كان قد حاز على 38.3% من أصوات الناخبين في الانتخابات الماضية عام 2013.

شريك ميركل المنتمي ليسار الوسط، الحزب الديمقراطي الاشتراكي، مني بسقوطٍ مفاجئٍ بعد أن حصل فقط على نحو 20% من أصوات الناخبين بعد أن كان قد تحصل على 30.7% من أصوات الناخبين في الانتخابات المنصرمة، وهي أسوأ نتيجة يتكبدها الحزب في الولاية منذ عام 1946 بعد انقضاء الحقبة النازية، في حين كان حزب الخضر أقل الخاسرين بعد أن حاز نحو 19.5% من الأصوات.

الانتخابات شهدت تواصل صعود حزب البديل من أجل ألمانيا، المنتمي لتيار اليمين المتطرف، والملقب أعضاؤه بالنازيين الجد رغم نفيهم أي صلة بأفعال الحزب النازي البائد، وذلك بعد أن حصل على 12% من الأصوات، ليواصل تثبيت نفسه في المشهد السياسي الألماني بعد أن شكل صعوده صيحةً مدويةً في انتخابات البرلمان في سبتمبر من العام الماضي بعد أن حل ثالثًا بنسبة 11% من المقاعد بمجلس البندوستاج التشريعي.

إنذار لميركل

وعلى ضوء ذلك، لم ينتظر حزبا الديمقراطي الاشتراكي والخضر طويلًا حتى يتخذا موقفًا جراء ما حدث، فأمهلا شريكان المستشارة الألمانية ميركل عامًا واحدًا لتحقيق نتائج سياسية أفضل، مهددين بالانسحاب من الحكومة في حالة عدم حدوث تقدمٍ يطفئ غليل الشارع الألماني تجاه أداء حكومة بلاده.

وخلال انتخابات 2017 البرلمانية، دخل حزبا الديمقراطي المسيحي والاشتراكي كمتنافسين، وأعلن في أعقاب الانتخابات زعيم الحزب الديمقراطي الاشتراكي مارتن شولتز أن الناخبين وجهوا لهم رسالةً من خلال عملية التصويت بعدم تأليف ائتلافٍ انتخابيٍ مع حزب ميركل والانضمام لجبهة المعارضة.

فقدان شريكها الحاكم كاد يحول دون أن تحتفظ ميركل بمنصبها على رأس الحكومة الألمانية لولايةٍ رابعةٍ، وبعد نحو نصف عامٍ من المفاوضات، وافق الحزب الاشتراكي في مارس الماضي على الانضمام لائتلاف حكومي مع حزبي الديمقراطي المسيحي والخضر.

وجنّب ذلك وقتها البلاد الدخول في مأزقٍ سياسيٍ، كاد يفضي إلى إجراء انتخاباتٍ أخرى لحسم مسألة تشكيل الحكومة الجديدة، لكن الوضع ربما يعود من جديدٍ إذا نفذ شريكا ميركل في الحكومة تهديداتهما، وانسحبا من الحكومة بعد عامٍ من الآن، إذا لم يشعروا بوجود أي تقدمٍ يرضي الشارع الألماني.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة