لغز قصر قارون.. قصة النفق السري بين الفيوم والإسكندرية
لغز قصر قارون.. قصة النفق السري بين الفيوم والإسكندرية


حكايات| لغز قصر قارون.. آثار تحت الماء و«مخسوف» من قوم موسى

شيرين الكردي

الإثنين، 29 أكتوبر 2018 - 06:07 م

 

نفق تحت الأرض من الفيوم إلى الإسكندرية، مدخله يبدأ بلغز في قصر قارون الداخل له مفقود والخارج منه «مجنون»، وما بين هذا وذاك جزأ من القصر لا يزال مدفونًا تحت الأرض يحمل كثيرًا من الأسرار المرتبطة بـ«قارون»، الذي تواجد خلال نبي الله موسى.. فهل كل تلك الأمور حقيقية؟


الدكتور مجدي شاكر – كبير الأثريين تحدث عن بعض الاكتشافات الأثرية التي عُثر عليها بمحيط بحيرة قارون في الفيوم، إلا أن الرجل أكد أن نسبة ما تم كشفه محدود جدًا عند مقارنته بالمتوقع اكتشافه أسفل البحيرة نفسها.

 

وجوه الفيوم 

 

أما أبرز ما تم اكتشافه في المنطقة نفسها، ما يُعرف عالميًا بـ«وجوه الفيوم» الموزعة بين متاحف العالم، وهي أقدم بورتهارت في التاريخ، إذ تصور الوجه البشري مباشرة، دون الرسم الجانبي، الذي اعتاد عليه الفنان المصري القديم.

 

وهذه اللوحات تعود إلى الفترة من القرن الأول إلى الثالث الميلادي، حسب الفن الروماني وقواعده، ووجد منها في مصر حوالي 900  لوحة أغلبها في هوارة بالفيوم، ونسبت لها وكانت في حالة جيدة، لما تتمتع به المنطقة من مناخ حار جاف ورغم أنه عثر على لوحات منها في سقارة والشيخ عبادة إلا أنها سميت بوجوه الفيوم لأن أغلبها عثر عليه في المنطقة نفسها.

 

اقرأ للمحرر أيضًا| سحرة فرعون.. قصة اغتيال رمسيس الثالث بـ«إخفاء القتلة»‎

 

الغريب في الأمر أن هذه البورتهارت عُثر عليها ملتصقة بمومياوات، وتصور وجوه أشخاص عاشوا منذ ألفي عام،   وجوه كاملة مباشرة أو تلتفت في بعضها قليلا لليسار، وهي لوحات شخصية كانت ترسم بملامح الشخص المتوفى وتوضع فوق تابوته لتتعرف عليها الروح في العالم الآخر، وتشبه ما يضعه المصريون حاليًا من صور للمتوفى في المنازل.

 

تلك الوجود مختلفة ما بين مصرية ويونانية ورومانية وبيزنطية؛ لكن الأسماء المكتوبة عليها يونانية والملابس والحُلي وتسريحات الشعر كلها ذات طابع روماني، أي مزيج بين الحضارات الفرعونية واليونانية الرومانية ولكنها عموما امتداد للفن المصري وأدرجت ضمن الفن القبطي، وتصدى لرسمها فنانون جوالة محترفون. 

 

اكتشافات غير عادية 

 

حتى عام 1984 ظلت تلك البقعة الأثرية بدون أعمال تنقيب إلى أن زارتها بعثة فرنسية سويسرية، في هذا العام، وأجرت حفائر أسفرت عن كشف حمام روماني، وعدة منازل بعضها مزين بصور جدارية متميزة بزخارف لها علاقة بعبادة الشمس، كما عثرت البعثة على كثير من الأدوات المنزلية والأواني الفخارية. 

 

ومن الاكتشافات الجديدة أيضًا عدة قوالب تراكوتا خاصة بالعملة، وكشفت عن بقايا قلعة رومانية ضخمة بناها دوق لاتيان، لصد أي غزو قادم من الجنوب، وشيدت من الطوب الأحمر وبعناية فائقة ومحاطة بسور له باب من الحجر الجيري، وبها تسعة أبراج.

 

اقرأ للمحرر أيضًا| «ليتنا متنا فيها».. كيف نهب 2 مليون يهودي ذهب مصر؟

 

هذه الاكتشافات المميزة يرى «شاكر» أنها متوقعة، خاصة أن بجوارها معبدًا بطلميًا يُسمى معبد قصر قارون ولكن ليس له علاقة بقارون موسى؛ لان الخسف المذكور في القرآن لا يمكن لأي إنسان أو أثري الوصول له.

 

بين 1916 و1984

 

ثم أنه في عام 1615 ميلادية، عثر الرحالة الإيطالي بتيرو ديلا فاليه على أول مجموعة من «وجوه الفيوم»، وتوزعت في مجموعات على متاحف العالم، مثل متحف دريسدين بألمانيا وغيرها ولا يزال البعض يحلم بعمل متحف أو قاعة كبيرة تسمى وجوه الفيوم وأن يعمل عنها دراسة فنية أثرية تاريخية كبيرة. 

 

إذن هل لـ«قصر قارون» وما أظهرته الاكتشافات الأثرية بالفيوم، يرتبط بالملك الذي خسف به الله الأرض؟.. الدكتور شاكر يشدد على أنه ليس هناك أي ارتباط على الإطلاق، فتسميته تعود إلى أنه قديمًا كان يطلق على الجزء اليابس من البحيرة قرن، ولتعدد الأجزاء اليابسة في بحيرة قارون سُميت بـ«قرون»، وقصر قرون، ثم تحرف الاسم وأصبح بحيرة وقصر (قارون).

 

والحديث عن هذا القصر، وأن الظاهر منه فوق سطح الأرض ثلثه فقط ومعظمه مدفون في الأرض، فلا أساس له من الصحة، والحقيقة أن هذه المنطقة ظلت بلا حفر حتى زارتها بعثة فرنسية سويسرية عام 1984، وأجرت حفائرها التي أسفرت عن كشف حمام روماني وعدة منازل بعضها مزين بصور جدارية متميزة بزخارف لها علاقة بعبادة الشمس.

 

اقرأ للمحرر أيضًا| جيش المصريين القدماء.. انضباط وتكتيكات عسكرية ومعاملة كريمة للأسرى

 

وعثرت البعثة على كثير من الأدوات المنزلية والأواني الفخارية، وعدة قوالب تراكوتا خاصة بالعملة، وكشفت عن بقايا قلعة رومانية ضخمة بناها دوق لاتيان، لصد لأي غزو قادم من الجنوب، وشيدت من الطوب الأحمر وبعناية فائقة ومحاطة بسور له باب من الحجر الجيري، وبها تسعة أبراج.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة