دونالد ترامب وجائير بولسونارو وفيكتور أوربان
دونالد ترامب وجائير بولسونارو وفيكتور أوربان


تيار «اليمين» في معاقل الحكم بالعالم

أحمد نزيه

الإثنين، 29 أكتوبر 2018 - 07:59 م

انتخب الشعب البرازيلي اليميني المتشدد جائير بولسونارو، المنتمي للحزب الليبرالي الاجتماعي المحافظ، رئيسًا للبلاد، وذلك على الرغم من المخاوف التي صاحبت ترشحه، وأحاديث معارضيه التي تقول إنه سيقوم بسحق المعارضة اليسارية في البلاد، ليشكل صعوده للحكم حلقة جديدة من صعود التيار اليميني في العالم، والتي ازدهرت في السنوات الأخيرة.

الرئيس البرازيلي المنتخب أنهى حقبة 16 عامًا من تموضع حزب العمال اليساري في السلطة، بعد أن هزم مرشح الحزب الاشتراكي فرناندو حداد، في جولة الإعادة أمس الأحد، وهو ما عكس خيبة أمل البرازيليين في حزب العمال اليساري الذي تلاحقه قضايا فسادٍ وغسيل أموالٍ، تسببت في إقالة الرئيسة ديلما روسيف من منصبها بعد عامين فقط من بدء ولايتها الرئاسية الثانية.

كما أن زعيم الحزب، الرئيس الأسبق للبرازيل لويس إيناسي ودا سيلفا يقبع في السجن حاليًا، لقضاء عقوبة السجن لتسع سنواتٍ ونصف العام، على خلفية قضايا فساد أيضًا، لكن الرئيس البرازيلي الأسبق يعتبر التهم الموجهة له سياسية، وهدفت لإبعاده عن الترشح في الانتخابات الرئاسية.

وهذه أبرز بلدان العالم التي تعرف سيطرة التيارات اليمينية على مقاليد الحكم في بلادها، بدايةً من الجمهوري دونالد ترامب في البيت الأبيض.

أمريكا

الولايات المتحدة عرفت مؤخرًا وصول اليمين إلى الحكم، بوصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى سدة الحكم في انتخابات 2016، في وقتٍ حظي فيه بدعمٍ من القوميين واليمينيين في الانتخابات.

ترامب أثار في أغسطس من العام الماضي الجدل بصورةٍ كبيرةٍ في الولايات بما في ذلك أوساط الجمهوريين بعد أحداث عنفٍ في مدينة شارلوتسفيل في ولاية فيرجينيا قام بها متطرفون يمينيون بالمدينة، أسفرت عن مقتل سيدة، حمّل حينها ترامب القوميين البيض مسؤولية الأحداث مناصفةً مع المتظاهرين المناهضين لهم، وهو ما جعل وزير الخارجية الأمريكي آنذاك ريكس تيلرسون يعتبر تصريحات ترامب لا تمثل إلا نفسه.

بريطانيا

وفي بريطانيا، يتموقع حزب المحافظين الديمقراطي في مركز السلطة، منذ انتهاء حقبة توني بلير، الزعيم السابق لحزب العمال اليساري، والتي امتددت ثلاثة عشر عامًا إلى غاية 2007.

وترأس تيريزا ماي حاليًا الحكومة البريطانية، وهي زعيمةٌ أيضًا لحزب المحافظين، بعد أن خلفت ديفيد كاميرون.

وشكل تواجد حزب المحافظين، الذي ينتمي لتيار يمين الوسط، في السلطة منعطفًا في تاريخ بريطانيا، بعد إجراء استفتاءٍ بمباركة الحزب حول انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، وهو ما صوّت لصالحه البريطانيون بنسبة تأييد بلغت 51.6% في يونيو عام 2016، وباتت بريطانيا على مشارف وداع التكتل الأوروبي رسميًا بحول التاسع والعشرين من مارس المقبل، طبقًا لاتفاقية "البريكست".

المجر

وفي المجر، أُعيد في أبريل الماضي انتخاب حزب فيدس بزعامة اليميني فيكتور أوربان خلال الانتخابات التشريعية في البلاد، ليحافظ أوربان على موقعه في السلطة الهنجارية لولايةٍ ثالثةٍ على التوالي.

ويشغل أوربان منذ عام 2010 منصب رئيس الوزراء في الجمهورية البرلمانية، وأُعيد انتخابه لولايةٍ ثانيةٍ عام 2014، وأصبحت ولايته في 2018 هي الثالثة على التوالي والرابعة في حياته، بعد أن تولى مقاليد الحكم لأول مرة خلال الفترة ما بين عامي 1998 و2002.

وينتمي أوروبا وحزبه "فيدس" إلى اليمين الشعبوي الأوروبي المناهض لسياسات الهجرة والرأسمالية، ودائمًا ما ينادي رئيس الوزراء المجري إلى تحقيق ديمقراطية لا ليبرالية، وقد اتبع خلال سنوات حكمه الثماني أسلوب حكمٍ يحد من الحريات، تحت شعار المصلحة القومية، فيما تتتهمه المعارضة في البلاد بالإضرار بدولة القانون وانتهاج سياسات أدت إلى تراجع قيم الديمقراطية بالبلاد.

بولندا

وفي بولندا، يتبوأ المحامي أندجي سباستيان دودا منصب الرئيس في البلاد، والرئيس في بولندا هو أعلى سلطة تنفيذية في البلاد، التي تتبع نظام الحكم الرئاسي، وهو رئيس منذ أغسطس عام 2015، بعد أن خلف برونيسواف كوموروفسكي، زعيم حزب المنبر المدني.

أندجي دودا ينتمي إلى حزب القانون والعدالة اليميني، الذي يحمل سياساتٍ مناوئةٍ بعض الشيء للاتحاد الأوروبي.

زعيم الحزب قال ياروسلاف كاتشينسكي قال في سبتمبر الماضي إن بلاده تنتمي للاتحاد الأوروبي لكن عليها تجنب "الإصابة بالأمراض الاجتماعية" المتفشية في التكتل الأوروبي، حسب وصفه.

النمسا

وفي النمسا، وصل حزب الشعب النمساوي إلى سدة الحكم عام 2017، ليصل سيباستيان كورتس، صاحب 31 عامًا، وقتها إلى منصب المستشار النمساوي، ويتولى مسألة تشكيل الحكومة في فيينا، بعدما كان يشغل منصب وزير خارجية بلاده منذ عام 2013، وهو في عمر السبعة وعشرين عامًا.

ويتزعم كورتس حزب الشعب النمساوي الموجود منذ عام 1945، وهو حزبٌ محافظٌ ينتمي إلى تيار يمين الوسط، وشكل نجاحه في انتخابات 2017 استمرارًا لنهج صعود التيار اليميني في أوروبا.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة