الكاتب الصحفي ياسر رزق رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم
الكاتب الصحفي ياسر رزق رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم


ورقة وقلم

ياسر رزق يكتب من ألمانيا: رحلة ٤٥ شهراً من ثلوج «داڤوس» إلى صقيع «برلين»

ياسر رزق

الإثنين، 29 أكتوبر 2018 - 09:09 م

شاهد على القمم السبع بين الرئيس والمستشارة..أكتب غداة وصول الرئيس السيسي إلى برلين.

لا يمكن إذا نظرت من زجاج النوافذ أن تجزم ما إذا كان الوقت قبل الغروب، أم أنه قبل الشروق. السحب تغطى الشمس تماماً وتخفى أي أثر لها وتحجب زرقة السماء. درجة الحرارة تزيد على الصفر بخمس درجات، لكنك ستشعر أنها أقل بكثير - لو وقفت في عرض الطريق - بفعل رياح تدفع بالبرودة إلى العظام.

ظهر الثلاثاء، يلتقي الرئيس السيسي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في قمة ثنائية، ثم يحضر معها القمة الثانية لمجموعة العشرين ممثلة بألمانيا مع إفريقيا ممثلة بإحدى عشرة دولة.

هذا هو اللقاء السابع للرئيس والمستشارة على مدار 45 شهراً مضت. تابعت القمم السبع في 4 قارات.. في أوروبا، وأمريكا الشمالية، وآسيا، وإفريقيا.

لا أستطيع أن أمنع نفسي من المقارنة بين اللقاء الأول واللقاء السابع، لأسباب عديدة منها تشابه ظروف المناخ واختلاف أحوال السياسة.

ولست أعرف لماذا يغيب اللقاء الأول عن ذاكرة البعض، برغم أنه كان أحد أهم العلامات على طريق الخروج من عزلة ما بعد الثلاثين من يونيو.

< < <

انعقد اللقاء الأول بين الرئيس السيسي والمستشارة الألمانية في مدينة داڤوس السويسرية، على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي.

كان ذلك في 22 يناير عام 2015. قبلها لم يحدث أي اتصال بين الرئيس والمستشارة، إلا مكالمة تليفونية بادرت بها ميركل بعد انتخاب السيسي لرئاسة الجمهورية بأسابيع وأبدت رغبتها في لقائه بعد أن يفرغ من الانتخابات البرلمانية، وكأنها كانت تريد أن تقول: «بعد أن تتأكد من التزام مصر بخطة الطريق وبالمسار الديمقراطي».

رغم مرور 4 سنوات، مازلت أذكر تفاصيل ذلك اليوم، كأنها تحدث هذا اليوم.

كان اللون الأبيض يسود المكان. الجليد يغطى الشوارع والطرقات والحدائق، والثلوج تكسو أغصان الأشجار وأسطح المباني، في درجة حرارة تقل عن الصفر بخمس درجات.

وكانت السماء حبلى بأمطار ثلجية لم يحن أوان سقوطها.

داخل مقر منتدى «داڤوس»، كان هناك حدثان يستحوذان على اهتمام الحضور من قادة الدول والمسئولين وكبار رجال الأعمال ورؤساء كبريات الشركات العالمية.

أولهما جلسة انعقدت عند الظهر، كان لها عنوان من كلمة واحدة هو “ALSISI”، وكان المتحدث فيها شخصية واحدة هو «السيسي».

كان الكل يريد أن يتعرف على هذا الرجل، الذي يعتبره عدد كبير أنه أنقذ بلاده، بينما كان يراه البعض أنه قاد انقلاباً على رئيس منتخب.

كانت هذه الجلسة التي نظمتها إدارة المنتدى، فرصة لا نظير لها، ليعرف المشاركون حقيقة ما حدث في مصر، وحقيقة الرجل الذي يضعه المصريون ـ أيا كان رأى الآخرين ـ في منزلة البطل الشعبي.

يومها، تحدث الرئيس السيسي أمام ألف شخصية لمدة 20 دقيقة، عن مصر الجديدة التي يبنيها المصريون.

ثم أجاب لمدة 20 دقيقة أخرى عن 4 أسئلة تناولت «الثورة الدينية» التي دعا إليها لإصلاح الخطاب الديني، والانتخابات البرلمانية المقبلة، ودور شباب مصر في البناء السياسي والاقتصادي، ومستقبل عملية السلام في الشرق الأوسط.

أكثر ما لفت انتباه الحضور هو تفسير السيسي لأسباب ثورتي يناير ويونيو.

عن ثورة يناير.. قال السيسي: إن شعب مصر أزال حكم الفرد عندما تجاوز الشرعية.

وعن ثورة يونيو.. قال السيسي: إن الشعب نفسه لم يتردد في نزع الشرعية، عمن أرادوا أن يسخروها لتغيير الهوية الوطنية المصرية.

< < <

الحدث الثاني الذي اجتذب الأنظار في داڤوس، كان اللقاء الذي ذاع نبأ انعقاده عصراً في قاعة المنتدى بين الرئيس السيسي والمستشارة الألمانية.

كان سر الاهتمام، أن ميركل بالذات عرفت بأنها من أشد الناقدين لما جرى بمصر في الثلاثين من يونيو، وأنها تأخذ موقف صقر الصقور داخل الاتحاد الأوروبي إزاء نظام 30 يونيو.

وكان إتمام اللقاء معناه أن ميركل تعيد النظر في موقفها وأن ألمانيا تعدل نظرتها تجاه مصر.

40 دقيقة استغرقها اللقاء الأول بين الرئيس السيسي والمستشارة ميركل.

وعلمت يومها أن الرئيس لم يشأ أن يترك المناسبة تمر، دون أن يشرح للمستشارة حقائق ما جرى، وأن يوضح لها أن موقفها الحاد المتشدد، بني على غير معلومات سليمة إزاء ثورة الشعب على نظام الإخوان في 30 يونيو.

حينئذ.. أنصتت ميركل لكلام الرئيس، ثم قالت: الحقيقة أن نظام الإخوان كان يقود مصر لطريق آخر، وأنه أخفق فى أمور كثيرة أهمها إدارة الدولة.

ولقد أسعدني الحظ في أعقاب اللقاء، أنني توقفت مع الرئيس لمدة 25 دقيقة، وتحدثت معه عن أمور شتى، منها بالطبع لقاؤه مع ميركل.

كان رأي الرئيس أن المباحثات كانت ناجحة جداً، وأن ميركل أبدت تفهمها للأوضاع فى مصر، وارتياحها للإجراءات الاقتصادية التي اتخذت، وللخطوات السياسية التي تستكمل في خارطة المستقبل، وعبرت عن تقديرها للدور المصري في تحقيق الاستقرار بالشرق الأوسط.

وقالت ميركل للرئيس في ختام لقائهما الأول: «سيادة الرئيس.. أنا متفائلة بمستقبل مصر».

بدا فى نهاية القمة الأولى بين الرئيس والمستشارة، أن الجليد الممتد بين نهرى «الراين» و«النيل» أخذ يذوب برغم ثلوج «داڤوس» وصقيعها.

< < <

منذ يناير 2015، وحتى أكتوبر 2018، اندفعت بين ضفاف النهرين مياه غزيرة. وتواصلت اللقاءات، وتعددت القمم بين السيسي وميركل.

جاء السيسي إلى برلين بدعوة من ميركل في منتصف 2015، ثم التقاها في سبتمبر من نفس العام بنيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ثم في سبتمبر 2016 بمدينة «هانغشو» الصينية خلال اجتماعات قمة مجموعة العشرين. وجاءت ميركل إلى القاهرة بدعوة من السيسي في مارس 2017. وانعقد اللقاء السادس بين الرئيس والمستشارة ببرلين في يونيو 2017.

أذكر بوضوح كيف أغلقت ميركل بنفسها صفحة سوء الفهم، أو الفهم السيئ لثورة 30 يونيو، وفتحت نوافذ رحبة للتعاون المصري الألماني.

كان ذلك في اللقاء الثاني الذي انعقد ببرلين في يونيو 2015.

في مستهل اللقاء.. قال السيسي لميركل: «أنتم لا تدركون حتى الآن معنى أن ينزل 30 مليون مصري يوم 30 يونيو، يريدون إنقاذ بلدهم من شبح حرب أهلية تحوم فوق رؤوسهم».

وردت ميركل بحسم وهى تغلق هذا الملف: سيادة الرئيس.. لو لم نكن أدركنا هذه الحقيقة، ما كنا نستقبلك اليوم في هذا المكان.

منذ ذلك التاريخ.. انطلقت مسيرة التعاون بين مصر وألمانيا بمعدلات متسارعة، في مجالات عديدة، وربما كان أبرزها إنشاء 3 محطات عملاقة لتوليد الكهرباء في البرلس وبني سويف والعاصمة الجديدة بطاقة إجمالية 14.4 ألف ميجاوات وبتكلفة 6 مليارات يورو.

ذلك النموذج الرائد في التعاون لمصر مع ألمانيا ممثلة في شركة «سيمنس» استحوذ على جانب كبير من مناقشات القادة الأفارقة المشاركين في القمة الأولى للشراكة بين مجموعة العشرين وإفريقيا التي انعقدت يوم 12 يونيو من العام الماضي.

ففي المائدة المستديرة التي جمعت ميركل ورئيس وزراء إيطاليا مع السيسي و7 من القادة الأفارقة، قال جوكيزر رئيس شركة «سيمنس»: إن عمر شركتنا أكثر من 170 عاماً، لكن تجربتنا الجديدة في مصر اعتبرها أهم تجارب الشركة على طول مشوارها. فهى ليست مجرد عقد لإنشاء 3 محطات كهرباء، وإنما اتفاق واسع وبرنامج شامل يتضمن تدريب أكثر من ألف شاب مصرى، وتشغيل أكثر من مائة شركة مصرية وألمانية متوسطة وصغيرة في نموذج رائد.

وعقبت ميركل قائلة: بصراحة.. تجربة «سيمنس» ما كان لها لتنجح في أي دولة أخرى، والسبب هو دور الرئيس السيسي فبدونه ما كان ممكنا التوصل لهذه النتيجة.

ولعل ما يدل على استمرار تلك التجربة وتواصلها، التوقيع اليوم على اتفاق مع شركة «سيمنس» لتحديث التعليم الفني في مصر.

< < <

الغرض الرئيسي للزيارة الثالثة للرئيس السيسي إلى برلين والتي بدأها أمس الأول، هو المشاركة في القمة الثانية للشراكة بين مجموعة العشرين وتمثلها ألمانيا، وإفريقيا ويمثلها بجانب مصر رؤساء دول وحكومات رواندا، توجو، بنين، السنغال، كوت ديڤوار، تونس، المغرب، جنوب إفريقيا، إثيوبيا، غانا، غينيا.

ومع ذلك.. حرصت المستشارة الألمانية ميركل على أن تتضمن هذه الزيارة، شقاً ثانياً لمباحثات قمة بينها وبين الرئيس السيسي، وسلسلة من اللقاءات للرئيس مع القادة الألمان، خلافاً لما تقرر لباقي الزعماء الأفارقة، تعبيراً عن الأهمية التي توليها ألمانيا للتشاور مع الرئيس السيسي والتعاون مع مصر.

تعودنا في كل المحافل الدولية التي تتعلق بالتعاون بين تجمعات كبرى أو قوى عالمية فاعلة مع دول إفريقيا، أن يكون الرئيس السيسي هو الصوت الأكثر وضوحاً وصراحة ونفاذاً إلى جوهر القضايا، والأكثر تعبيراً عن الهموم الإفريقية.

وفي القمة الثانية للشراكة بين مجموعة العشرين وإفريقيا التي تنعقد اليوم «الثلاثاء»، من المتوقع أن يكون دور الرئيس السيسي سواء في مداخلته أو مناقشاته أو مشاوراته مع القادة الأفارقة العشرة المشاركين في القمة، هو الأكثر بروزاً، لسبب رئيسي هو أنه بعد 90 يوماً أو أقل، سيتولى السيسي رئاسة الاتحاد الإفريقي في دورته الجديدة، وسيحمل فوق كتفيه هموم وشجون القارة، بجانب هموم وتطلعات المصريين.

صباح اليوم.. تحتضن قاعة «أكسيكا» بالعاصمة الألمانية القادة الأفارقة والمستشارة الألمانية في منتدى للاستثمار يحضره رؤساء نحو 400 شركة ألمانية، ويشمل المنتدى تقديم نماذج ناجحة للعمل في إفريقيا، وسوف يلقى السيسي كلمة يعرض فيها التيسيرات التي أدخلتها مصر على مناخ الاستثمار والفرص الاستثمارية المتاحة في عديد من الأقاليم والمجالات.

والمقرر أن تلتئم القمة رسمياً في مائدة مستديرة عصر اليوم، تتحدث خلالها ميركل ثم مدير عام صندوق النقد الدولي ورئيس البنك الدولي ورئيس البنك الإفريقي، كما يتحدث عدد من القادة الأفارقة، ويوجه عدد من الوزراء الألمان مداخلات، ويعقب لقاء المائدة المستديرة حفل استقبال، ثم مأدبة عشاء تقيمها المستشارة الألمانية تكريماً للقادة الأفارقة.

دون استباق لكلمة الرئيس السيسي أمام هذه القمة ومداخلاته.. أظن أن تركيز الرئيس ينصب على المعالجة الشاملة لقضية الهجرة غير الشرعية، التي تؤرق أوروبا وفى القلب منها ألمانيا التي أطلقت مبادرة الشراكة بين مجموعة العشرين وإفريقيا عند توليها رئاسة المجموعة، ومازالت تحرص على انعقادها ودوريتها كل عام.

يؤمن السيسي بأن احتواء مشكلة الهجرة غير الشرعية، لا يتحقق بالتشديد الأمني وحصار القوارب المهاجرة، وإنما الأكثر فاعلية من وجهة نظره، هو تحسين حياة أبناء القارة في دولهم، عبر إجراءات مستمرة تشمل وقف النزاعات، وتنمية الأقاليم، وتطوير الصحة والتعليم وتوفير فرص العمل من خلال إقامة مشروعات وطنية تبدأ بالبنية الأساسية.

ويرى السيسي أن توفير التمويل اللازم لمشروعات البنية الأساسية في إفريقيا كالطرق والكهرباء والسكك الحديدية، هو أمر ينبغي أن تتركز عليه جهود مؤسسات التمويل الدولية ومبادرات القوى الكبرى ومنها ألمانيا.

< < <

الجانب الثنائي في زيارة الرئيس السيسي إلى برلين والتي بدأت أمس الأول، سبق قمة الشراكة بين مجموعة العشرين وإفريقيا، وسوف يتلو انتهاء أعمالها.

في اليوم الأول لزيارته إلى العاصمة الألمانية، التقى الرئيس السيسي مع عدد من رؤساء الشركات الألمانية المتخصصة في الصناعات الأمنية والدفاعية، وأشاد الرئيس بتطور التعاون بين مصر وهذه الشركات في دعم القدرات القتالية والفنية للقوات المسلحة، لاسيما بعد أن تسلمت مصر غواصتين حديثتين، ضمن صفقة تضم 4 غواصات، مما يعزز قدرة مصر على تأمين سواحلها.

وفى لقائه مع وولفجانج إيشنجر رئيس مؤتمر ميونخ للسياسات الألمانية، تلقى الرئيس السيسي دعوة لحضور الدورة القادمة للمؤتمر العام المقبل والذي يحضره عديد من القادة والشخصيات الدولية في حوارات معمقة حول سبل تسوية النزاعات سلمياً.

وفى خلال اللقاء قدم الرئيس السيسي رؤيته لما جرى في المنطقة من تطورات وأحداث خلال العقد الأخير وانعكاساتها في المستقبل على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لشعوبها.

وكان أهم ما قاله الرئيس وفقا لتصريحات السفير بسام راضى المتحدث باسم الرئاسة أن المشكلة الحقيقية للمنطقة وشعوبها، أنه جرى تشخيص خاطئ للأحوال في الدول، ومن ثم جرى وصف علاج خاطئ لها.

وركز الرئيس على ضرورة أن تتفهم المجتمعات الأوروبية للتحديات بالمنطقة حتى يمكن توصيف الاحتياجات اللازمة لمواجهتها بمعايير ليس من الضرورة أن تتفق مع المعايير الأوروبية.

الوفد المرافق للرئيس السيسي يضم عدداً من المسئولين رفيعي المستوى يتقدمهم وزير الخارجية سامح شكري ورئيس ديوان رئيس الجمهورية اللواء مصطفى شريف، واللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة، والدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، والدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، والدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي، والدكتور عمرو نصار وزير التجارة والصناعة، واللواء محسن عبدالنبي مدير مكتب رئيس الجمهورية، والسفير بسام راضى المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية.

وانضم إلى الوفد السفير النشط الدكتور بدر عبدالعاطي سفير مصر في برلين الذي يبذل جهداً كبيراً لإنجاح الزيارة ومتابعة التعاون المصري الألماني.

< < <

يوم أمس.. وهو اليوم الثانى للزيارة، كان حافلاً باللقاءات والمباحثات فى إطار الشق الثنائى والتعاون المصرى الألمانى، ولم تنقطع تلك اللقاءات من الصباح الباكر وحتى ساعات الليل.

كان اللقاء الأول مع الرئيس الألمانى فرانك شتاينماير فى قصر «بيلڤيو».

أبدى الرئيس الألمانى خلال اللقاء تقديره لدور مصر كركيزة للاستقرار فى المنطقة، وأشاد بما حققته مصر من استقرار واصلاحات اقتصادية، وأكد حرص ألمانيا على استمرار التواصل مع مصر خاصة فى مواجهة أزمات الشرق الأوسط وقضايا الهجرة غير الشرعية والإرهاب.

ووفقا لما أوضحه سامح شكرى وزير الخارجية، فقد حرص شتاينماير الذى شغل منصب وزير الخارجية فى ألمانيا عدة مرات حتى العام الماضى، على الاستماع إلى رؤية الرئيس السيسى إزاء الأوضاع الإقليمية فى ليبيا وسوريا واليمن والعلاقات العربية العربية، وكذلك قضية فلسطين وسبل احياء عملية السلام، وجرى النقاش باستفاضة حول الأزمة الليبية، وأبدى شتاينماير تقديره لجهود مصر فى دعم المسار الأممى للخروج من الأزمة فى توحيد الجيش الليبى.

أما اللقاء الثانى، فكان مع فولفجانج شويبلة رئيس البرلمان الألمانى (البوندستاج) فى المقر التاريخى للبرلمان.

وتواصلت اللقاءات بعد ذلك فى مقر إقامة الرئيس السيسى بفندق «أولون» المواجه لبوابة «براندنبورج» التاريخية الشهيرة.

فقد التقى الرئيس مع وزير التعاون الانمائى الدكتور جيرد موللر، ثم ترأس اجتماع المائدة المستديرة بحضور رؤساء 10 شركات المانية كبرى تستثمر فى مصر أو ترغب فى ارتياد مجال الاستثمار بها وإقامة مشرعات جديدة.

وحرص رؤساء هذه الشركات على الاستماع مباشرة إلى ما تم انجازه على صعيد البنية الأساسية، والاصلاحات الاقتصادية وتحسين البيئة التشريعية الجاذبة للاستثمار. وأكد الرئيس حرصه الشخصى على تسهيل عمل الشركات وتذليل العقبات أمامها.

وفى المساء.. ألتقى الرئيس مع بيتر التماير وزير الاقتصاد والطاقة الألمانى.

< < <

اليوم.. تعقد القمة المصرية الألمانية بين الرئيس السيسى والمستشارة ميركل، بين لقاء المائدة المستديرة الإفريقى الألمانى الذى يتم فى الصباح، وأعمال قمة الشراكة التى تنعقد عصراً وحتى ساعات المساء.

لقاء القمة السابع بين الرئيس والمستشارة فى دار المستشارية يبدأ باجتماع ثنائى، يعقبه جلسة موسعة بحضور أعضاء الوفدين، تمتد على مأدبة غداء تقيمها ميركل تكريما للرئيس والوفد المرافق له.

قضايا التعاون الثنائى هى الموضوع الرئيسى للقمة المصرية الألمانية، حسبما قال وزير الخارجية سامح شكرى، والتركيز الأساسى فى المباحثات ينصب على تعزيز الدعم الألمانى لمصر على الصعيد الاقتصادى وكذلك فى مجالات التعليم والتعليم الفنى ومساندة جهود مصر فى مقاومة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، وتحفيز الشركات الألمانية على الاستثمار فى مصر عن طريق تقديم ضمانات حكومية ألمانية لها لإقامة مشروعات وسوف تتطرق المباحثات تفصيلاً إلى الأوضاع الإقليمية سواء فيما يتعلق بالأزمات الراهنة، أو تعزيز قدرة البلدين على التنسيق فى مواجهة ما يطرأ من أحداث.

ودونما قفز على مباحثات القمة السابعة ونتائجها، فإن المقارنة بين اللقاء الأول فى «داڤوس» ولقاء اليوم، تكشف عن قدر ما حققه الرئيس السيسى ودبلوماسيته وحكومته فى مجال السياسة الخارجية ونجاح إصلاحاته الاقتصادية والاجتماعية الداخلية.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة