مقامات في خرافات الناس - صورة مجمعة
مقامات في خرافات الناس - صورة مجمعة


صور| أبرزها «الشيخ العبيط» و«أم الغلام».. 10 مقامات في خرافات المصريين

أسامة حمدي

الأربعاء، 31 أكتوبر 2018 - 05:12 م

 

- «الشيخ العبيط» أنقذته ثورة  يوليو 1952 من يد الملك فاروق.. وتحول لـ«عمر مكرم»

- «أم الغلام» منقذة «رأس الحسين» وقِبلة السيدات للإنجاب والزواج.. وحكاية انتسابها لآل البيت

- «أبو حصيرة».. حاخام يهودي ركب البحر على حصيرته وألغى القضاء مولده وشطب اسمه من الأثار

- الشيخ «كوكو» أنقذته ثورة يناير2011.. و«أبو العرايس» بركة وحماية للعروسين

- الشيخ «المحروقي».. جنينا أنقذ أمه من النار.. و«السبع بنات» لجلب العريس.. و«راكب الحجر» لعلاج العقم

 

بدايةً من مقام الشيخ «العبيط» - مسجد عمر مكرم الآن – الذي يعتقد البعض بفضل كراماته  قامت ثورة يوليو 1952، إلى ضريح «أم الغلام» مُنقذة رأس الحسين قِبلة المشتاقات إلى الإنجاب، مرورا بضريح «السبع بنات» للنجاة من العنوسة، وصولا إلى ضريح «أبو حصيرة» الذي حملته حصيرته لأداء الحج من المغرب إلى القدس وعاد عليها ليستقر في البحيرة، ولاسيما ضريح الشيخ «كوكو» الذي يعتقد البعض لفضله قامت ثورة 25 يناير على مبارك وغيرها الكثير؛ تبقى الأضرحة والمقامات في خيالات الناس وأذهانهم على مر السنين يعتقدون بكراماتها وفضلها وتتوارث حكاياتها الأجيال، بعضها محض خرافات، والأخرى رؤيا في المنام لبعض الأشخاص فيشيد مقاما لشيخ ومع مرور الزمن يتحول إلى قِبلة للمريدين والدراويش.

 

وتستعرض «بوابة أخبار اليوم» في سياق هذه السطور أبرز المقامات والأضرحة التي توارث المصريون التبرك بها لقضاء حوائج وأمنيات طال انتظارها كالإنجاب والزواج وعدم تطليق العروسة كي «تُعمر في بيت الزوجية»، كما نسرد حكايات تلك المقامات وما يعتقد الناس ويرسخ في أذهانهم عن فضلها وكراماتها.

 

 

مقام الشيخ «العبيط»

 

يعتبر ضريح الشيخ «العبيط» من أغرب الأضرحة التي يتداول العامة حكاياتها، وقد أطلق عليه عدة أسماء منها «البهلول» بالفارسية أو «الدرويش» بالتركية، وجميعها أسماء أطلقها عامة المصريين على الضريح الذي بني بعد وفاته، في المنطقة المعروفة الآن بميدان التحرير.

 

وينسب جامع «العبيط» إلى الشيخ «محمد العبيط»، أحد أبرز علماء الدين في القرن الثاني عشر الميلادي، وظلت منطقة ميدان التحرير وجاردن سيتي التي يتوسطها الجامع، تحمل اسم جزيرة «العبيط« الذي دُفن فيه، وبناه الأمير كريم الدين الكبير ناظر خاص الناصر محمد ابن قلاوون.

 

وكان هذا العبيط «بهلولا»، عاش هائما على وجهه، ويعتقد البعض في كرامته ونبؤاته، وعندما شرع الخديوي إسماعيل في بناء «سراي الإسماعيلية»، كان الجامع يقع في الجهة الغربية، الذي أصبح جزءً من أوقاف السراي كعادة الحكام في التبرك بالأولياء.

 

وأطرف ما قيل في هذا الشأن، هو رغبة الملك فاروق في إزالة مسجد وضريح الشيخ العبيط وإنشاء مسجد كبير يحمل اسم فاروق، كما أنه كان مقررا وضع تمثالا للخديوي إسماعيل وسط الميدان، فكيف يقابله مسجدًا يحمل اسم العبيط.

 

ولم ينقذ الشيخ العبيط من يد فاروق سوى قيام ثورة يوليو 1952، التي أزاحت فاروق عن الحكم وأبقت على الضريح في موقعه، حتى قامت وزارة الأوقاف فيما بعد بتوسيع المسجد وتغيير اسمه إلى مسجد عمر مكرم.

 

 

مقام «أم الغلام»

 

على بُعد خطوات من مسجد الإمام الحسين، تجد مقام تحت الأرض، يحمل اسم ضريح «أم الغلام»، ويحمل الشارع والمسجد نفس الاسم، والمقام يعرفه الكثيرون من مريدى الطرق الصوفية ويعتبرون زيارة الضريح ضربا من البركة.

 

وتتداول الروايات حول حقيقة «أم الغلام» فالبعض يروي أنها قبطية أنقذت رأس الحسين والآخر يرى أنها تنتسب لآل البيت، إلا أن «الست البركة» قِبلة السيدات للشفاء والزواج والإنجاب، فمجرد الدخول إلى الضريح تنتشر رائحة البخور، وهناك يجد الزائر أمامه أنوارا خضراء تحت الأرض، ويجد عملات معدنية وورقية تركها الزوار داخل الضريح.

 

والمقام ينقسم لضريحين، وبحسب اللافتات الموضوعة الأولى هي فاطمة بنت سيدنا الحسن بن على، وزوجة على زين العابدين، وترقد بجانبها السيدة فاطمة «أم الغلام»، زوجة الإمام الحسين الفارسية «شهريناز بنت يزدجرد»، إحدى بنات كسرى ملك الفرس، التي زوجها الإمام على رضي الله عنه، لابنه الحسين في حضور الخليفة عمر بن الخطاب، والتي غيرت اسمها بعد دخولها الإسلام إلى فاطمة وأنجبت الإمام على بن زين العابدين، الملقب بـ«على الأصغر».

 

وأهم الروايات التى انتشرت حولها أنها سيدة مسيحية كانت مارة وقت معركة كربلاء بالعراق، ورأت رأس الأمام الحسين فأخذته وضحت بابنها الغلام وقطعت رأسه ووضعته مكان رأس الإمام الشهيد ثم سافرت إلى مصر ودفنت الرأس بالقاهرة، لكن المؤرخون رفضوا هذه الرواية لأن القاهرة التي أسسها جوهر الصقلي، لم تكن موجودة وقتئذ وهناك فارق 4 قرون بين الموقعة وتأسيس المدينة.

 

وتأتى الرواية الثانية بأن «أم الغلام» هي سيدة قبطية مصرية دخلت الإسلام وسميت بفاطمة، وأنها خطفت رأس الحسين من مسجد الصالح طلائع بالدرب الأحمر، والذي قيل إنه تم بناؤه خصيصًا لتدفن به الرأس الشريف، وعندما سمعت بقدوم أشخاص لخطف الرأس، قامت بسرقته من المسجد وخبأته في منزلها وحينما علموا بمكانه قطعت رأس ابنها وأعطته لهم بدلًا منه، ولذلك سميت بـ«أم الغلام».

 

وهناك رواية صوفية ترى أن ما يتردد عن أم الغلام هي أساطير مصرية، وذكروا أن المقام يعود إلى السيدة حورية ابنه الأمام الحسين والمعروفة باسم «زينب الصغرى» وشقيقة الإمام زين الدين العابدين، وحضرت إلى مصر بصحبة شقيقة والدها السيدة زينب، وحملت الرأس الشريفة «رأس الحسين» مع السيدة زينب، وعُرف عن السيدة حورية أنها كانت تعالج المصريين فعرفت بأنها طبيبة بني هاشم، لذا استمر المصريون في الاتجاه إليها بعد وفاتها للشفاء والتبرك بها.

 

 

ضريح «أبو حصيرة»

 

للضريح مكانة خاصة عند أبناء الطائفة اليهودية، واليهود حول العالم، واسمه الحقيقي يعقوب بن مسعود، وهو حاخام يهودي، توفي عام 1880، في قرية «دميتوه» التابعة لدمنهور بمحافظة البحيرة، والذي يعتقد اليهود أنه شخصية مباركة، ويحتفلوا بمولده في 26 ديسمبر، وتستمر طقوس الاحتفالات حتى الثاني من يناير من كل عام، وذلك قبل قرار منع إقامة المولد من قبل السلطات المصرية تنفيذا لحكم محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية بإلغاء الاحتفالات السنوية نهائيا للمولد لمخالفتها للنظام العام والآداب وتعارضها مع وقار الشعائر الدينية، وكذلك إلغاء قرار وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى الخاصة بأثريته مع إلزام وزير الآثار الحالي بشطب الضريح من سجلات الآثار المصرية وإبلاغ منظمة اليونسكو بذلك القرار.

 

كما رفضت المحكمة نقل رفات الحاخام اليهودي إلى إسرائيل، لأن الإسلام يحترم الأديان السماوية وينبذ نبش قبور موتاهم.

 

وتدور الرواية حول حاخام يهودي صاحب كرامات، ومن أصل مغربي، استقل مركبا لزيارة الأماكن المقدسة اليهودية في فلسطين، فغرقت في عرض البحر المتوسط، فما كان من صاحب الكرامات إلا افتراش حصيرته فوق مياه البحر، والإبحار بها إلى سوريا، ومنها إلى القدس‏، وبعدها حملته هذه الحصيرة إلى مدينة الإسكندرية، وهناك راقت له الإقامة في شمال مصر، فاستقر في قرية «دمتيوه»، حتى توفي فوق حصيرته، ودفن في ضريحه الحالي، علي حد زعمهم.

 

 

مقام الشيخ «كوكو»

 

في مركز إسنا بمحافظة الأقصر؛ تنتشر حكاية مقام الشيخ «كوكو» بين الأهالي، وكما يُطلق عليه تعرض للهدم 3 مرات إلا أنه قهر مسئولي المحافظة.

 

المقام الذي يعتقد الأهالي أنه تم بنائه منذ أكثر من 200 عاما، ولا توجد معلومات عن تاريخ صاحبه، أو سيرته الشخصية، وكيف جاء إلى إسنا، إلا أنه يزوره الآلاف من المواطنين سنويا لنيل البركات.

 

وقبيل ثورة 25 يناير؛ أصدر محافظ الأقصر آنذاك قرارا بإزالة المقام، خلال حملة موسعة لإزالة التعديات على الطريق، ولما يتسبب فيه المقام من تعثر حركة المرور بالشارع حيث أنه يتوسط الشارع، الأمر الذي أثار الجدل بين أهالي المركز، وتجمع العشرات حول المقام لرؤية اللعنة التي سوف تصيب القائمين على عملية إزالة الضريح، وكيف سيدافع الشيخ «كوكو» عن نفسه، إلإ أنه في أثناء عملية إزالة المقام، وبفحصه تبين خلوه تماما من أي علامات للشيخ، وهذا ما أثار دهشة المواطنين.

 

ولم تمر أسابيع قليلة حتى قامت ثورة 25 يناير، التي أطاحت بالرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وحكومته، وانتشرت شائعة أن الشيخ انتقم لنفسه لقيام المسئولين بإزالة مقامه، ليعود الشيخ «كوكو» للظهور مجددا، خلال حلم بالمنام لأحد الأهالي، وطلب إعادة بناء المقام، حتى لا يحرم الناس من بركاته، لذا قام الأهالي ببناء المقام من جديد.

 

 

مقام «السبع بنات»

 

من أقدم وأشهر الأضرحة، في مصر القديمة، ويعود تاريخ بنائها إلى عام 400 هـ، وقصة بنائها تتماشى مع ما عرف عن الحاكم بأمر الله من تناقضات وغرابة في شخصيته، فبعد أن خانه أحد وزرائه وهو أبو القاسم المغربي وفرَّ هارباً إلى مكة، أثار ذلك حفيظة الحاكم فأراد أن ينتقم من وزيره الخائن فأمر بقتل بنات الوزير السبعة، ثم أمر بعد ذلك بأن يشيد لهن سبعة أضرحة لتكريمهن وليكفر بذلك عن قراره بقتلهن.

 

ومنذ ذلك الوقت يذهب لزيارتها والتصدق عندها كل من تطلب الزواج من البنات، وقد أنشئ كل منها منفرداً فوق جثة واحدة ولم يتبق منها سوى أربعة فقط بعد أن اندثرت الثلاثة الأخرى.

 

 

ضريح «أبو العرايس»

 

في محافظة الشرقية، وبإحدى القرى الواقعة فيها، يشتهر مقام الشيخ العارف بالله أبو العرايس، وتدور رواية الشيخ حول أنه كان لديه بنتان يزفهما للزواج وعندما هنئه الناس قال لهم: «بكره تعزوني»، وعند الصباح وجدوهم قد ماتوا، فتناقل الناس عن الشيخ كراماته، وتوارث الأهالي عند الزواج بأن يدور العريس والعروسة سبع مرات حول المقام للتبرك به وحتى «تُعمر العروسة في بيت الزوجية» ولا تُطلق، وللتحصين من الأعمال وربط العريس والعروسة أي «عدم إتمام الدخلة»، وكذلك لزواج البنات، والشفاء من مس الجن، وكان يُقام له مولد ويحضره المريدين، إلا أن هذه الطقوس بدأت تندثر حاليا.

 

 

الشيخ «أبو شوال»

 

في منفلوط بالمنيا؛ أخرج الأهالي جثمان الشيخ «أبو شوال» بالدفوف والصاجات، وذلك تقديرا لكراماته، وأطلق عليه هذا اللقب لأنه كان يرتدى طوال عمره «شوال»، وكان يُدين الدين المسيحي، وأعلن إسلامه وهو في السادسة عشرة من عمره على يد مشايخ الطريقة الرفاعية بأسيوط، وذهب إلى مسجد السيدة زينب بالقاهرة وأدى أول صلاة له هناك، ورجع يعمل في المقاولات، إلى أن توفى وهو يبلغ من العمر 85 عاما، وكان رافضا للزواج ولم يكن لديه منزل خاص به ولم يمتلك أي أموال.

 

ويتداول الأهالي أنه له كرامات ظهرت قبل وفاته؛ بأنه كان يبشر الناس بأشياء من الخير وتحدث بالفعل، وعندما توفي قام الأهالي بعمل مقام له يتبركون به.

 

 

مقام الشيخ «المحروقي»

 

تعود تسمية قرية «كفر المحروق» التابعة لمركز كفر الزيات بمحافظة الغربية، إلى قصة غريبة؛ أن أحد أهلها عندما كان طفل في بطن والدته تعرضت للحرق بالنار في منطقة البطن، الإ أنه لم يصيبها أذى، وأن الطفل مد يده وأزاح عنها النار فأحرقت يده.

 

وولد الطفل بحرق في يده وسميت القرية بالشيخ المحروقي نسبةً له، ويقام له مولد سنوي لزيارة مقام الشيخ، ويروي الأهالي أن الاحتلال اقترب من القرية واحتل القرى التي بجوارها ولم ينزل لقرية المحروقي بفضل كرامات الشيخ، وكذلك لم تتأثر القرية بالإقطاع أيضا.

 

 

مقام الشيخ «غراب»

 

في منطقة حدائق القبة تجد مسجد «الشيخ غراب»، ويعتبر من أكبر المساجد بالمنطقة حتى تغير اسمه فيما بعد لمسجد الرحمن، ويروي الأهالي أنه كان من الشيوخ الصالحين، والبعض يقول أن سب التسمية هو قُتل في ذلك المكان جندي إنجليزي وسُمي باسم ساخر «الشيخ غراب»، ومع مرور الوقت ظن الناس أنه ولى من أولياء الله الصالحين، خصوصا بعد بناء مسجد في هذا المكان.

 

 

ضريح  «راكب الحجر»

 

 يقع في القاهرة بجوار بئر مخصص لعلاج العقم فقط، حيث يطلب من النساء الدوران حوله سبع مرات لشفائهن من العقم.

 

وعن سبب تسمية هذا الضريح براكب الحجر، فيروي الأهالي أن اسمه الحقيقي هو محمد راتب الحجر، وعندما توفي دُفن في قرية مجاورة، وحدثت المعجزة حين فوجئ الأهالي بأنه طار بقبره واستقر مكانه حاليا فأطلقوا عليه «راكب الحجر».

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة