يوهانس زينجهامر مستشار الرئاسة الألمانية أثناء حواره لرئيس تحرير الأخبار
يوهانس زينجهامر مستشار الرئاسة الألمانية أثناء حواره لرئيس تحرير الأخبار


في حوار خاص لرئيس تحرير الأخبار..

مستشار الرئاسة الألمانية: السيسي يقود ثورة تقدم لبنـاء مصر الجديدة

خالد ميري

الخميس، 01 نوفمبر 2018 - 02:13 ص

الشعب الألماني وحكومته مرحبين ومسروريـــــــــــــن بزيارة زعيم مصر
مصر محور السلام والاستقرار بالشرق الأوسط
السيسي صديق كبير لألمانيا
يحترم المواطنة والحريات الدينية
علاقات مصر وألمانيا راسخة ولن تتأثر بنهاية حكم ميركل بعد ٤ سنوات
مصر قاعدة الاستثمار بالشرق الأوسط وأوروبا حريصة علي التعاون معها بعدالة واحترام
مصر بلدنا الثاني ونريد قضاء الشتاء بأكمله بها

يوهانس زينجهامر مستشار الرئاسة الألمانية والنائب السابق لرئيس البوندستاج - البرلمان الألماني - فتح قلبه لـ «الأخبار»‬.. ومن داخل فندق أدلون مقر إقامة الرئيس عبد الفتاح السيسي ببرلين تحدث بصراحة علي مدار ساعة كاملة.

أكد زينجهامر أن مصر بلد جميل وعظيم.. تاريخه يحكي عنه.. سكانه شباب لديهم فرصة للتعليم الجيد.. شعب مضياف، وقال إن الرئيس عبد الفتاح السيسي يقود ثورة تقدم لبناء مصر الجديدة، وهو صديق كبير لألمانيا وزعيم يحترم المواطنة والحريات الدينية.. ولهذا كان الشعب الألماني وحكومته مرحبين ومبسوطين بزيارته التي استمرت ٤ أيام.. وقال إن ذلك كان واضحا في القمة التي جمعت الرئيس بالمستشارة الألمانية ميركل وكل لقاءاته مع القادة الألمان، فمصر هي بلد السلام والاستقرار بالشرق الأوسط وألمانيا تشكرها علي حربها الناجحة ضد الإرهاب وعلي وقف الهجرة غير الشرعية بشكل كامل.

وأضاف مستشار الرئاسة الألمانية أنه حان الوقت المميز لتكثيف العلاقات بين البلدين.. وأن ألمانيا، وأوروبا، حريصة علي زيادة استثماراتها بمصر وخلق فرص عمل للشباب بها، وزيادة التعاون الاقتصادي والتجاري بشكل عادل ومتوازن يحقق مصالح كل الأطراف، وأكد أن علاقات مصر وألمانيا راسخة ولن تتأثر بنهاية حكم ميركل ورحيلها بعد ٤ سنوات.

وقال زينجهامر إنه زار مصر ٥ مرات والتقي الرئيس السيسي بالقاهرة منذ عامين كما التقاه أول أمس في القمة التي جمعت قادة إفريقيا مع رؤساء الشركات الألمانية وميركل، وأكد أن الشعب الألماني يعشق مصر ويعتبرها بلده الثاني ويريد قضاء الشتاء بأكمله فيها، ومصر الآن أصبحت بالفعل قاعدة الاستثمار بالشرق الأوسط.. والي نص الحوار.

في البداية نود أن نتعرف علي مسيرتك في الحياة السياسية الألمانية، وكيف ساهمت تلك السنوات الطويلة من العمل العام في تشكيل هويتك السياسية ؟

بدأت مسيرتي مع البرلمان الألماني »‬البوندستاج» منذ ثلاثة وعشرين عاما بداية كعضو في البرلمان ثم في الفترة منذ عام ٢٠١٣ وحتي ٢١٠٧ وعلي مدار حوالي خمس سنوات توليت مسئولية نائب رئيس البرلمان وذلك بالتزامن مع تولي منصب نائب رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي وقبلها كنت المتحدث باسم الحزب وحاليا أنا متخصص في شئون إفريقيا وأعمل كمستشار برئاسة الجمهورية، ومدينتي الأصلية ودائرتي الأساسية هي مدينة ميونيخ والتي تعد الأقدم في قارة أوروبا بأكملها، ولكنها ليست بحضارة وتاريخ مصر العريق والممتد إلي آلاف السنين.

ما هو تقييمك للتجربة المصرية خلال السنوات الأخيرة الماضية ولاسيما بعد ثورة الثلاثين من يونيو علي المستويين السياسي والاقتصادي؟
مصر بلد كبير وعظيم وهي قاعدة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بأسرها، ولذلك يهمنا كثيرا أن نراها ناجحة ومستقرة، وأنا سعيد جدا بما حققته مصر حتي الآن وبخاصة ما رأيته بنفسي من اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي بالعديد من الملفات الحيوية وعلي رأسها الحرية الدينية والتعايش بين الأديان في مصر، وهذه إشارة مهمة توضح انفتاح مصر وتقدمها وهو الأمر الذي يشجع التعاون بين مصر والدول الأخري علي المستوي الاقتصادي، من خلال ضخ استثمارات جديدة ومتنوعة.

كيف تقيم ما تشهده العلاقات المصرية الألمانية من تطور خلال الفترة الأخيرة ؟
ما حدث خلال زيارة الرئيس السيسي إلي العاصمة الألمانية برلين كان مهما جدا في دعم وتطوير العلاقات بين ألمانيا ومصر سواء المباحثات الثنائية التي أجراها مع المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل وحكومتها، أو مشاركته البارزة والقوية في قمة الشراكة بين مجموعة العشرين وإفريقيا التي تقودها ألمانيا والتي نعول عليها كثيرا في تحقيق الكثير من الخير لدول القارة الإفريقية ومن ضمنها مصر بالتأكيد، خصوصا بعد أن شهدت التوقيع بين مصر وشركة سيمنس الألمانية العملاقة وذلك لتوسيع نطاق عملها ومساحة التعاون لتتجاوز عمليات تعزيز امدادات الطاقة الكهربائية التي جري العمل عليها لتمتد إلي مجالات عدة منها تطوير البنية التحتية والتدريب والتأهيل للشباب المصري، وهذا هو الوقت المناسب لتكثيف العلاقات بين مصر وألمانيا فمصر دولة ذات أغلبية سكانية من الشباب وهذا يشجع الشركات الألمانية والأوروبية للعمل بمصر باعتبارها محور الاستقرار بالمنطقة وهناك فرص كبيرة لإتاحة فرص عمل للشباب بمصر وأتمني أن يكون التعاون بين مصر وألمانيا عادلا ويحقق مصالح الطرفين وليس فقط الجانب الألماني حتي تستفيد مصر بشكل كبير.

هل قمت بزيارة مصر من قبل.. وما هي انطباعاتك عنها؟
زرت مصر حوالي خمس مرات وآخرها منذ عامين حيث التقيت خلالها بالرئيس عبد الفتاح السيسي، كما رأيت بمنتهي التقدير والاحترام كيف قامت مصر بإنشاء عاصمة إدارية جديدة وهذه إشارة علي ثورة التحديث والتطور في مصر وعكست قوة الدولة المصرية، وبعيدا عن الجانب الرسمي من الزيارة قمت بزيارة مدينتي الأقصر وأسوان وانبهرت بالآثار المصرية والشمس الرائعة والشعب المصري مميز جدا ورائع وشاب ولديه روح ضيافة عالية، ولذا حرصت خلال زيارتي الماضية علي العمل من أجل زيادة التعاون علي المستويات الشعبية بين مصر وألمانيا وذلك سينعكس في السياحة، وخاصة أن الشعب الألماني يحب زيارة مصر جدا نظرا لجوها الجميل ولاسيما في الوقت الذي يكون شديد البرودة بألمانيا خلال فصل الشتاء، ونحاول إيجاد طرق لإتاحة الحصول علي الفيزا لفترات أطول لتمتد لأشهر أطول لأن هناك ألمانا يحبون الحياة بمصر ويعتبرونها بيتهم الثاني وخاصة في فترة الشتاء لافتا إلي أنه كان أحد أعضاء البرلمان الألماني البوندستاج الذين اقترحوا إقامة توأمة بين مدينة الأقصر وإحدي المدن الألمانية.

التقيت بالرئيس السيسي بشكل شخصي في مصر حين استقبلك في قصر الاتحادية، وهنا في برلين خلال قمة العشرين وإفريقيا.. فما هو انطباعك عنه؟
- انطباعي الشخصي عن الرئيس السيسي أنه صديق كبير لألمانيا ولديه رغبة في تشجيع التعاون مع الشعب الألماني وكما أكدت من قبل أقدر له كونه أول رئيس مصري يعمل بهذه القوة في مجال الحريات الدينية وهذا ما لم يقم به من قبله أي رئيس سابق.

من خلال احتكاكك الدائم بدوائر صنع القرار الألماني، كيف ترصد انطباع رجال السياسة والاقتصاد الألمان عن مصر؟
بشكل عام ألمانيا تري أن التعاون مع مصر محوري وضروري لكلا الطرفين وبالتالي تبدي كافة الأطراف الفاعلة اهتماما كبيرا بتعزيز هذا التعاون وخلق فرص جديدة ومساحات للعمل المشترك لتعزيز هذا التعاون في كافة المجالات.

كثيرا ما تنقل بعض وسائل الإعلام الألمانية انطباعات سلبية عن مصر وحقائق الأوضاع بها.. كيف تري ذلك؟
لدينا في ألمانيا حرية تعبير ونحن بلد كبير وبه وجهات نظر كثيرة، وأري أن التعاون الإيجابي بين ألمانيا ومصر سيؤدي بالضرورة إلي تحول السلبيات إلي إيجابيات.

في رأيك ما أبرز ما حققته مصر خلال الفترة الماضية ؟
عندما ننظر إلي الشرق الأوسط نجدها منطقة بها توتر كبير، وتعاني من مخاطر الإرهاب والفوضي، وإذا وقفت في القاهرة ونظرت نحو جارتها ليبيا ستدرك بسهولة قيمة ما حققته مصر علي صعيد الاستقرار والأمن الذي تنعم به وينعم به مواطنوها بخلاف ما يحدث إلي الآن في العديد من دول تلك المنطقة.

هل تتابع عملية الحرب الشاملة التي تقودها مصر علي الإرهاب حاليا؟
بالطبع هذا أمر جيد جدا وما حققته مصر إنجاز كبير يحظي بإعجاب وتقدير ليس فقط ألمانيا وأوروبا ولكن العالم كله.

كيف تري ألمانيا جماعة الإخوان الإرهابية حاليا ولاسيما بعد ما تكشف من حقائق حول نشاطاتهم خلال الأعوام الماضية ؟
ألمانيا كانت تري أن مصر لن تري الاستقرار تحت حكم جماعة الإخوان وعلي مدار العام الذي تولوا فيه المسئولية بعكس الإدارة الحالية للرئيس عبد الفتاح السيسي التي حققت قدرا كبيرا من الاستقرار والإنجاز في مجالات عدة.

هل ذلك كان سببا في عدم الترحيب بالرئيس المعزول محمد مرسي خلال زيارته ألمانيا بنفس القدر من الحفاوة الكبيرة التي نلمسها حاليا في زيارات الرئيس عبد الفتاح السيسي لألمانيا؟
العلاقة بين مصر وألمانيا تحسنت جدا ومصر حاليا نراها بصورة أفضل كثيرا مما كانت عليه منذ أعوام ماضية، وأنا سعيد بهذا السؤال تحديدا لأنه يعكس إحساس الجانب المصري بالترحيب الألماني الكبير بزيارة الرئيس السيسي إلي العاصمة برلين وهو أمر مهم لنا.

الهجرة غير الشرعية من الملفات المحورية في التعاون بين مصر وأوروبا بصفة عامة وألمانيا بصفة خاصة، فكيف تقيم جهود مصر في هذا المجال؟
الهجرة غير الشرعية تشكل حاليا مشكلة كبيرة بالمنطقة ومشاكلها تزيد ولن تقل وأقدر التعاون الممتاز بين مصر وألمانيا في هذا المجال، الأزمة أن أوروبا وإفريقيا مختلفتان ديموغرافيا نظرا لقلة المواليد بأوروبا والعكس في إفريقيا وهما قارتان متجاورتان، وهذه الزيادة السكانية الكبيرة والمضطردة هي السببب الرئيسي لعدم الاستقرار بإفريقيا وعدم استقرار إفريقيا يتسبب في عدم استقرار أوروبا، ويجب أن نعي جميعا أن أمن واستقرار أوروبا من أمن واستقرار إفريقيا، ولذلك يجب أن ننتهج سياسة بها محبة وعدل مع إفريقيا حتي تعيش شعوبها بخير واستقرار، الطريق الصحيح هو التعاون الصادق وحل أزمة الهجرة، ويجب أن تساهم أوروبا في خلق وظائف من خلال ضخ استثمارات حتي لا يبحث الشباب الإفريقي عن فرص في أوروبا وأمريكا، وذلك لن يتحقق سوي من خلال بناء العلاقات القائمة علي الصدق والندية، وهذا يعني في الوقت ذاته فتح مجالات لحرية التجارة بين أوروبا وإفريقيا والمشكلة الأساسية هي أن الصادرات الأوروبية يصعب نفاذها لإفريقيا بسبب المعايير والإجراءات المعقدة التي تتم حاليا.

هل يصل إليكم صدي الثورة التشريعية التي قامت بها مصر مؤخرا لتحسين مناخ الاستثمار والقضاء علي البيروقراطية؟
أعلم أن هذا حدث بمصر بالفعل ومازال يحدث إلي الآن علي مستويات مختلفة، ولكن مازالت هناك الحاجة إلي المزيد من العمل في هذا المجال.

كيف تري مستقبل ألمانيا بعد المستشارة إنجيلا ميركل؟
نحن الآن أمام حركة تغيير مهمة في قيادة الحزب المسيحي وهو أكبر أحزاب ألمانيا مما سيحدث شقا سياسيا بالتأكيد وخاصة أن المستشارة ميركل تقود الحزب منذ حوالي ١٨ عاما، ولكن ما حدث لا يعني أنها ستستقيل من عملها كمستشارة ولم يغير شيئاً في مسئوليتها تجاه ألمانيا وبالتالي العلاقة بين مصر وألمانيا لن تتغير في وجود ميركل أو عدم وجودها علي رأس الحزب الحاكم.

كيف تري مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ؟
هذا شيء تعيس جدا حدث في أوروبا واعتبره سقوطا لأحد الأعمدة المهمة للتحالف في القارة ولكن مازال لديّ أمل أن يبقي التعاون بين بريطانيا وباقي دول الاتحاد جيدا وكثيفا وبخاصة في كافة القضايا الأمنية وجهود القضاء علي الإرهاب التي لن تقل أهميتها بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لأن بريطانيا ذاتها ستكون حريصة بالتأكيد علي استقرارها وأمن وسلامة مواطنيها.

غياب بريطانيا سيخلف فراغا بالتأكيد.. كيف تري دور ألمانيا في قيادة الاتحاد خلال تلك الفترة؟
دور ألمانيا سيصبح أهم بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وخصوصا أنها أكبر بلد اقتصاديا في الاتحاد الأوروبي وعليها جلب المزيد من الموارد المالية وعلي ألمانيا تعويض خروج بريطانيا خصوصا من الناحية المالية.

ما هو تقييمك للعلاقات البرلمانية المصرية الألمانية؟
الاتصال بين البرلمان الألماني والمصري وثيق وكثيف والدليل زيارة رئيس البرلمان المصري الدكتور علي عبد العال مؤخرا لألمانيا وهذا أمر يزداد بشكل مطرد.

في ختام حديثك هل تريد أن تضيف رسالة خاصة لمصر؟
في نهاية الحديث أود أن أشكركم وأؤكد أن الشعب الألماني يحب الشعب المصري وأشكر الدولة المصرية علي جهودها بمكافحة الإرهاب.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة