ريتا هاجيل
ريتا هاجيل


 ريتا هاجيل كيل: مصر شريك قوي ومحوري لألمانيا في أفريقيا

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 01 نوفمبر 2018 - 04:45 ص

أجرت الحوار في برلين : نيللي عزت

تعد النائبة البرلمانية ريتا هاجيل كيل من أقوي النائبات السيدات في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الالماني مند انتخابها بالبرلمان »البوندستاج»‬ عام 2013، وتشغل عدة مناصب حاليا منها عضو باللجنة الاقتصادية بالبرلمان ونائب رئيس المجموعة البرلمانية الخاصة بالعلاقات الألمانية المصرية، وأيضا منذ مارس 2018 تشغل منصب سكرتيرة الدولة بالوزارة الألمانية للعدل وحماية المستهلك.

التقت بها «‬الأخبار» في برلين علي ضوء زيارة الرئيس السيسي لألمانيا وأجرت معها هذا الحوار.

اليومان الماضيان كانت تعج العاصمة الألمانية بأحداث القمة الإفريقية الألمانية وزيارة الرئيس السيسي ولقائه مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، كيف ترين العلاقات المصرية الألمانية الآن؟

العلاقات المصرية الألمانية تمتد مند سنوات طويلة، فمصر بالنسبة لألمانيا تمثل شريكا هاما وقويا في قارة أفريقيا لأنها قلب ومركز القارة وتتمتع بامكانيات ضخمة وعملاقة، فالعلاقات قوية في مختلف المجالات وعلي رأسها العلاقات الاقتصادية والتجارية التي تم تدعيمها وتوطيدها اكثر في القمة أول أمس وتولي لها ألمانيا اهتماما خاصا، كما أن الحكومة الألمانية تعول علي مصر بشدة لتكون دولة بها تحولات ديمقراطية حديثة وحقيقية بالمنطقة وتدعم المسار المصري للوصول لهدا الطريق، وبرغم الخلافات في بعض وجهات النظر حول أمور تتعلق بالرؤية الألمانية لحقوق الإنسان إلا أن الشراكة متينة، ولكن ألمانيا تعبر دائما لمصر عن اهتمامها بقوة واستقرار مصر بتحقيق مجال أكبر لحقوق الإنسان وحرية المجتمع المدني.
فمصر لديها إمكانيات وقوي كبيرة ليس فقط داخل القارة الإفريقية ولكن في امكانيات المصريين الرجال والنساء بها، وضرورة المساهمة الألمانية في تحسين حياة هؤلاء المصريين اقتصاديا وسياسيا وفي مجال الحريات أيضا.

 بصفتكم نائبة رئيس المجموعة البرلمانية للعلاقات المصرية الألمانية، ما هي الخطط الجديدة للمجموعة وهل هناك زيارات لمصر قريبا ؟
البرلمان الألماني أنشأ 47 مجموعة برلمانية تكون مهمتها التعاون عن قرب مع برلمانات الدول حول العالم لتنمية وتطوير العلاقات واستمرار التنسيق والتشاور. فأنا منذ خمس سنوات عضوة بعدة مجموعات ومنذ العام الماضي أصبحت نائبة المجموعة المصرية الألمانية وأشعر بسعادة كبيرة لذلك، وقد وضعت المجموعة هدفا أمام أعينها وهي التقابل باستمرار مع اعضاء البرلمان المصري والضيوف المصريين والمسئولين في كافة المجالات الاقتصادية والعلمية والثقافية والسياسية وغيرها لمناقشة الموضوعات والمشكلات المتعلقة بعلاقة مصر وألمانيا معا عن قرب، لأن دلك يعطي لنا الفرصة لمعرفة مصر أكثر وأكثر عن قرب وعلي أرض الواقع، ومن هذا المنطلق لدينا علاقات مهمة ووثيقة ودائمة ودائمة مع السفارة المصرية هنا في برلين، وأيضا مع المؤسسات المصرية السياسية والمنظمات الحكومية والأهلية وغير الحكومية أيضا. وقررنا في المجموعة البرلمانية المصرية الألمانية أن نقوم في الدورة التشريعية الحالية للبرلمان بزيارة ورحلة للوفد إلي مصر، وفي هده الزيارة سنقوم بلقاءات كثيرة وغنية مع مسئولين مصريين يعملون معنا في اطار تبادل الرؤي وتوطيد العلاقات بين المؤسسات المصرية الألمانية وشركائنا في التنمية والتعاون الاقتصادي هناك، ونحن نجهز لذلك ومازلنا نعد تفاصيل الرحلة.

فهذه الزيارات واللقاءات تعد بمثابة الأساس والمركز لتنمية العلاقات الثنائية وتطويرها الدائم، ولدلك نسعد نحن ايضا جدا وبشكل دائم بزيارات اصدقائنا من مصر هنا في برلين مثلما حدث في القمة مع الرئيس السيسي، ونشعر دائما بالاعتزاز للترحيب بهم هنا في العاصمة الألمانية.

 بخصوص الحديث عن القمة اليومين الماضيين، ما تقييمكم الشخصي لهده القمة والدور الدي تلعبه ألمانيا في أفريقيا عموما وفي مصر علي وجه الخصوص؟
أنا أشعر بسعادة كبيرة للدور الألماني وأحيي كافة الجهود التي تقود بها ألمانيا من أجل تعميق العلاقات والحوار والتنمية المستمرة مع قارة أفريقيا ومع كل بلد بالقارة علي حدة، فلقد رأينا 11 رئيس دولة بتوقيع اتفاقيات تعاون وعلي رأسها مصر بقوتها ومركزها في أفريقيا، وهو الأمر الدي يدعو للفخر، ونأمل بالطبع في أن تنضم لهده المبادرة في السنوات القادمة دول أخري افريقية تعاني من فقر وأزمات ولابد من إدراجها ايضا ضمن خطط التنمية والاستثمار في الأجندة الألمانية.

وأنا كنائبة بالحزب الديمقراطي الاشتراكي اري ان هذه القمة مهمة جدا في اطار العلاقات الاقتصادية، ولابد ان يكون هناك قمم اخري تعمق العلاقات في المجالات الأخري في السياسة والثقافة وموضوعات إنسانية أعمق أيضا.

وأتمني ذلك في العلاقات المصرية الألمانية علي وجه الخصوص فقمة السيسي وميركل تطرقت ايضا لمناقشات اخري غير الاقتصاد والاستثمار وهو ما نحتاجه بشدة في السنوات المقبلة من التركيز علي جوانب تمس حياة الشعوب بشكل أكبر وأعمق في السياسة والثقافة والإعلام والحريات، مثلما في الاقتصاد والتجارة.

 ما برأيك المشروعات الجديدة التي ترغبين أن تقدمها ألمانيا لإفريقيا ومصر علي وجه التحديد بخلاف المشاريع الحالية؟
علي ألمانيا دعم افريقيا في كافة اوجه التطور والتنمية في القارة، ولكن لا أريد كنائبة برلمانية أن تكون علاقتنا مع مصر وافريقيا من منطلق أن دائما نساعد ونطور، فعلاقتنا لابد ان تكون علاقة الند بالند فنحن نتعلم ايضا من مصر وإفريقيا، فمصر بالذات زرتها العام الماضي في اطار التحضير للزيارة الماضية للمستشارة الالمانية انجيلا ميركل للقاهرة، وأزورها دائما فهي تحمل مكانة كبيرة في قلبي لأننا علينا ان نتعلم ايضا الكثير من مصر وإفريقيا وأن يكون التعاون علي أساس الربح للجميع، فهناك انتقادات نسمعها من منظمات حقوقية بأن ألمانيا تسعي لمصالح اقتصادية فقط، ولكن علينا ان نتحرك جنبا إلي جنب مع مصر والقارة السمراء وأن نستمع لاقتراحاتهم وليس تقديم مقترحاتنا وأفكارنا فقط، فلابد من علاقات متوازنة لكل طرف علي نفس الأرض أي علاقة رابح رابح وليست علاقة رابح اكثر من غيره بل الكل في نفس المكانة ونفس معدلات الربح، والعلاقات الألمانية او الأوروبية الإفريقية لا يجب ان تطغي أو تقف في طريق العلاقات الإفريقية الداخلية بين بلدان القارة وبعضها، لأن ذلك يعطي الأمل والنجاح لآلاف الأشخاص في القارة ايضا حتي لا يضطروا لأخذ طريق هجرة غير شرعية خطير جدا للوصول إلي أوروبا لإيجاد فرصة حياة افضل، وأيضا مصر مهمة لألمانيا في هدا الإطار لموقعها وحدودها الهامة جدا

وبالنسبة لي فإنه من المهم ان يكون التركيز في العلاقات الثنائية علي دعم ألمانيا لتحقيق مستويات معيشة آمنة ومستقرة للشعوب في إفريقيا بدعم مؤسسات وتجارة ومجتمع مفتوح، ومن المهم مراعاة حقوق الباحثين عن عمل وخلق مستويات اجتماعية تليق بهم.

ومصر علي وجه الخوص لديها طاقات شبابية لابد من دعمها في سوق العمل، فطاقات هؤلاء الشباب ثروة تساهم أيضا في الحد من الهجرة غير الشرعية وموجة اللجوء التي تؤرق ألمانيا علي وجه الخصوص حاليا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة