الاتحاد الأوروبي وبريطانيا
الاتحاد الأوروبي وبريطانيا


دعوات الاستفتاء مجددًا على الانفصال.. الاتجاه المعاكس لـ«بريكست»

أحمد نزيه

السبت، 03 نوفمبر 2018 - 09:06 م

في وقتٍ تستعد فيه بريطانيا لحزم حقائبها لمغادرة الاتحاد الأوروبي، والمضي في مستقبلها ، لا تزال الدعوات متلاحقة في بريطانيا من أجل إعادة عقارب الساعة للوراء مرةً أخرى، وإرسال بريطانيا من جديد إلى صيف عام 2016، حينما صوّت البريطانيون لصالح الانفصال عن الاتحاد الأوروبي.

هامشٌ ضئيلٌ خرج به استفتاء الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، بموافقة 51.6% من المصوتين على خروج بريطانيا من التكتل الأوروبي، مقابل تفضيل 48.4% استمرار تواجد بريطانيا ضمن كوكبة البلدان الأوروبية المنضوية تحت لواء بروكسل.

 

دعوة جديدة للاستفتاء

ضبابية المشهد في بريطانيا بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي، والانقسام الكبير الذي تعيشه الأوساط السياسية هناك دفعت أكثر من 50 من قادة الأعمال لتوقيع خطابٍ ستنشره صحيفة "ذا صنداي تايمز" غدًا يدعون فيه إلى إجراء تصويت ثانٍ بشأن الانفصال البريطاني.

ومن بين أبرز الموقعين على الخطاب، الرئيس التنفيذي لسلسلة مكتبات ووترستونز، والرئيس التنفيذي لسينسبري جاستن كينج، وذلك وفقًا لما ذكرته شبكة سكاي نيوز.

وأبلغ مصدرٌ الشبكة، بأن الخطاب سيحذر من أن مقترحات الانفصال البريطاني التي تناقشها بريطانيا والاتحاد الأوروبي لن تفرز تعاملات تجارية سلسة لبريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي في مارس المقبل.

وستودع بريطانيا الاتحاد الأوروبي بحلول التاسع والعشرين من مارس المقبل، وفقًا لاتفاقية "بريكست" الموقعة في التاريخ ذاته من عام 2017، والتي نصت على انفصال بريطانيا عن التكتل الأوروبي تلقائيًا بعد عامين، حتى ولو لم يتم التوصل لاتفاقٍ بين الجانبين.

وتجرى المحادثات حاليًا بين المفوضين الأوروبيين ونظرائهم البريطانيين على قدمٍ وساقٍ في الآونة الأخيرة، من أجل تحاشي انفصال بريطانيا من دون وجود حلول للأزمات العالقة بين الجانبين.

 

مطلب متجدد

ومطلب الاستفتاء الثاني ليس بجديدٍ عن نوعه في بريطانيا، فقد دعا رئيس بلدية لندن صادق خان، الذي ينتمي لحزب العمال المعارض، في سبتمبر الماضي إلى إجراء استفتاء آخر على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي ليدعم بذلك فكرة في بلاد الإنجليز أُطلق عليها "تصويت الشعب".

وكتب "خان" في صحيفة "أوبزيرفر" منتقدًا تعامل الحكومة مع مفاوضات الخروج من الاتحاد، وقال إن التهديد الذي يواجه مستويات المعيشة والاقتصاد والوظائف كبير جدًا بدرجة تستدعي أن يكون للمواطنين صوت بهذا الشأن.

وأضاف "خان" في الصحيفة: "هذا يعني إجراء تصويت شعبي على أي اتفاق حكومي يخص الخروج من الاتحاد أو إجراء تصويت على عدم التوصل إلى اتفاقٍ إلى جانب خيار البقاء في الاتحاد الأوروبي".

كما أن وزير المالية البريطاني ميل سترايد، تحدث وقتها عن أن بريطانيا قد ينتهي بها المطاف إلى إجراء استفتاء ثانٍ على عضويتها في الاتحاد الأوروبي إذا رُفضت خطة رئيسة الوزراء تيريزا ماي المعروفة بخطة "تشيكرز" بشأن ترتيبات الخروج من الاتحاد.

 

انتقادات لخطة "ماي"

وتواجه خطة "ماي" بشأن مستقبل ما بعد الانفصال انتقادات عدة من قبل الأوساط السياسية البريطانية، بما في ذلك أعضاء كبار بحزبها المحافظين، وأبرزهم وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون والوزير البريطاني السابق لشئون الانسحاب من الاتحاد الأوروبي ديفيد ديفيز، وكلاهما استقال من منصبه بسبب استيائهم من خطط ماي، التي يعتبرانها تحمل تنازلاتٍ كبيرةً من قبل رئيسة الوزراء البريطانية.

البقاء في الاتحاد الأوروبي، مسألة إن حدثت لن تجد ممانعةً من الجانب الأوروبي، ومن قبل صرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بأن الباب أمام استمرار بريطانيا بالاتحاد الأوروبي سيبقى مفتوحًا ما دامت مفاوضات بريكست قائمةً.

واستبعدت "ماي" في أكثر من مرة إجراء استفتاء آخر حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وقالت إن أعضاء البرلمان سيصوتون على ما إذا كانوا سيقبلون أي اتفاقٍ نهائيٍ، دون اللجوء إلى استفتاءٍ شعبيٍ.

لكن ثمة اتجاه آخر في  بريطانيا حاليًا، يتمثل في عريضةٍ للصحفي البريطاني المستقل كريستيان بروتون، تُسمى "الكلمة الأخيرة"، تطالب بإجراء استفتاء حول أية اتفاقياتٍ نهائيةٍ بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وقد لاقت تأييد أكثر من مليون شخصٍ وقعوا عليها خلال الأسبوع الماضي، وذلك في انتظار أي السيناريوهات سيتحقق في النهاية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة