إحدى القطع الأثرية خلال عملية الانتشال من تحت البحر
إحدى القطع الأثرية خلال عملية الانتشال من تحت البحر


رسالة من تحت البحر.. الأمريكيون ينتظرون أسطورة «أشلاء رئيس محكمة الموتى»

شيرين الكردي

الأحد، 04 نوفمبر 2018 - 12:29 م

بعد ساعات قليلة يبدأ معرض «أوزيريس.. أسرار مصر الغارقة»، بالولايات المتحدة الأمريكية، في معهد مينوبوليس للفنون بمدينة مينوبوليس بولاية مينسوتا والافتتاح للجمهور الأمريكي اليوم الأحد 4 نوفمبر 2018 وحتى 14 أبريل 2019.

 

المدن المصرية القديمة تطوف أمريكا

يطوف المعرض الذي يضم منحوتات تصور البشر والآلهة في العصور المصرية القديمة ٤ ولايات أمريكية، يعرض في كل منها ٦ أشهر، فيما تحصل وزارة الآثار على ٤٠٠ ألف دولار نظير المعرض، وبعد كل ١٠٠ ألف تذكرة تحصل على دولار عن كل تذكرة.

 

أبرز المدن التي تم اكتشافها تحت باطن البحر بمدينة الإسكندرية وأبى قير المعروضة هي «كانوبيس» موقع المعابد المخصصة للإله أوزوريس، و«هيراكليون» ميناء الدخول الرئيسي لمصر، ويضم المعرض ٢٩٣ قطعة أثرية، وتنقسم إلى ثلاث مجموعات مستخرجة من الميناء الشرقى ومدينتى هيراكليون وموقعى كانوبيس لمدينة الإسكندرية وأبى قير.

 

تتضمن القطع الأثرية المعروضة 209 قطع من المتحف البحرى بالإسكندرية، و18 قطعة بالمتحف المصرى، و31 قطعة بالمتحف القومى بالإسكندرية، وتدور فكرة المعرض عن مدن ثونيس وهيراكليون القديمة، وكان كلاهما قد اختفى تحت مياه البحر الأبيض المتوسط قبل أكثر من 1200 عام من خلال مزيج من الزلازل والفيضانات بسبب الوزن الهائل للمعابد والتماثيل.

 

 

أوزيريس.. رئيس محكمة الموتى

المعبود أوزيريس فى العصور الفرعونية واليونانية والرومانية بطل المعرض الذي تم الكشف عن محتوياته بواسطة بعثة المعهد الأوروبي للآثار تحت الماء، سواء المخزنة أو المعروضة فى كل من متحف الإسكندرية القومي ومكتبة الإسكندرية مدعوما ببعض القطع الأثرية من المتحف المصرى والمتحف اليونانى الرومانى.

 

«بوابة أخبار اليوم» تروي حكاية بطل المعرض «أوزوريس» الذي يخطف الأمريكيين، وهو إله البعث والحساب ورئيس محكمة الموتى عند قدماء المصريين، ومن آلهة التاسوع المقدس الرئيسى فى الديانة المصرية القديمة، فطبقًا للأسطورة الدينية المصرية القديمة كان «أوزوريس» أخًا لإيزيس ونيفتيس وست، وتزوج بإيزيس، وأبوهما هما جب إله الأرضو، ونوت إلهة السماء.

 

أسطورة تجميع أشلاء الإله

وتبدأ الأسطورة عندما قتله الشرير ست أخو أوزوريس، بعد وضعه فى تابوت، ومن ثَم إلقاؤه فى نهر النيل، وقطع أوصاله ورمى بها إلى أنحاء متفرقة من وادى النيل، وعندها بكت إيزيس وبدأت رحلتها بحثًا عن أشلاء زوجها، وفى كل مكان وجدت فيه جزءًا من جسده بنى المصريون فيه المعابد، مثل معبد أبيدوس الذى يؤرخ لهذه الحادثة.

 

وموقع المعبد أقيم فى العاصمة الأولى لمصر القديمة أبيدوس، حيث وجدت رأس أوزوريس، وفى رسومات المعبد الذى أقامه الملك سيتى الأول أبورمسيس الثانى الشهير تشرح التصويرات الجدارية ما قامت به إيزيس من تجميع لجسد أوزوريس، ومن ثَم عملية المجامعة بينهما لتحمل ابنهما الإله حورس الذى يتصدى لأخذ ثأر أبيه من عمه، وبسبب انتصاره على الموت، وهب أوزوريس الحياة الأبدية والألوهية على العالم الثانى.

 

تصور المصري القديم أن حورس سوف يأتى بالميت بعد نجاحه فى اختبار الميزان، ويقدمه إلى أوزوريس، ويُعْطى ملبسًا جميلًا ويدخل الحديقة «الجنة».

 

 

المعرض.. سفير الحضارة الفرعونية في أمريكا

يهدف المعرض إلى جذب عدد كبير من الأمريكيين لزيارة مصر للتعرف على المزيد من حضارة مصر الفرعونية العريقة، حيث يروي المعرض للشعب الأمريكي قصة مدينتين فرعونيتين من أهم المدن القديمة، التي غرقت تحت مياه البحر المتوسط.

 

بداية الرحلة

 

بدأت رحلة المعرض عام ٢٠١٥ م، حيث تم عرضه فى معهد العالم العربى فى فرنسا تحت عنوان «أوزيريس أسرار مصر الغارقة»، وتعد سانت لويس، أولى محطات المعرض، الذي سيجوب عدة رحلات عبر القارة الأمريكية، لينتقل بعد ذلك إلى متحف مركز مينوبوليس للفن بمدينة مينوبوليس بولاية مينسوتا فى شهر 28 أكتوبر 2018.

 

المعرض من المقرر له أن يستمر حتى إبريل 2019، وهناك نية لاستمرار رحلة الآثار المصرية في متحف بوسطن بولاية ماسوتشستس من يونيو إلى ديسمبر من العام القادم.

 

إجراءات تأمين تاريخ مصر

 

يقول الدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم » «إنه قبل إقامة أي معارض للآثار المؤقتة خارج مصر يتم اتخاذ جميع الإجراءات التأمينية لحماية كل قطعة أثرية يتم سفرها للخارج، لأنها تمثل جزءا من تاريخ مصر.

 

«وزيري» أكد أن جميع المعارض التي تقام خارج مصر يتم بشأنها سلسلة من الاجتماعات لبحث الجوانب الخاصة بها من حيث جدواها اقتصاديا وتوفير عنصر الحماية للآثار، لافتا إلى أن هذه المعارض لا تتم إلا بعد موافقة مجلس إدارة المجلس الأعلى للآثار.

 

وحسب «وزيري»، فإن هذه المعارض تساعد على إيجاد دخل إضافي لوزارة الآثار، ما يفيد في خدمة الكثير من القطاعات الموجودة بالوزارة وتسديد التزامات الوزارة تجاه موظفيها، بجانب عمل الترويج السياحي لمصر عالميا، والعمل على جذب مزيد من السائحين لأرض الحضارة المصرية القديمة والإسلامية، للاستمتاع بمشاهدة المزيد من القطع الأثرية.

 

وحول ضمان حماية وتأمين القطع الأثرية بالخارج أكد «وزيري» أن وزارة الآثار اتخذت جميع الضمانات الحكومية الرسمية قبل خروج أي قاطعة من مصر، وذلك من خلال خطابات ضمان حكومية ضد التلف والسرقة، إضافة إلى عقد تأمين بقيمة مرتفعة، كما أنها ترمم بشكل كامل قبل الخروج للحفاظ عليها.

 

مكاسب تساوي عائدات المتحف المصري في عام

وعن مكاسب المادية التي يمكن أن يحققها المعرض لوزارة الآثار، قال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار: إنه بالتأكيد سوف تحقق المعارض مكاسب مالية ضخمة، تصل إلى ملايين الدولارات، تساوى كل عائدات المتحف المصرى بالتحرير خلال عام، كما أنها فرصة لتحقيق أعلى ترميم ممكن للأثر، وضمان بملايين الدولارات ضد أى خدش.

 

 

العائد المادي وحده ليس هدفا  

«غير العائد المادى الكبير، تؤدى تلك المعارض بعائد سياحى، وعائد سياسى، ودعاية مجانية لمصر» حسب قول «وزيري» الذي أعلن عن نجاح وزارة الآثار بقيادة الدكتور خالد العنانى خلال الفترة الماضية فى القيام بأكبر حملة للترويج لمصر فى مختلف أنحاء العالم.

 

وأوضح أن وزارة الآثار روجت للآثار المصرية عبر تنظيم المعارض المختلفة، وكذلك الاكتشافات الفرعونية التاريخية بمختلف محافظات مصر، التى تحضرها كافة وسائل الإعلام من مختلف الصحف والقنوات والإذاعات المصرية والعالمية.

 

ثلاثة مكاسب لمصر.. أهمها قوة الدولة سياسيا

ثلاثة مكاسب لمصر يتغاضى عنها من يعارضون تلك الخطوات الهامة لمصر لمصالح شخصية، هكذا أوضح «وزيري» الذي أكد أن المعارض التي تنظمها وزارة الآثار للمقتنيات والكنوز المصرية فى مختلف دول العالم لها مكاسب عديدة أهما المكسب السياحى.

 

ويضيف أن تلك المعارض والإقبال عليها تساعد في عمل جذب سياحى ضخم لمصر بعد مشاهدة الكنوز الفرعونية التى لا مثيل لها بالعالم أجمع، وهناك مكسب اقتصادي، حيث إنها تجلب ملايين الدولارات لخزينة وزارة الآثار، التى تساعدها فى العمل فى الحفائر والتنقيب والاكتشافات التى هزت العالم فى السنوات الماضية، وما زالت مستمرة فى مختلف محافظة مصر، وكذلك تساعد فى رفع كفاءة وتطوير المتاحف والمعابد الفرعونية بصورة تليق بمصر أمام السياح من مختلف دول العالم.

 

الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار اختتم حديثه بأن المكسب الثالث والأهم من تلك المعارض العالمية للمقتنيات الفرعونية، سياسى من الدرجة الأولى، حيث إنه يثبت قوة واستقرار مصر وقدرتها على إرسال كنوزها للخارج والترابط والتعاون المشترك مع مختلف دول العالم ومصر أم الدنيا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة