صورة موضوعية
صورة موضوعية


قصص وعبر | الحرباء.. وعصابة الدكتور

أحمد عبدالفتاح- علاء عبدالعظيم

الأحد، 04 نوفمبر 2018 - 01:55 م

 

جفف الشر كل ينابيع الحب في قلب الدكتور، لم يكحل النوم أجفانه، يغوص في بحر من الأفكار، تعصف برأسه عدة أسئلة عجز عن إيجاد أجوبة لها، بعدما استولت زوجته التي تلونت كالحرباء على كل أمواله، وشقاء عمره في بلاد الغربة، وخلعته دون علمه، وتزوجت من شخص آخر.

 

أمسك بهاتفه المحمول، وبصوت يجأر بالشكوى والمرارة، يعصره الغضب والغيظ يروي لصديقه المحامي تصرف زوجته التي لم تتذكر له صنيعا طيبا أو معروفا، حيث كان يغدق عليها بالأموال والهدايا بحب وثقة غير مسبوقة، متمنيا العودة إلى القاهرة للانتقام منها وإعادة كل ماحصلت عليه من أموال وهدايا والأوراق التي تثبت إرساله الأموال وتحويلات البنك.

 

هدأ صديقه المحامي من روعه، وطالبه بالعودة بأقصى سرعة حيث لديه الحل السحري والخطة الشيطانية لاستعادة حقوقه، وإثبات خيانة زوجته الحرباء التي خلعته دون علمه، وتزوجت من آخر.

 

وحانت ساعة الصفر، وأقنع المحامي صديقه بالخطة الشيطانية حيث استعان بـ ٤ أمناء شرطة قاموا بتزوير مأمورية شرطية لاقتحام شقة الزوجة، وبمساعدة ٣ أشخاص آخرين، واستغلوا عدم وجود الزوجة واقتحموا شقتها أمام مرأى ومسمع الجيران الذين لم يتمكنوا من التصدي لهم، واستولوا على كل محتوياتها، وما خف وزنه وغلا ثمنه، وفروا هاربين.

 

اتسعت عين الزوجة ذهولا، وأخذت تلطم صدرها وخديها، من هول المشهد بعدما أصبحت شقتها خواء بلا منقولات، وبعثرة محتوياتها، وملابسها، وكاد قلبها أن ينفجر حنقا وسط مواساة الجيران.


وبحضور رجال مباحث قسم شرطة القطامية، لمعاينة مكان الواقعة، وإجراء تحريات مكثفة لكشف لغز السطو على شقة الزوجة، تم استصدار إذن النيابة بتتبع هاتف الزوجة الذي استولى عليه أحد المتهمين، وتمكنوا من القبض على أحد الأشخاص وبحوزته الهاتف، اعترف بأنه قام باستبداله مع صديق له ولم يكن يعلم بسرقته، وأرشد عنه.

 

تمكن رجال المباحث من القبض على الدكتور وعصابته، واعترفوا بجريمتهم والاستعانة بـ ٤ أمناء شرطة لإقناع الجيران ولعدم التعرض لهم أثناء عملية السطو على شقة زوجته التي وصفها بالحرباء، و٣ أشخاص آخرين ومحاميه، وتم تحرير المحضر وقررت النيابة إحالتهم جميعا إلى محاكمة عاجلة، وجاء حكم محكمة جنايات القاهرة بالتجمع الخامس برئاسة المستشار مدبولي كساب، وعضوية المستسارين محمد رأفت الطيب، وهيثم محمود، وأمانة سر وائل عبد المقصود، بحبس ال–٤ أمناء شرطة ٣ سنوات، وحبس الدكتور ومحاميه وال– متهمين ال٣ أيضا ٧ سنوات، ليؤكد بان لا أحد فوق القانون مهما كان منصبه أو يستغل نفوذه، وأن هناك وزارة لا تقبل التستر علي أية أخطاء.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة