صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


بعد 7 سنوات عجاف| إعادة إعمار سوريا .. من يسدد فاتورة الدمار؟

أحمد نزيه

الأحد، 04 نوفمبر 2018 - 10:29 م

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن عملية إعادة إعمار سوريا تحتاج لنحو ثلاثمائة مليار دولار، متسائلًا في الوقت ذاته عن هوية من سيشارك في عملية الإعمار ويتحمل جزءًا من الفواتير المالية الباهظة من أجل إعادة سوريا إلى سابق عهدها.

 وأكد السيسي أنه لا أحد سيدفع هذه الفاتورة سوى الشعب السوري نفسه، وذلك خلال أعمال منتدى شباب العالم الذي يُجرى حاليًا بشرم الشيخ.

وعاشت سوريا على مدار أكثر من سبع سنواتٍ حالة من الاضطرابات السياسية التي أفضت إلى صراعٍ مسلحٍ دامٍ في الأراضي السورية، وهي لا تزال تعيش على أمل حدوث انفراجةٍ سياسيةٍ من خلال تسوية تنهي الحرب الدائرة هناك بالوكالة منذ عام 2011.

المبعوث الأممي لدى سوريا ستيفان دي ميستورا قال - خلال أعمال المنتدى- إن الانتهاء من العملية الدستورية في سوريا سيسهم في تسريع وتيرة إعادة إعمار البلاد، مشيرًا إلى أن عددًا كبيرًا من الدول الأوربية تنوي أن تدخل بثقلها في إعادة الإعمار بدلًا من أن يصبح السوريون لاجئين بأراضيها.

وفي أواخر أكتوبر الماضي، جرت في مدينة اسطنبول التركية قمةٌ رباعيةٌ ضمت رؤساء تركيا وروسيا وفرنسا وألمانيا، تم الاتفاق خلالها على تشكيل لجنة صياغة الدستور السوري، على أن تجتمع في جنيف بحلول نهاية العام الجاري، لبحث صياغة دستورٍ يعبر بسوريا مرحلةً عصيبةً في تاريخها إلى بر الأمان.

روسيا.. لاعب رئيسي

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ذكر خلال القمة أن روسيا ستشارك بشكلٍ فاعلٍ في العمل على صياغة دستور جديد لسوريا، وذلك خلال حديثه للصحفيين بعد قمة إسطنبول الرباعية.

دور روسيا، الداعمة للرئيس بشار الأسد، لن يقتصر فقط على المساهمة في صياغة دستورٍ جديدٍ للبلاد، فقد أعلن جينادى جاتيلوف مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، أن بلاده ستلعب دورًا بارزًا في عملية إعادة إعمار سوريا، داعيًا المجتمع الدولي والشركاء الدوليين للمساهمة في هذه المسألة.

ومن هنا يبرز اسم روسيا، كأحد الدول التي أبدت استعدادها الكامل للمساهمة في صنع مستقبل سوريا، سواء بالمشاركة في عملية التسوية ووضع دستورٍ جديدٍ يرسم ملامح طريق المستقبل لبلاد الشام، أو المشاركة في عملية إعادة إعمار سوريا، فماذا إذًا عن الولايات المتحدة، القطب الثاني في العالم مع روسيا.

تنحي أمريكا

فقد صدم مجلس النواب الأمريكي الجميع الثلاثاء الماضي حينما تبنى مشروع قانون يحظر تقديم أي مساعداتٍ أمريكيةٍ في إعادة إعمار الأراضي الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، متحدثًا عن أن الدعم الأمريكي سيكون مقصورًا على المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية.

وترك القانون الذي تبنته الغرفة التشريعية للكونجرس الأمريكية الباب مواربًا أمام إمكانية منح مساعدات مالية لسوريا، ولكن بشرط أن تقدم إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ما يثبت أن القوات الحكومية أوقفت هجماتها على المدنيين والبنية التحتية.

موافقة مشروطة لألمانيا وفرنسا

أما ألمانيا، فقد أبدت في أكثر استعدادها للمشاركة في عملية إعمار سوريا، لكنها وضعت شرطًا، وهو الذي أبلغه وزير الخارجية الألماني هايكو ماس لنظيره الروسي سيرجي لافروف في سبتمبر الماضي.

ويتمثل الشرط الألماني في ضرورة التوصل لحلٍ سياسيٍ في سوريا أولًا، وإجراء انتخاباتٍ حرةٍ في البلاد، ومن ثم يمكن لبرلين أن تسهم في عملية إعمار سوريا.

الأمر كذلك بالنسبة لفرنسا، والتي رهنت مشاركتها في عملية إعادة الإعمار، بحدوث انتقال سياسي من خلال عمليةٍ دستوريةٍ تعقبها انتخابات في البلاد، وذكر فرنسوا دولاتر سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة، أنه بدون استقرار لا سبب يبرر لفرنسا والاتحاد الأوروبي تمويل جهود إعادة الإعمار.

مشاركة إيران

وبالحديث عن إيران الداعم الثاني للنظام السوري بعد روسيا، فقد أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، أن ايران ستشارك في عملية إعادة إعمار سوريا عبر قطاعها الخاص.

وأعرب قاسمي في منتصف أكتوبر المنصرم عن أمله في تهيئة الظروف الملائمة لمشاركة القطاع الخاص الإيراني في مساعدة سوريا ولعب دور أساسي في إعادة الأعمار.

بالتأكيد هناك دولٌ أخرى في العالم ستسعى للمشاركة في إعادة إعمار سوريا بعد سنوات الحرب المريرة، ولكن تبقى العملية السياسية في سوريا هي مفترق الطرق الذي سيسهم في عودة الاستقرار مرة أخرى لسوريا بعد أكثر من سبع سنواتٍ عجافٍ شدادٍ.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة