الكاتب الصحفي محمد البهنساوي
الكاتب الصحفي محمد البهنساوي


محمد البهنساوي يكتب: إيه فايدة منتدى الشباب؟!!

محمد البهنساوي- محمد سعد

الإثنين، 05 نوفمبر 2018 - 10:39 م

 

"إيه فايدة منتدي شباب العالم وهيعود علينا وعلي مصر بايه؟"

هكذا باغتتني زميلة قديمة هاتفتني والقت بسؤالها الإستنكاري هذا عندما أخبرتها انني في شرم الشيخ للمشاركة في منتدي شباب العالم .. صمت برهة من الزمن لإستيعاب السؤال خاصة وان السائلة ليست من متوسطي الثقافة أو التعليم أو الوظيفة .. وهي من المحبين لمصر والمدركة لكل ما يحاك لها من مخاطر سواء من المتربصين خارجها أو المغيبين الجهلة داخلها .. كما أحزنني ان ما لمسناه من جهد جبار تم وعلي مدار شهور حتي يتم الإعداد لنجاح المنتدي الذي أصبح حدثا دوليا يترقبه الملايين حول العالم ولا يكون هناك مردودا لهذا الجهد لدي البعض .. تجاوزت هذه المشاعر وبدأت احاورها وبهدوء شارحا من وجهة نطري المتواضعة الأهمية الكبري للمنتدي ومردوده علي مصر والمصريين 

 

«مصر الحديثة تعود وبقوة لريادتها اقليميا ودولي»


بادرتها بالسؤال " انتي بتابعي المنتدي وبتشوفي جلساته أو بتشوفي مردوده سلبا أو ايجابا عند الشباب في مصر ولا برة " .. وجاءتني الإجابة بالنفي كما توقعتها تماما وقبل ان اسرد إجابتي عليها وحواري معها والذي تم مساء امس أقول انها دفعتني لكتابة هذا المقال حيث اتفقنا بنهاية حديثنا امس ان تتابع المنتدي وتفكر في حوارنا واسمع رايها عند عودتي للقاهرة .. الا انها فاجئتني بمكالمة اليوم لتقول انها تابعت جلسات اليوم وأعملت فكرها في حوارنا وأكدت انها اكتشفت خطأ سؤالها بعد ما أبهرها ما شاهدت وتابعت وسمعت .. وحملتني أمانة الكتابة في حوارنا حتي يعلم الناس ما كان خافيا عنها

 

«تحدي كبير .. يكشف قدرات المصريين ومهارة شبابهم»

ان منتدي الشباب ليس مجرد ملتقي لشباب العالم علي ارض مصر المحروسة .. لكنه وبالفعل تحول الي تحدي كبير يكشف قدرات عديدة لمصر وشبابها .. ووسيلة قوية وناجعة تواجه كل الرسائل المغلوطة والحرب الإعلامية بل والسياسية ليس علي مصر فقط إنما ضد العرب والمسلمين .. وتأكيدا علي ان مصر الحديثة عادت وبقوة لريادتها ومكانتها إقليميا ودوليا في كافة المجالات 

 

«بحساب المكسب والخسارة .. هذه فوائد المنتدى وعوائده وتكلفته»


ولا أدري عند الحديث بلغة المكسب والخسارة كيف نصف منتدي شباب العالم .. وكيف نحصي فوائده التي أراها ضخمة بكل المقاييس .. المكسب والخسارة ليست أموال وإستثمار ومشروعات .. لكن هناك مكاسب كبري يكون احد نتائجها العديدة والغير مباشرة جذب الاستثمارات .. ناهيك عن المكاسب السياسية والدولية والاقتصادية العديدة الآخري .. ومنتدي شباب العالم من هذا النوع .. وإلا لماذا تنفق الدول المليارات علي حملات علاقات عامة وإعلامية ودعائية لنشر اخبار إيجابية عنها بمختلف دول العالم .. الا لتحقيق مكاسب سياسية تعود بالفوائد الاقتصادية
وإذا ما وصفنا منتدي شباب العالم بأنه تحدي كبير لمصر وشبابها فنحن نعني هذا تماما .. المنتدي الذي ولد فكرة بتجمع لشباب العالم علي غرار مؤتمرات الشباب المحلية .. وينجح التنظيم الرائع للفكرة العام الماضي الي تحول المنتدي الي حدثا عالميا سنويا .. وليسارع حوالي ١٥٠ الف شاب من مختلف دول العالم للتسجيل وطلب المشاركة في الانعقاد الثاني للمنتدي .. وتختار اللجنة المنظمة وبمعايير دقيقة من بين المتقدمين ٥ آلاف شاب للمشاركة .. أليس هذا نجاحا ؟ وتنطلق فعاليات المنتدي بدء من استقبال هذا العدد الضخم من المشاركين وتنظيم تحركاتهم ومشاركاتهم في ٣٠ جلسة تناقش ١٨ محورا وفعاليات عديدة مصاحبة للمنتدي بإعداد رائع وتنظيم لا يترك فرصة للخطأ .. أليس هذا رسالة للعالم أجمع بقدر ومهارة شبابنا ؟ .. ومن شاهد الشباب المشارك في تنظيم المنتدي يطمئن تماما علي مستقبل مصر التي انجبت هذا الشباب الواعد 

 

بالأرقام .. المنتدى في نسخته الثانية يتحول إلى حدث دولي مهم


ومن يتابع المنتدي ويرصد مستوي الحضور الرسمي من وزراء لدول كبري ومسئولين دوليين وأمميين عن ملفات إقليمية ودولية مهمة ونجوم ومشاهير عالميين .. يدرك حجم الثقة الدولية اولا في مصر وثانيا في أهمية ونجاح هذا المنتدي.. وبنظرة هادئة منصفة في محاور جلسات المنتدي وحجم المتحدثين المصريين والأجانب بتلك الجلسات وتجاربهم وإسهاماتهم وخبراتهم ندرك أيضا الاهتمام الدولي بمصر ومنتداها .. بأي ثمن يمكننا حساب تلك الثقة وهذا التقدير ؟ 

 

نصل لمحطة مهمة للغاية في المنتدي .. وهي حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي علي المشاركة بالجلسات .. ليس مجرد المشاركة .. إنما الرسائل المهمة التي وصلت للعالم أجمع من مداخلات وكلمات الرئيس .. من إظهار وتوضيح الصورة الحقيقية للإسلام الوسطي السمح .. وإقرار قوة مصر وإدراكها للمخاطر التي تحيط بها .. وشرح تفصيلي لما يحاك بالمنطقة العربية والشرق الأوسط وأفريقيا .. رسائل مهمة وقوية لكل ذي عقل يعي .. يفضح المؤمرات وينذر مخططيها ويحذر الجميع منها .. وعندما نتحدث عن مغزي وملامح تلك الرسائل في مقال لاحق ان شاء الله سندرك انه ما كان يمكن إرسالها الا من خلال إقامة مثل هذا المنتدي !!

 

نصل لمنظور المكسب والخسارة والذي لا نرفضه لكن فقط لا نتمناه قاصرا كمن ينظر تحت قدميه .. وبهذا المنظور نسرد مكاسبنا .. فإذا قلنا ان الدول تنفق مليارات علي حملات الدعاية السياسية الغير مباشرة .. وإذا قلنا ان مصر تعرضت لحملة تشويه منظمة ومتعمدة بعد ثورة ٣٠ يونيو .. فيكم نثمن مثل هذا المنتدي الذي يعد دعاية واقعية وحقيقية عن استقرار مصر وأمنها وأمانها خاصة مع التغطية المصاحبة للمنتدي وما سينشره ويقوله المشاركون الأجانب ومعظمهم من قادة الرأي في دولهم والعالم .. ونكرر انها اخبار لها قوة لمصداقيتها من خلال المعايشة الحقيقية لمصر وشبابها .. كم كنا سننفق في حملات دولية موسعة لن تكون بنفس مردود المنتدي الذي لم يكلف خزانة الدولة مليما واحداً بعد ان تكفل الرعاة والمستثمرون الواعون لاهمية المنتدي لاستثماراتهم بتحمل كامل التكلفة 

 

«أتمنى أن يحضر كل مصري إلى شرم الشيخ ليدرك حجم الإنجاز»

 

وإذا كان القطاع السياحي يشكو من التراجع لسنوات .. ويئن من تراجع اشغالات شرم الشيخ لما تعرضت له من ظلم إعلامي .. فلنتخيل الفائدة التي ستعود علي السياحة عامة وشرم الشيخ خاصة من المنتدي ونجاحه المبهر 

 

كم كنت أتمني ان يحضر كل مصري فعاليات المنتدي ليدرك حجم العمل والإنجاز وحجم المكاسب لمصر الحاضر والمستقبل .. فإذا كان يستحيل ان يحضر المصريون جميعا .. فهل من المستحيل ان يثقوا في كلام ووصف من حضر وشاهد وعايش الإنجاز ؟.. وقبله يثقوا فيمن فكر في المنتدي وشارك في تحويل الفكرة الي واقع اشبه بالحلم من اجل مصر

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة