صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


جبروت أب .. ورأفة المحكمة

بوابة أخبار اليوم

السبت، 10 نوفمبر 2018 - 07:04 ص

لمعت عيناه فجأة وتسمرت قدماه ووقف مشدوها أمام جمالها الصارخ .. تاه عقله للحظات وتمناها كامرأة ولكنه أفاق علي صوت هاتفه يرن .. تخبره زوجته بأن  ولده الصغير مريض وحرارته مرتفعة.. وتطلب منه الحضور في الحال ..

أيام قليلة وتكرار المشهد مرة أخرى .. لم يتمالك نفسه وذهب وتحدث إليها ولكنها نهرته .. لم ينم تلك الليلة وشعر بقلبه ينبض بحبها ولكنه تذكر زوجته وأطفاله الأربعة وقرر طرد الفكرة من رأسه ولكن صورة «وفاء» لم تفارق خياله .. مرت الأيام وتأكد «سيد» أنه لا يستطيع العيش بدونها .. وقرر التقدم لخطبتها لم تمانع «وفاء» خاصة بعدما أظهر لها «سيد» حبه وهيامه بها .. واشترط عليها عدم الإنجاب.. تم الزواج في السر وسارت الحياة بها هادئة .. لم تعلم زوجته الأولى ولم تشعر بشيء .. حتى شعرت «وفاء» بآلام في بطنها وعندما ذهبت للطبيب أخبرها بأنها «حامل» ! .. ألجمتها الصدمة ولم تدر كيف تخبر زوجها .. تعلم أنه سيغضب منها .. ولكنها أخفت عنه الحمل لمدة خمسة أشهر حتى زاد حجم بطنها وعندما سألها .. ادعت أنها لم تعلم ولكنه أصر على الذهاب إلى الطبيب وهناك غضب غضباً شديداً وأمرها بإجهاض الجنين ولكنها رفضت .. 

بدأ الزوج الأناني قصة جديدة من حياته معها .. حيث أصبح التطاول عليها بالأيدي روتينا يوميا .. حتى حان موعد الولادة دخلت «وفاء» في غيبوبة .. رق لحالها زوجها حتى تم شفاؤها.. ولكن سرعان ما عاد إلى ما كان عليه .. لم يفرح بابنه الصغير منها أيام قليلة وبدأ صراخ الطفل يزداد مع شعوره بالجوع أو الألم.. كان «سيد» يشعر بصوت الرضيع وكأنها سهام تشق أذنيه .. وكان دائم الشجار مع زوجته.. حتى كان ذات يوم ازداد صراخ الطفل أثناء انشغال أمه بتحضير الغذاء لزوجها .. دخل «سيد» وأحضر زجاجة الكلور وأفرغ ما فيها فوق رأس الطفل الصغير حتى بلع الكثير واختنق وتوفى في الحال وتركه وهرب .. 

أنهت الزوجة أعمالها ودخلت للاطمئنان على صغيرها .. انزعجت لسكوته .. اقتربت منه .. لا يتنفس .. لا ينطق .. أخذت تهز جسد الصغير .. لم يتحرك شقت ذلك الصمت الرهيب بصراخها وأخذته وهرولت إلى المستشفى ليخبرها الأطباء بأنه توفى على أثر ابتلاعه لمادة الكلور السامة.. اتهمت الزوجة زوجها بقتل ابنها .. تم القبض عليه وأحيل للنيابة التي وجهت له تهمة القتل العمد وقدمته إلى محكمة جنايات دمنهور وقف أمامها الأب يبكي ويبدى ندمه على قتل ابنه فاستعملت الرأفة معه وقضت بمعاقبته بالسجن المشدد لمدة خمس سنوات .. صدر الحكم برئاسة المستشار سامح عبدالله وعضوية المستشارين حاتم محمود وعاصم نعيم.   
 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة