محمد البهنساوي
محمد البهنساوي


حروف ثائرة

محمد البهنساوي يكتب: حتى نجني ثمار منتدى ناجح

محمد البهنساوي

السبت، 10 نوفمبر 2018 - 09:12 م

 

أسدل الستار على فعاليات منتدى شباب العالم.. لكن نتائجه وتأثيره لا يجب أن يتوقف.. أربعة أيام من الحوار المثمر والفعاليات المهمة والتنظيم الممتاز والمتميز.. سبقها جهد شهور.. ويجب أن يتواصل هذا الجهد لشهور أخرى وحتى موعد منتدى العام القادم لتتواصل الاستفادة. 


لن نسهب في الحديث عن النجاح الذي حققه شبابنا والقائمون على تنظيم المنتدى وإعداده.. ويكفى أنهم قدموا للعالم عملا أثبت كفاءة المصريين.. وأظهر بوضوح مصر الحضارة والريادة.. ولن نلتفت للدعوات الانهزامية المتربصة حول جدوى المنتدى وفائدته لمصر.. فكل ذي عقل يعي أدرك أهميته القصوى في ترسيخ الصورة الصحيحة لمصر الحديثة.. نتخطى كل هذا لنقف عند نقط مهمة وهى ماذا بعد منتدى شباب العالم في نسخته الثانية ؟.. وأعتقد أن هناك الكثير الذي يجب البدء فورا في فعله لنجني ثمار المنتدى لمصر ومنطقتنا العربية والأفريقية بل والعالم أجمع.. تلك النقاط تأتي بعد البدء في تنفيذ توصيات المنتدى.

 

فإذا كانت أحد المطالب التي طرحت أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال المنتدى ورحب بها كثيرا وهى إقامة مقر دائما للمنتدى في شرم الشيخ.. أعتقد أن هذا المطلب يجب البدء في تنفيذه فورا.. فالمقر الدائم ليس مجرد مكان.. لكن بفكر أوسع وأشمل يضمن إدارة مستمرة يشارك فيها نخبة من شباب العالم على مدار العام لنحول فعاليات المنتدى وطاقاته الإيجابية بكل المجالات وقودا يدعم شباب العالم بأثره استفادة من الأفكار التي شهدها المنتدى.. ويضمن زخما مستمرا يدفع في توحيد صفوف الشباب وخلق متنفسا لهم مقره شرم مدينة السلام والمحبة.

 

وفي رأيي المتواضع أن أهم ما كشفه وأكده المنتدى خاصة في مداخلات الرئيس السيسي بجلساته الوجه السمح للإسلام الذي يقبل الآخر بل ويرحب بالحوار والتواصل معه.. وهنا أجد لزاما على مؤسساتنا الدينية كافة وبدعم من الدولة البناء على ما تم طرحه من أفكار ومبادرات تؤكد سماحة الإسلام وتنفى كل الدعاوى المغلوطة ضده.. وذلك بتحرك دولي واسع النطاق لتلك المؤسسات مدعوما من شباب العالم المشاركين في المنتدى.

 

وإذا كنا فخورين بالمنتدى باعتباره أحد أهم علامات التلاقي بين الشباب.. فلابد من صيغة تضمن استمرار التواصل بين شباب العالم على مدار العام انطلاقا من منهج المنتدى لتتحقق الاستفادة العالمية بفضل ومبادرة مصرية خالصة.

 

أما شبابنا الذي أبدع في تنظيم المنتدى والإعداد له.. فهم بذرة طيبة يجب أن نحولها أولا إلى رمز يقتدي به شباب مصر والعالم.. وثانيا توظيف تلك الطاقات الإبداعية المبهرة في أعمال تفيد مصر والبشرية على مدار العام أيضا.. نحتاج فقط إطلاق فكر الشباب وهم قادرون على تحديد المجالات التي من الممكن أن يبدعوا ويبهروا الجميع فيها وندعمهم للتنفيذ.

 

ولأن المنتدى أظهر قدرات إبداعية وثقافية للشباب.. فما المانع أن نبادر بإعداد صيغة أمامهم تضمن تبني تلك القدرات الإبداعية وتبادل الثقافات بشكل يعود بالنفع على العالم ويواجه المطبات التي يتعرض لها الشباب لتجذب طاقاتهم الإبداعية في اتجاهات تضر ولا تنفع.. وخلق أعمال إبداعية بمشاركة الشباب من مختلف الدول وتقديم تلك الأعمال للعالم.. وهنا لا يمكن أن نغفل الأعمال الدرامية والأفلام التسجيلية والأغاني التي تم تقديمها طوال المنتدى فهى جهد إبداعي متميز يكشف قدرة مصر على الإبداع الفني ومن الممكن أن تكون مدخلا مهما للترويج الدولي للفنون المصرية المختلفة والانفتاح على مؤسسات الإبداع العالمي.


نحتاج ترويجا دوليا أكثر للمنتدى في كل بلاد العالم.. حتى يتحول لحدث دولي مهم توليه كل الحكومات أهمية كبرى وهو بالفعل يستحق هذا.

 

وإذا كان هناك الكثير من المجالات الاقتصادية التي تستفيد من المنتدى وعلى رأسها بالطبع صناعة السياحة.. أطالب وزيرة السياحة ومعها عدة وزارات في مقدمتها الخارجية والثقافة وهيئة الاستعلامات والمجلس الأعلى للإعلام بالبدء فورا في الاستفادة من المنتدى وردود الأفعال عليه ليس فقط لتنشيط السياحة وترويجها.. إنما لتغيير الصورة الذهنية عن مصر التي يحاول الكثيرون جعلها سلبية على غير الحقيقة.. ووفر المنتدى مددا وزخما يساعدنا لشهور في تغيير الصورة الذهنية عن مصر وخلق حملة دعاية مجانية لسياحتها إذا فقط أحسنا استغلالها.

 

هذا ما سمحت تلك المساحة به.. وهناك الكثير الذي يجب فعله حتى لا تخبو شعلة الضوء التي انطلقت من شرم الشيخ.
 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة