وحدات «روضة السيدة» جاهزة للتسلم
وحدات «روضة السيدة» جاهزة للتسلم


«كمبوندات الغلابة»| «سيمفـونية معمارية» تغير وجه المناطق العشوائية

جان نجاح- شريف الزهيري- ماركو عادل

السبت، 10 نوفمبر 2018 - 10:10 م

 

- 3 تجمعات جديدة جاهزة للافتتاح.. والعمال: مشروع قومى للفقراء


أيام معدودة تفصل سكان المناطق العشوائية فى القاهرة عن حلم طال انتظاره.. حلم جاء بعد كابوس عاشوه طوال عقود من العشوائية والتلوث.. حلم حققته القيادة السياسية لأهالينا فى العشوائيات من خلال تنفيذ 10 آلاف وحدة سكنية جديدة لتكون جاهزة للافتتاح بعد شهور من العمل المضنى حتى انتهى العمل بها.

 

فبعد أيام قليلة يفتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى 3 مشروعات لتطوير المناطق العشوائية هى الأسمرات 3 والمحروسة 2 وروضة السيدة «تل العقارب سابقا» تمهيدا لتسكين أهالى عشوائيات القاهرة بها.. وحدات على أعلى مستوى من الرقى والتحضر مزودة بخدمات تجارية وترفيهية وصحية وتعليمية لسكانها.. حياة جديدة تنتظرهم لينعموا بها بعد سنوات الشقاء والتعب والألم.. «الأخبار» كانت فى المشروعات الثلاثة ورصدت انتهاء الأعمال بها قبل افتتاحها قريبا.

 

 

المحروسة.. لؤلؤة سكنية فى مدينة السلام


جنة على الأرض.. هكذا يمكن وصف منطقة المحروسة الجديدة التى تم انشاؤها بحى السلام لنقل سكان المناطق العشوائية..هذا المشروع العملاق الذى يضم 4905 وحدة سكنية على غرار مشروع «الأسمرات» الذى تنفذه محافظة القاهرة بالتعاون مع صندوق تطوير العشوائيات بوزارة الإسكان ليصبح مشروعا سكنيا قوميا، ويقع مشروع «المحروسة 1و2» بمدينة السلام على مساحة 51 فدانا لإنشاء 193 عمارة تضم 4905 وحدة سكنية بالإضافة إلى مناطق خدمات بتكلفة 600 مليون جنيه وتشارك محافظة القاهرة بـ100 مليون جنيه ويتحمل صندوق تطوير المناطق العشوائية باقى المبلغ لنقل أهالى المناطق الخطرة إليه.. وتتضمن المحروسة 1 إنشاء 128 عمارة نموذج 63 مترا مقسمة بين 114 عمارة سكنية عبارة عن 90 عمارة - أرضى + 5 أدوار متكررة و24 عمارة – بدروم سكنى + أرضى + 5 أدوار متكررة وبين 14 عمارة سكنى تجارى (بدروم محال + أرضى + 5 أدوار متكررة) + عمارة المرأة المعيلة ويبلغ إجمالى عدد الوحدات فى هذه المرحلة 3157 وحدة سكنية 63 مترا + 72 وحدة سكنية للمرأة المعيلة + 84 محلاً + 39 مكتباً إدارياً) وبذلك يكون عدد الوحدات السكنية بـ «المحروسة 1» 3229 وحدة، بينما تتضمن المحروسة 2 إنشاء 65 عمارة نموذج 63 مترا (55 عمارة - أرضى + 5 أدوار متكررة و10 عمارات – بدروم + أرضى + 5 أدوار متكررة) + عمارة المرأة المعيلة ويبلغ إجمالى عدد الوحدات 1594 وحدة سكنية 63 مترا + 72 وحدة سكنية للمرأة المعيلة + 6 وحدات إدارية) وبذلك يكون عدد الوحدات السكنية بـ «المحروسة 2» 1666 وحدة، وتم تنفيذ الوحدات والتشطيبات الداخلية انتهت بالكامل وكذلك أعمال توصيل المرافق بما فيها المياه والصرف الصحى والكهرباء والغاز ويتم حاليا تركيب العدادات كما يتم حاليا الانتهاء من تشطيبات المبانى الخدمية وأعمال تنسيق الموقع كما أنه تم أيضا رفع كفاءة وتطوير واجهات عدد من العمارات المجاورة للمشروع.


وتوجهنا إلى أرض المشروع للتعرف عن قرب على الأعمال التى تم إنجازها، المشروع يقع بجوار المصنع الحربى من ناحية الشمال ومن الشرق والجنوب مدينة النهضة ومن ناحية الغرب طريق بلبيس/ القاهرة الصحراوى وتنفذه 5 شركات مقاولات هى «شركة المهندس، ومكة، والحمد، وفاهمكو، وعبيد» وكل شركة مطالبة بتسليم عدد من العمارات تشمل شبكات الصرف الصحى والمياه وتوصيل الكهرباء ومعظم العمارات بالمشروع فى مرحلة التشطيب.. وتزينت العمارات وتجملت استعدادا لافتتاحها خلال الشهر الجارى والعمال يعملون ليل نهار من أجل الانتهاء من تجهيز الوحدات السكنية لتسليمها إلى أصحابها، المكان عبارة عن خلية نحل والكل يرفع شعار العمل ثم العمل وهذا ما أكده عدد كبير من العمال الذين حرصوا على تسجيل اسمهم فى تاريخ الإنجازات فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى والذين قالوا إنهم سعداء بإنجاز هذا المشروع القومى العملاق وأضافوا أنهم لا يشعرون بالتعب مثلما يحدث لهم فى المشروعات الخاصة لأنهم ينتظرون أن يقص شريط هذا المشروع الرئيس السيسى ويرون ابتسامة السكان على وجوههم.

 

 

«تل العقارب» تودع «سموم» العشوائيات


ومن الأسمرات إلى تل العقارب فى السيدة زينب تلك المنطقة التى اسمها وإن دل فكان يدل على صعوبة الحياة فى هذا الموقع وهو ما سعت إليه الدولة بإنشاء حياة راقية لسكان هذه المنطقة مع تعديل اسمها حتى لا تكون سبة فى جبين سكانها حتى بعد التطوير وبالفعل تبدل اسمها إلى روضة السيدة لأنها حقيقة تحولت إلى روضة وجنة على خلاف أكوام القمامة والتى كانت تكسو الأرض ويتخللها عشش من الصفيح والمخلفات فى حياة بعيدة تماما عن الآدمية، وها هى المبانى تزينت وتجملت تمهيدا لافتتاحها.. العمارات والشقق استعدت لاستقبال أصحابها.. عمال وصنايعية يعملون بكامل قوتهم فى المكان للمشاركة فى إنجاز تل عقارب جديدة.

 

حالة من الفرحة والبهجة تسيطر على الجميع وهم يحولون العشوائيات إلى ناطحات سحاب. العمال داخل منطقة تل العقارب بالسيدة زينب خلية نحل يعملون على مدار الساعة.. فيوما بعد يوم يثبت العامل المصرى أن مصر بها رجال يحطمون الصخر من اجل رفعة راية بلدهم إلى السماء، فما يجرى فى مشروع تل العقارب يؤكد حرص الجميع على إنجاز هذا المشروع الوطنى الذى يوفر شققا آدمية لسكان العشوائيات، عندما تصل إلى تل العقارب تشعر بالفخر فأصبح أخيرا للفقراء ظهر يتكئون عليه، عمليات البناء والتشييد شاهد عيان على انتصار الفقراء.. العمل داخل هذا المشروع يجرى على قدم وساق.


ويتكون مشروع روضة السيدة من 16 بلوكاً سكنياً بنماذج مختلفة بالمشروع بها 815 وحدة سكنية (نموذج غرفتين وصالة يضم 519 وحدة بمساحة 65 مترا، و156 وحدة بمساحة 72 مترا، ونموذج 3 غرف وصالة يضم 56 وحدة بمساحة 82 مترا، و84 وحدة بمساحة 90 مترا) بجانب 344 وحدة تجارية بتكلفة إجمالية حوالى 350 مليون جنيه وتم تسكين قاطنى المشروع فى وحدات بالإيجار على نفقة الحكومة لحين الانتهاء من بناء الوحدات الجديدة وتسكينهم بها..ورغم ارتفاع درجة حرارة الشمس إلا أن العمال يتابعون أعمالهم بكل قوة ونشاط حتى عمال اللوادر والأوناش هم خلية نحل تتبع بعضها البعض.. الكل يعمل لا مجال لإضاعة الوقت، ويقول محمد حمدان عامل إن العمل فى هذا المشروع يختلف عن سابقه فهذا مشروع وطني يخدم الفقراء وينقذهم من العيش وسط العقارب والثعابين وأضاف أن ما يحدث من اهتمام بالفقراء يكشف أن هناك رئيسا يحب شعبه، ويلتقط الحديث أشرف صلاح- عامل- أن العمل فى هذا المشروع يجعلنى أقدم كل ما فى استطاعتى بكل حب وقوة لأن هذا المشروع سيسعد الفقراء والمشاركة فى مشروع تل العقارب هى مشاركة وطنية فى بناء الوطن ويدعو الجميع للفخر قائلا: «هنحكى لإخواننا وأولادنا ونقول لهم إننا شاركنا فى مشروع قومى يخدم البسطاء»، وأشار أحمد رمضان عامل إلى أنه كالعادة الرئيس يحب الفقراء وأخيرا شعرنا بالأمل وأن مصر ستعبر أزمتها خلال فترة قليلة.


الأيدى الشقيانة


وقال رجب سعيد - نجار - إنه من أهالى السيدة زينب وكان يعمل باليومية والرزق كان قليلا حتى جاء مشروع تل العقارب ليفتح بيوت الكثير من العمال الذين كادوا يفقدون الأمل فى حياة آدمية يستظلون بها، وأنه يعمل فى المشروع وردية واحدة لمدة 8 ساعات يومياً ولو استطعت لقمت بالعمل طوال اليوم لأكون أحد المشاركين فى إنجاز هذا المشروع الضخم الذى تبناه الرئيس السيسى ليخرج بالغلابة إلى النور.
وأضاف سعد محمد - حداد - أعمل بالمشروع منذ بدايته وهو مشروع رائع تم إنجازه فى وقت قصير وأعمل 8 ساعات بدون أى تعب فى هذا المشروع الكبير الذى سيحول حياتنا فى تل العقارب إلى جنة وتصبح حياتنا فى وضع أفضل لا تختلف عن باقى المناطق بل أفضل ويكفى أننا نخدم أهلنا فى تل العقارب.


المهندس عماد سعيد المدير التنفيذى للمشروع أن العمل داخل المشروع يجرى على قدم وساق وأضاف أن هذا المشروع سيحقق طفرة معمارية كبيرة. 


وأضاف نتابع كل صغيرة وكبيرة بنفسه للتأكد من دقة العمل وحثنا على انجازه فى أسرع وقت.

 

 

« الأسمرات 3».. حكاية جديدة فى مسلسل التطوير


ومن المحروسة بمدينة السلام إلى مشروع جديد فى قلب العاصمة، استكملت «الأخبار» جولتها بزيارة حى الأسمرات فى المقطم لتفقد المرحلة الثالثة «الأسمرات 3» من المشروع المعروف باسم «تحيا مصر» الشقق والعمارات السكنية تم بناؤها على أعلى طراز من فن المعمار الحديث من أجل استقبال أهالينا الذين طالما عانوا من صعوبة العيش وانعدام توافر الحد الأدنى من الإمكانيات الآدمية التى تضمن لهم العيش الكريم.

 

هذا المشروع العملاق الذى تم إنجاز مراحله الأولى والثانية فى وقت قياسى بناء على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى وفى الطريق للانتهاء من المرحلة الثالثة وتسليمها للمستحقين من الأهالى الذين يقطنون العشوائيات بمختلف أماكنها، مرحلة كاملة تم بناؤها بسواعد رجال أقسموا على أن يحولوا التراب والرمل إلى بناء ملموس ينقذ بين جدرانه أناسا طالما عانوا من برودة الطقس فى الشتاء البارد ومن حرارة الشمس الحارقة فى أوقات الصيف الساخن، «الأسمرات 3» أوشكت على الانتهاء من خلال الشركات المكلفة بأعمال تشطيب الوحدات السكنية الخاصة بأبراجها السكنية التى شيدتها حتى تكون جاهزة فى الوقت المحدد..وعلى أرض الواقع تم حاليا الانتهاء من تنفيذ 124 عمارة سكنية بمشروع الأسمرات 3 شاملة أعمال التشطيبات لتوفر 7440 وحدة سكنية بالإضافة إلى 176 وحدة تجارية لأهالى العشوائيات حيث بلغت نسبة الإنجاز 99.4% والعمارة السكنية مكونة من دور أرضى و9 أدوار متكررة وتحتوى كل عمارة على 2 أسانسير وشبكة حريق وتبلغ تكلفة المشروع حوالى 2 مليار جنيه منها 1.5 مليار من صندوق تطوير المناطق العشوائية التابع لوزارة الإسكان و500 مليون جنيه من صندوق تحيا مصر، وتم الانتهاء من تنفيذ شبكة الصرف الصحى وتغذية مياه الشرب بالكامل وبلغت نسبة تنفيذ شبكة الكهرباء 95% ونسبة تنفيذ شبكة الغاز 98% وجار تنفيذ أعمال الطرق ويضم المشروع منطقة خدمات تشمل (مسجدا – كنيسة – منافذ بيع – 5 ملاعب – قاعة مناسبات – حديقة أطفال – حضانات ووحدات صحية بالبدرومات – مخبزا – ساحة انتظار سيارات).


«الأخبار» دخلت الشقق التى انتهت الشركات من تشطيبها بالأسمرات كما تمكنا ممن دخول عدد من الوحدات السكنية التى مازالت تحت التشطيب لرصد خلية النحل التى كونها العمال ليسابقوا الزمن للانتهاء منها لنقل الأهالى إليها بعد أن يفتتحها الرئيس خلال أيام، وبدأت جولتنا بإحدى العمارات السكنية التابعة لشركة العبد للإنشاء والتعمير والتى بدأت بتشطيب الشقق الخاصة بعماراتها؛ فمن مدخل العقار تم وضع الرخام على سلالم العمارة وتوصيل مواسير المياه وكل شبكات الصرف الصحى وعندما بدأنا صعود طوابق العقار وجدنا أنه تم وضع الرخام الأبيض على سلالمها وتم طلاء أسوار السلالم، فى الوقت الذى قامت فيه المكاتب الاستشارية بكتابة أرقام الأدوار كل فى الطابق الخاص به حتى لا يتسبب عدم وجودها في صعوبة للعمال أثناء الصعود والهبوط للعمال والمهندسين من وإلى العقار، أما عن الشقق من الداخل فانتهى العمال من عمل التوصيلات الكهربائية وأدوات الكهرباء التى غالبا ما تكون آخر أعمال التشطيبات حتى تكون جاهزة للاستخدام فى الوقت الذى تم فيه تركيب هياكل الشبابيك والانتهاء منها تماما فى حين أن البنية الخاصة بالمطابخ ودورات المياه انتهى منها العمال بعد أن تم تركيب أدوات الحمام والسباكة لتكون بذلك المياه وصلت الشقق وباتت جاهزة للاستلام، أما المشهد من فوق العقار فيعطى انطباعا بأننا على مشارف حرب لبناء المستقبل فالعمال يقطعون أميالا وأميالا فى دقائق معدودة لتوصيل أدوات التشطيب داخل الشقق للانتهاء مما تبقى منها.


فى «الأسمرات 3» أثبت العامل المصرى أن بلادنا بها رجال أشداء كل يوم يمر عليهم داخل هذا المشروع العملاق يرفعون فيه راية بلدهم إلى عنان السماء فما يجرى فى هذا الصرح يؤكد حرص هؤلاء العمال على إنجاز هذا المشروع الوطنى الذى يجعل سكان العشوائيات يعيشون كأقرانهم من الناس فلا فرق بينهم وبين أى مواطن آخر، فهم عمال كجنود مجهولين يرفعون راية العمل المتواصل دون كلل أو ملل لينفذوا ما هو مطلوب طبقا لأحدث المعايير والمواصفات.


فعندما تصل إلى حى الأسمرات 3 تشعر بالفخر الممزوج بالفرحة، أخيرا الفقراء وجدوا من يحنو عليهم فهذا الصرح العملاق شاهد عيان على انتصار الفقراء، العمل فى هذا المشروع يختلف عن سابقه فهذا مشروع وطنى وقومى جعل الفقراء من أبناء العشوائيات يشعرون بأن بلدهم بدأت تنظر لهم بعين الرحمة فأصبح لهم مكان يؤويهم بعيدا عن الثعابين والعقارب وأعين المارة التى لا ترحم، التقت «الأخبار» مع عدد من العاملين بالأسمرات 3 فيقول سليمان أحمد الحارس بإحدى الشركات التى تنفذ 30 عمارة سكنية بالمشروع أنه يرفض تماما أن يخلد للنوم أو الراحة طيلة ساعات خدمته لأن مصر وحماية شقق الغلابة أهم عنده من أى راحة يمكن أن يخلد إليها.


 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة