أنيسة حسونة عضو مجلس النواب
أنيسة حسونة عضو مجلس النواب


بعد إصابتها بالسرطان.. سر رسالة أنيسة حسونة المؤثرة «للكبار فقط»

محمد حسنين

الأربعاء، 14 نوفمبر 2018 - 01:22 م

أعلنت النائبة أنيسة حسونة عضو مجلس النواب، أنها ستخضع لجراحة جديدة بسبب إصابتها بأورام سرطانية بعد رحلة العلاج الأولى، مؤكدة قدرتها على مواجهة هذه المرض .

 

و نشرة النائبة أنيسة حسونة عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «الفيسبوك»، رسالة مؤثرة تحت عنوان « حكاية للكبار فقط» تؤكد فيها تعرضها مجددا لورم السرطان بعد أن تم شفائها .


وجاءت رسالتها كالأتي:


حكاية للكبار فقط
«حكايتي اليوم للكبار فقط وتبدأ عندما نصحتني الدكتورة حنان بنت خالتي العزيزة منذ بداية إصابتي المفاجئة بالمرض في عام ٢٠١٦ ، بأن أحاول قدر المستطاع اعتبار السرطان كصديق علي أساس أنه سيلازمني مهددا حياتي حتى يمر علي تمام الشفاء منه علي الأقل بعد ١٠ سنوات .


وقد خضعت لذلك المنطق باستسلام خلال العامين الماضيين محتملة رفقته الكئيبة وحرصت علي أن أطيعه وأراضيه وأستجيب لطلباته بأمل أن يتخلي ويرحل عني فقد اختنقت من عشرته .
ولكن لأنه «خبيث» فقد تمسكن وتظاهر، لمدة شهور قليلة ، بالهزيمة في الصراع بيننا وبدت عليه مظاهر الرحيل والانسحاب من أرض المعركة وأنا بسذاجتي المعهودة التي ترغب في تصديق الأحلام المشرقة بدأت في الاطمئنان للأيام القادمة وتصديق أنني قد أصبحت من فئه الـ 20% الناجية من المرض .


وبالتالي بدأت في رسم خطط لإسعاد الأحفاد هذا الشتاء والصيف القادم بينما يشغل بالي بشكل مستمر متى ياترى ستناديني حفيدتي الصغيرة وتقول «تيتا» وتيجى تجري علي حضني وهي بتضحك وأحكي لها قصص البطة «بطبوطة» وصديقها الدولفين «دودو» قبل النوم وهي متربعة في حضني وخدها الناعم علي وجهي وأناملها الصغيرة المضحكة تتشبث أثناء النوم بإصبعي وأنا أشعر بمنتهي الرضي والسعادة في هذا الوضع المليء بالمشاعر الدافئة.


والحقيقة الخطط كانت كثيرة لأني سريعة التحمس عاشقة للحياة وسيناريوهاتي دائما متفائلة بالألوان الطبيعية وبالتالي صدقت كل هذه الأحلام لأنني لا أستطيع الحياة من غيرها ، ومرت شهور قليلة وأنا سادرة في طمأنينتي التي تؤكد لي أنه بعد كل ما عانيت من عذاب لمدة عامين من جراحة كبري وعلاج كيماوي قد حان الوقت لفترة سماح العامين التي ذكرها الأطباء وأكدوا ضرورة مرورها قبل احتمالات عودة الإصابة لي مرة أخري .


وأؤكد لكم أنني قد بذلت أقصي جهدي خلال الشهور القليلة الماضية من فترة السماح «المزعومة» لاستغلال كل لحظة لاحتضان وتقبيل أحفادي والاستمتاع بوجودي مع ابنتاي الغاليتين في معظم الأوقات التي تسمح بها انشغالاتهم اليومية فذهبت الي تدريبات الرياضة الخاصة بالأحفاد وقعدت جنب البيسين لأشاهد حفيدي الصغير يعوم مثل السمكة «البساريا» مستعرضا مهارته أمامي قائلا : شفتيني يا تيتا وأنا أرد بمنتهي الفخر وضحكة كبيرة علي وجهي : شايفاك طبعا يا روح قلب تيتا.


وفي أثناء كل ذلك ذكرني زوجي العزيز أنه قد حان الوقت لإجراء التحليل الدوري الثاني لدلالات الأورام بعد انتهاء جلسات العلاج وقلت له : طبعا نعملها علي طول وأنا في غاية الاطمئنان لثقتي في أني خفيت خلاص بعد كل ما مر بي ، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فقد ظهرت نتائج التحاليل مخيبه للآمال ومشيرة إلي احتمال عودة المرض اللعين مرة أخري ، وأصبت بصدمة قاتله لم أكن متأهبة لها وظللت غير مصدقة لما يحدث لي قائلة لمن حولي : لا يمكن أن يكون هذا صحيحا فأنا غير قادرة علي المرور بتلك الأيام السوداء مرة ثانية وبدأت أنظر إلي تطورات حالتي الصحية وكأنها فيلم خيال علمي مرعب لا أفهم منه شيئا !!


ودخلنا في مرحلة ذهول مستسلمين لدوامة المشاورات والاستشارات والتحاليل والاشعات لترتفع آمالنا إلي السماء في بعض الأحيان حيث يقال لنا هذه مجرد اتهابات ترفع نسب الدلالات إلي الأعلى وستمضي لحالها بعد قليل ، لنقوم بعدها بتحليل آخر تسقطنا نتائجه في جب عميق من الهواجس المفزعة ، ولكن في النهاية قدر الله وماشاء فعل لتنتهي هذه الفترة المليئة بالمشاعر المتضاربة بمواجهة قرار الأطباء النهائي بضرورة دخول غرفة الجراحة المخيفة خلال أيام لوجود أورام جديدة بعد عامين بالضبط من جراحتي الأولي في ٢٠١٦.


وإنا أكتب لكم الآن وأنا في طريقي للمستشفي لأجري جراحة خطيرة بعد عدة ساعات قليلة ، راضية بقضاء الله وقدره ، آملة أن يستجيب الله سبحانه وتعالي لدعواتكم المخلصة هذه المرة أيضا فأنا لم أرفع رايتي البيضاء بعد.


فيما انهالت التعليقات على صفحتها الفيس بوك من محبيها يتمنون شفائها وان تعود لمباشرة عملها من جد 
 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة