صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


قصص وعبر| حكاية جزار.. وعشيق زوجته

أحمد عبدالفتاح- علاء عبدالعظيم

الأربعاء، 14 نوفمبر 2018 - 08:49 م

 

 

انسابت دموع الجزار على وجنتيه في صمت، يشوبها نظرات حزينة منكسرة، وهو عائد إلى منزله يجر أذيال الخزي والعار بعدما اكتشف خيانة زوجته وعلاقتها الآثمة مع عشيقها، تراود مخيلته الفضيحة التي ستلحق به مذهولًا، أخذ يجوب عش الزوجية ذهابًا وجيئة لا يستقر في مكان وكأنه لم يعد يسعه.

 

جالت بخاطره أسئلة كالسيول عجز عن إيجاد إجابة لها، وذهب بخياله إلى أخطر الاحتمالات، يقضي نهاره في حيرة وندم، ويبيت ليله في هم ونكد، يتحرق شوقا لمواجهة زوجته التي ذبحت كبرياؤه.

 

وبخطوات مثقلة مترددة، يسير وكأنه يتحسس الطريق بعدما اتخذ القرار بالذهاب إلى قسم الشرطة لتحرير محضر يتهمها فيه بالزنا، ممسكا بيده دليل إدانتها وهو بعض من الصور العارية الخاصة بها، وكلمات الغزل التي كانت تتبادلها مع العشيق من خلال موقع التواصل الاجتماعي، ولقاءاتهما المحرمة فوق سطوح المنزل.

 

انطلقت الكلمات من بين ثنايا فمه وبصوت وكأنه هدير النهر في هيجانه يطلب من الضابط المسئول سرعة القبض عليها، وعلي عشيقها، وتمكن رجال المباحث من القبض على العشيق الذي اعترف بعلاقته بها بعدما أخبرته بطلاقها من زوجها الجزار، وبعد التحقيقات أصدرت المحكمة حكمها بحبس الزوجة الخائنة وعشيقها بالسجن لمدة عام، وسرعة القبض عليها بعدما تمكنت من الهرب.

 

وبمرور عدة أسابيع بعد صدور الحكم، بادرت الزوجة الهاربة بالتواصل مع زوجها الجزار في محاولة للتصالح معه، وبدموع منهمرة تؤكد له بأنها بريئة وأن جميع لقاءاتها بالعشيق كانت " كلام وبس" ولم يحدث أي شئ، وما فعلته ما هو إلا نزوة  بسبب كثرة المشاكل بينهما، واستغلال العشيق تلك الظروف ونجح في نسج خيوطه حولها، وأعلنت توبتها توبة نصوحة، واستعدادها للعودة إلى عش الزوجية، وتنازلها عن جميع القضايا التي قامت برفعها ضده والخاصة بالنفقة، وتبديد المنقولات، وحضانة طفلها، متوسلة بعدم رغبتها في الطلاق منه وعودة الحياة الزوجية بينهما، وأن يسامحها، ويكفيها تأنيب ضميرها على ما فعلته في لحظات ضعف وضيق بسبب تصرفاته معها.

 

انهار الزوج فوق أقرب مقعد، وعصفت برأسه الأفكار، وبعد تفكير عميق، قرر أن يسامحها حيث التسامح صفة الأقوياء، والعظماء، وندمها على ما فعلته بسبب نزوة عابرة.

 

وبالفعل تم الاتفاق مع شقيقة الزوجة، وقرر الزوج التنازل عن اتهام زوجته بالزنا، بينما تقدمت هي بتنازلها الرسمي عن جميع قضايا التبديد، والنفقة، وحضانة طفلها.

 

وتم الإفراج عن العشيق، حيث تنازل الزوج عن دعوى الزنا لتصبح وكأن شيئا لم يكن.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة