فلاديمير بوتين
فلاديمير بوتين


أراضي «بوتين» الخصبة داخل بلدان الاتحاد الأوروبي

أحمد نزيه

الخميس، 15 نوفمبر 2018 - 02:28 م

في أوروبا يتأصل معسكران الشرقي والغربي، الأول يتمثل في روسيا الاتحادية، والآخر في الاتحاد الأوروبي، الذي تحمل بلدانه سياساتٍ مناوئةً لتلك التي في موسكو، وبين الحين والآخر تتنامى بين المعسكرين توترات قد تزايدت في الفترة الأخيرة، وتحديدًا بين روسيا وبريطانيا بسبب قضية سالزبوري، التي لاقت خلالها لندن زخمٌ أوروبيٌ يدعمها في وجه موسكو.

 

وعلى خط المواجهة مع روسيا، من دول الاتحاد الأوروبي بلدان جورجيا وإستونيا وليتوانيا ومالدوفا، إضافةً إلى أوكرانيا وبولندا، جميعهم يحملون عداءً لروسيا، لكن في قلب بلدان التكتل الأعرق في القارة العجوز، بات هناك بلدانٌ تكسر الإجماع الأوروبي داخل الاتحاد، وتسير بعلاقاتها مع موسكو بصورةٍ إيجابيةٍ، والبداية مع النمسا.

 

النمسا

ففي العاشر من نوفمبر الجاري، اعتقلت السلطات النمساوية عقيدًا نمساويًا سابقًا بشبهة التجسس لصالح روسيا، في قضيةٍ ربما كانت تحمل نفس الصدى الذي أحدثه مسألة تسمم الجاسوس الروسي سيرجي سكريبال في مدينة سالزبوري الإنجليزية، لكن رد الفعل في النمسا كان أقل بكثير من نظيره في بريطانيا.

 

فيينا اكتفت بإلغاء وزيرة الخارجية النمساوية، كارين كنايسل، زيارتها الشهر المقبل لموسكو، في وقتٍ خرج فيه المستشار النمساوي سيباستيان كورتس ليشيد بالعلاقات الجيدة التي تربط بلاده مع روسيا، ومؤكدًا أنها لن تتغير في المستقبل.

لكن المستشار النمساوي تحدث في الوقت ذاته عن أن شبهة التجسس حال ثبوتها، لا يمكن إلا وأن تحمل فيينا على انتقاد موسكو، وأنهم سيعملون على منع حدوثها مرةص أخرى.

 

ومنذ أن قدم كورتس، الذي كان يشغل منصب وزير الخارجية سابقًا منذ عام 2013، إلى الحكم في فبراير، بعد انتخابات فاز بها حزبه، الشعب النمساوي، المنتمي لتيار اليمين الوسط، وهو يتبنى سياساتٍ مغايرةً لنهج الاتحاد الأوروبي تجاه روسيا.

 

التشيك

وفي التشيك، تبدو العلاقات مع روسيا في عهد الرئيس ميلوس زيمان أكثر تقاربًا مع روسيا، فالرجل الذي الذي يحتفظ بعلاقاتٍ جيدةٍ مع الصين أيضًا، لطالما طالب بإلغاء عقوبات الاتحاد الأوروبي المفروضة على موسكو جراء ضم الأخيرة شبه جزيرة القرم من السيادة الأوكرانية خلال استفتاء شعبيٍ جرى منتصف مارس عام 2014.

 

ولم يعترف الاتحاد الأوروبي ولا الولايات المتحدة بشرعية الاستفتاء الذي جرى قبل ما يقرب من خمس سنواتٍ، وضمت على إثره روسيا إقليم القرم، وراحا ينزلان العقوبات على موسكو بسبب ذلك.

 

ليس هذا فحسب، بل إن رئيس التشيك قد سافر إلى موسكو في مايو 2015 لحضور إحياء روسيا للذكرى السبعين للحرب العالمية الثانية، وذلك في وقتٍ قاطع فيه الزعماء الأوروبيون المراسم الروسية في هذا الصدد، اعتراضًا منهم على الدور الروسي الذي تلعبه في الصراع الأوكراني، وضمها إقليم القرم من سيادة كييف.

 

ويمتلك زيمان علاقات صداقة قوية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما إنه دائمًا ما يحمل سياسات تحمل نأيًا إلى حدٍ ما عن الاتحاد الأوروبي، وقد طالب من قبل بإجراء استفتاءٍ في البلاد لتقرير مصير انفصال براج عن بروكسل، وهو ما يعكس عدم ولائه للتكتل الأوروبي.

وكان ميلوس زيمان قد فاز أواخر يناير الماضي بولايةٍ رئاسيةٍ ثانيةٍ في حكم البلاد، بعدما تمكن من الانتصار خلال جولة الإعادة على حساب منافسه، يري دراهوش، بعدما حصد 51.4% من إجمالي الأصوات مقابل 48.6% لمنافسه.

 

المجر

وفي المجر، تتنامى العلاقات القوية بين الروس والهنجاريين، ومنذ أن تولى فيكتور أوربان مقاليد الحكم في 2010، ومنحنى العلاقات بين البلدين في تصاعدٍ مستمرٍ.

رئيس الوزراء المجري، الذي أبدى في أكثر من مناسبة إعجابه ببوتين، أجرى زيارةً في منتصف سبتمبر الماضي إلى روسيان التقى خلالها الرئيس الروسي بوتين في الكرملين، وأكد خلال الزيارة أن العلاقات الثنائية بين البلدين لها بالغ الأهمية، معربًا عن سروره لما وصلت إليه العلاقات الروسية الهنجارية.

 

أوربان أشار خلال اللقاء أن البلدين لديهما القدرة على تعزيز العلاقات في مجال الطاقة والزراعة والثقافة، وذلك حتى يتغلبا على انخفاض التعامل التجاري بينهما بسبب عقوبات الاتحاد الأوروبي.

وتبلغ حجم الاستثمارات بين البلدين حاليًا نحو مليار دولار، حسبما أشار الرئيس الروسي بوتين، خلال مؤتمرٍ صحفيٍ، عُقد وقتها ما أوربان، والرئيس الروسي يعتبر المجر أحد شركاء روسيا الرئيسيين في أوروبا.

ويتولى أوربان السلطة منذ عام 2010، وقد أُعيد انتخابه عام 2014 و2018 لولايتين ثانيةٍ وثالثةٍ على التوالي ورابعةٍ في حياته، بعدما كان قد تولى مقاليد الحكم لأول مرة خلال الفترة ما بين عامي 1998 و2002، وهو يتزعم حزب "فيدس"، المنتمي لتيار اليمين الشعبوي الأوروبي المناهض لسياسات الهجرة والرأسمالية، وهي سياساتٌ ينتهجها الاتحاد الأوروبي.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة