عم «مصطفى» صانع عرائس المولد
عم «مصطفى» صانع عرائس المولد


فيديو وصور| عم «مصطفى» مُبدع «العرائس».. صناعة مصرية 100%

أسامة حمدي- محمد عيسوي

الجمعة، 16 نوفمبر 2018 - 02:14 م

في شارع صغير مقابل لحارة النصارى، المتفرعة من شارع كلوت بك ميدان رمسيس، تجد عم مصطفى سيد، الشهير بـ«زلطة» داخل ورشته الصغيرة الكائنة بالطابق الثالث بعمارة قديمة، تصعد الدرج المتواضع لتجد عم مصطفى الحداد، صانع عرائس المولد النبوي، منهمكا بحرفية ومهارة وفن في صنع العرائس و«الحنطور، والكارته، والكوشة، التي تجلس بها العروسة» وكل ما يخص مستلزمات المولد النبوي.

 

اشتهر عم «مصطفى» بين أصحاب المحلات الذين يشترون منه العرائس، ليكسونها ويزينونها بالفساتين والألوان بـ«ايده تتلف في حرير» نظرا لحرفيته العالية في الصنعة التي بدأ فيها منذ 13 عاما.

 

 

عم مصطفي، صاحب الـ52 عاما، استقبلنا في ورشته الصغيرة المليئة بالماكينات وقطع الحديد والنجف والأباجورات، وبدأ هو ومن يعمل معه من «صنايعية» في صناعة عروسة المولد من الحديد، حتى انتهوا منها خلال 5 دقائق فقط، حيث قاموا بـ"لحام" أجزائها بالنحاس وتركيبها وتقفيلها حتى أصبحت جاهزة للذهاب لشارع «باب البحر» الشهير بمستلزمات المولد النبوي، كي تلبس الفستان الأبيض وتتزين بالألوان والأقمشة المزركشة والتاج، وتضع يدها في خصرها، حتى يتسلمها الزبون في كامل أناقتها وجمالها ليهديها لجبيبته أو خطيبته أو بنته أو زوجته.

 

 

في البداية يقول عم مصطفى الحداد، لـ«بوابة أخبار اليوم» إن التجهيز لمولد النبي يبدأ قبل 5 شهور من الموسم حيث يتوقف عن صنعته في الأباجورات والنجف التي تعلمها منذ أن كان ابن الـ12 عاما، ليتفرغ لصناعة عرائس مولد النبي من الحديد ولحامها برفقة عدد من الصنايعية المساعدين له، حيث تشتري المحلات طلباتها منه، لتذهب العرائس حيث شارع باب البحر برمسيس لتستكمل زينتها وفستانها وألوانها لتباع ليد الزبون الذي يهديها لمن يريد.

 

وتابع: «منذ 13عاما بدأت في حرفة صناعة العرائس، بالإضافة لصناعة الأباجورات والنجف، وبدأت شغلي بعرضه على الباعة في باب البحر وعجبهم الشغل وبدأوا يشتروا مني، وكل سنة بطور في شغلي بصنع الكارته والكوشة والحنطور الذي تُوضع فيه العروسة، وبقيت معروف لأصحاب المحلات وبيطلبوا شغلي مخصوص».

 

 

ويضيف عم مصطفى، أن خامات صناعة العرائس ارتفعت أسعارها فبدلا من كان "الشاسيه" يتكلف 3 جنيهات، أصبحت تتكلف مبالغ أكبر لتباع للمحلات بـ30 جنيها وبعضها بـ50 جنيها و70 جنيها، وتبيعها المحلات بعد استكمال تزيينها بـ150 جنيها، لافتا إلى أن المنتج الصيني لا يستطيع منافسة المصري قائلا: «العرائس عندنا صناعة مصرية 100%.. العروسة بنت بلدها..إحنا أصل الصنعة والحرفة.. العروسة الصيني تاخد يومين وتعطل، لكن العروسة المصري مصنوعة من حديد وملحومة بلحم نحاس».

 

 

عم مصطفى، يرفض فكرة انقراض الصنعة وكونها ستندثر، مؤكدا أن الاحتفال بمولد النبي مستمر عبر الأجيال والزمان، وصانعو العرائس يطورون كل عام من صنعتهم وعرائسهم وتلقى إقبالا ورواجا كبيرا من الزبائن.

 

 

أما الوقت الذي تستغرقه صناعة العرائس فيرى عم مصطفى، أن ذلك حسب عدد الصنايعية والوقت الذي يعملوا به فمن الممكن 100 عروسة تستغرق 3 أيام، لافتا إلى أنه لجأ لصناعة العرائس بسبب ركود سوق النجف والأباجورات بعد دخول المنتجات الصينية منها الأسواق بكثافة قائلا: «محطتش إيدي على خدي وفكرت في حرفة إضافية تمشي الورشة وتشغل الصنايعية اللي معايا.. وأنا الحمد لله فاتح بيوت ناس بفضل الورشة والصنايعية اللي شغالين معايا.. والحمد لله على رزقه».

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة