صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


«إتقى شر من أحسنت إليه».. تفاصيل قتل مجهول النسب لشاب في الإسكندرية

شريف سلام

الجمعة، 16 نوفمبر 2018 - 09:45 م

شهدت الإسكندرية أبشع جريمة قتل بطلها شاب لقيط مجهول النسب قابل الإحسان بالسوء، وسيطرت عليه مشاعر الانتقام و الحقد لمن أحسن إليه و قدم له كل العطف والحنان لتعويضه عن أسرته المجهولة.

بطل هذه الجريمة يدعى "يوسف"، عاش و ترعرع داخل أحد ملجئ الأيتام بالإسكندرية، حتى بلغ عمره الـ 18 ربيعًا، وهو السن الذي يستدعى مغادرته للملجئ، حيث قامت إدارة الملجئ بتوفير شقة سكنية له بالتعاون مع الشئون الاجتماعية والمحافظة بشارع 25 بمنطقة طوسون شرق الإسكندرية.

 كما قامت إدارة الملجئ بمنحه مبلغ مالي ليكون عونا له في توفير احتياجاته، وهو المبلغ الذي قام بشراء «توك توك» كمصدر دخل بجانب راتبه الشهري من وظيفته كحارس بأحد المدارس الإعدادية بنفس المنطقة (محل سكنه)، وهي الوظيفة التي وفرته له مديرية الشئون الاجتماعية، ومن خلال وظيفته بالمدرسة تعرف على الطالب "م . ى. م "، كان يجلس معه و يروى له قصته المأساوية و يشتكى بأنه يعاني من حرمان حنان الأسرة و أنه ليس لديه أخوه أو أقارب.

كان الطالب ينقل لوالدته تلك الروايات، و بحنان الأم طلبت من نجلها أن يحضره إلى المنزل، وبالفعل بدأ في التردد على المنزل ليأكل ويشرب، وكانت الأم تعامله كأنه أحد أبنائها الثلاثة وتمنحه مصروف شهري مثله مثل أبنائها، وتوفر له الملابس، وأستمر على هذا الحال لمده عام و نصف العام، حتى عرف كل شيء عن الأسرة وأن أم الطالب ثرية وتمتلك عده شقق سكنية، ومحلين تجاريين، وأن زوجها يعمل بليبيا وهي تحمل الجنسية العراقية مع المصرية، كما أنها لديها أموال كثيرة وتحتفظ بالمنزل بأموال كثيرة، حتى لعب الشيطان بعقل هذا اللقيط، فقام بسرقة مبلغ 4 ألاف جنيه من السيدة.

عندما اكتشفت السرقة قامت بالتشاجر معه وطردته من المنزل ومنعت نجلها من الاختلاط به، ومن هنا قرر أن ينتقم من السيدة بطريقة بشعة حيث قرر أن يحرمها من أكبر أبنائها وأحبهم إلى قلبها بالتخلص منه، فبدأ يخطط للجريمة، و قرر أن يشاركه الجريمة طالب أخر بنفس المدرسة يدعى " أ .ا. أ "،  وهو أيضا صديق للمجني عليه، فعرض عليه فكره شيطانية بأن يقوم بمشاركته في السطو على السيدة بالهجوم عليها داخل الشقة هي وأبنائها الصغار وطردها من الشقة والاستيلاء على الأموال والذهب الموجود داخل الشقة ثم بيع الشقة بنظام وضع اليد بمعرفه بعض البلطجية، وسيتم اقتسام الأموال مناصفة فيما بينهم.
 و لأن الطالب " أ .ا. أ " في حكم الطفل حيث يبلغ من العمر 16 عاما فبلع الطعم وأعتقد أن الجريمة لن يكتشفها أحد فوافق على الفور، وبعد عدة أيام قام يوسف بالجلوس مع شريكه وأقنعه بتغيير الخطة وأن يقوموا بخطف " م . ى. م " لمساومه والدته والحصول منها على فديه، و طلب منه استدراجه، وبالفعل توجهوا إلى الطالب القتيل في أحد مقاهي المنطقة وقالوا له أنهم في طريقهم لإنشاء مشروع مقهى، وأن هذا المشروع يحقق أرباحا طائلة وعرضوا عليه مشاركتهم في هذا المشروع، و طلبوا منه مرافقتهم إلى شقة يوسف لمناقشه تنفيذه، وبالفعل ذهب معهم القتيل إلى الشقة، وبعد الدخول إليها قام الطالب " أ .ا. أ " بمباغته القتيل من الخلف.

 وقام بلف شال حول عنقه للسيطرة عليه إلا أن القتيل قام بمقاومته بشدة، فقام يوسف بالاشتراك مع الطالب في خنقه واستمروا لمدة 15 دقيقة في خنق القتيل حتى فارق الحياة ، فقام يوسف بطعنه عده طعنات بسكين للتأكد من مقتله، ثم قاموا ووضعا جثته داخل بطانية وربطها بالحبال ثم نقلها يوسف بـ«التوك توك» إلى منطقة نائية بالمعمورة، و قام بإشعال النيران فيها لإخفاء أثار الجريمة، إلا أن الأهالي اكتشفوا الجثة بعد ساعات وأبلغوا اللواء شريف رءوف مدير إدارة البحث الجنائي بالإسكندرية، بالعثور على جثة شخص متفحمة بطريق الزعيم بمنطقة المعمورة البلد بدائرة قسم ثان المنتزه، والذي وجه بانتقال ضباط مباحث قسم ثان المنتزه برئاسة المقدم عمرو خبي لمكان الجثة.
 وتبين أنها لشاب مجهول ووجود آثار حبل حول رقبة الجثمان وأن هناك شبهة جنائية، و قد توصلت التحريات إلى أن المجني عليه يدعى "م . ى. م"  سن 15 عامًا، طالب ومقيم بدائرة قسم ثان المنتزه، وأن مرتكبي الحادث كلٍ من " ي . إ. ا "  سن 19، سائق "توك توك " و  " أ .ا. أ "  سن 16 طالب بذات المدرسة المُلحق بها المجني عليه ومقيم بدائرة القسم.

وعقب تقنين الإجراءات تم ضبطهما وبمواجهتهما اعترفا بارتكاب الواقعة حيث  اعترف حارس الأمن بارتكابه الواقعة بدافع الانتقام من والدة المجني عليه لوجود خلافات بينهما ، وفى سبيل ذلك استعان بصديقه المتهم الثاني و استدرجا المجني عليه لشقته وقاموا بخنقه بشال ، والتعدي عليه بسكين في رقبته فأوديا بحياته ، ووضعا جثته داخل بطانية وربطها بالحبال ثم نقلها الأول بمركبة التوك توك قيادته إلى مكان العثور عليها وأشعل النيران بها وأرشد المتهمان عن الأداة المستخدمة "سكين ملوث بالدماء" والهاتف المحمول وجاكيت خاصين بالمجني عليه ، والأدوات عليها آثار دماء ومركبة التوك توك المستخدمة في نقل الجثة .
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة