إبراهيم المنيسي
إبراهيم المنيسي


إبراهيم المنيسي يكتب.. أجيري الجرئ يكشف كارتيرون المرعوب.. والقلب التونسي المفتوح!

إبراهيم المنيسي

الجمعة، 16 نوفمبر 2018 - 10:14 م

صلاح يذكر التوانسة بالذكرى السنوية لهدف الخطيب الأسطوري في مرمى عتوقة !
 
 فوز منطقي وان جاء مخففا بثلاثة أهداف لهدفين؛ حققه منتخب مصر على ضيفه التونسي باستاد الجيش المصري ببرج العرب ليتصدر الفراعنة مجموعة التصفيات الافريقية بعد ضمان ممثلى العرب معا التأهل لنهائيات الامم الافريقية بالكاميرون فى يونيو من العام المقبل.

الفوز الذى كرر به الفراعنة نفس التفوق بذات النتيجة بالقاهرة قبل واحد وأربعين عاما عندما قاد محمود الخطيب بهدفه الأسطوري فى مرمى عتوقة الشهير المصريين لفوز ثمين يوم ١٥ نوفمير ١٩٧٧ لم يحافظ عليه المصريون أيابا ليستقبلوا أربعة أهداف مؤلمة باستاد المنزه ويتأهل أصحاب الأرض لكأس العالم بالأرجنتين ٧٨ ويرسخ نسور قرطاج لعقدة مستديمة للكرة التونسية على نظيرتها المصرية.

ولعل قيمة الفوز الجديد للفراعنة على تونس تجلت فى احتفال النجم العالمى محمد  صلاح بفرحة عارمة بهدفه الرائع فى مرمى تونس وهو يشبه الى حد كبير هدف الخطيب الأسطوري من حيث تبادل الكرة فى العمق وضرب الدفاع والتسجيل بلمسة مهارية وكأن صلاح يريد انعاش الذاكرة التونسية في الذكرى السنوية الحادية والاربعين..! 

فرحة الجماهير المصرية بفوز صلاح وزملائه على نسور قرطاج تعدت حدود الفرحة بتصدر المجموعة في تصفيات حسمها الفريقان سلفا او بإسهام هذا الفوز فى تحسن ترتيب مصر فى لائحة تصنيف الفيفا التي يتصدرها التونسيون..ولكن كان للفرحة أسباب خلفتها مباراة الأهلي مع الترجي وفوز الأخير بالنهائي الاخير لدوري الأبطال..

وفى دفتر الأحوال الفنية لو أن هناك  لمحة تكتيكية واحدة  مرتبطة فيما بين  مواجهتى مصر وتونس  الكروية متمثلة فى لقاء المنتخبين ببرج العرب ولقاء بطلى البلدين برادس  فهى تتمثل فيما تعامل فيه المكسيكي خافيير أجيري المدير الفني للمنتخب  بكل جرأة وشجاعة  ووعى تكتيكي وفي نفس الوقت ما فشل فيه الفرنسي باتريس كارتيرون المدير الفنى للاهلى الذى تعامل مع لقاء رادس بذعر حقيقي ورهبة كلفته الكثير.

واذا كانت طريقة اللعب كانت متقاربة خاصة فى رسمها التكتيكي ٤-٢-٣-١ وبرأس حربة واحد متقدم كان في المباراتين بالمصادقة هو مروان محسن الذي استخدمه مدربه فى الاهلى كمحطة للصعود عليها عند استقباله الكرات العالية التى لم تنفذ ولو لمرة واحدة فتاه مروان وافتقد كل أسباب وجوده تكتيكيا فيما استخدمه اجيري لخلخلة الدفاع التونسي فى العمق بتحركه القطرى لشق صفوف الدفاع التونسي وهو ما كرره مروان طيلة الشوط الأول وواصل أجيري الاعتماد على الضرب في العمق  من قبل وردة وصلاح ففتح الباب ثلاث مرات فى عمق وقلب الدفاع التونسي  المشروخ ليتمكن تريزيجيه الأنشط وباهر محمدي المدافع القوى والنجم العالمى محمد صلاح من التسجيل تباعا بطريقة واحدة تقريبا تعتمد على اختراق القلب التونسي المفتوح الذي وللعجب  كان حاضرا وواسعا فى لقاء الاهلى والترجى  ودالا بوضوح على أكبر عيوب الكرة التونسية فى السنوات الاخيرة ولكن كارتيرون  الذي هزته اجواء رادس وضغوط النهائي وتحامل الكاف بعد فانلة ازارو لم تتوفر له الجرأة التكتيكية التي كانت للمكسيكي أجيري.

اجيري الجرئ هاجم نسور قرطاج فى العمق وضرب كثيرا وزاد من اطمئنانه بالدفع ببعض الوجوه الجديدة حتى انه استخدم صلاح محسن  لنفس الغرض وهو من ركنه كارتيرون فى رادس التى كانت تنادى على الاهلى وتشير للثغرة بوضوح دون أن يستجيب لها  مدرب الأهلي.

أجيري يجدد دماء المنتخب بجرأة منحازا لأصحاب القدرات المهارية ودفع باربعة عناصر جديدة ولديه فيما هو واضح الرغبة فى رفع آثار الطريقة الكوبرية العقيمة نسبة للارجنتيني المخلوع هيكتور كوبر. 

ويستغل أجيري في هذا اللعب الهجومي الجرئ إمكانات عدد وافر من لاعبي الجيل الحالي والأجواء المعنوية الإيجابية الطيبة التي تسود زملاء صلاح.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة