د.محمد هاشم أثناء حواره مع «الأخبار»
د.محمد هاشم أثناء حواره مع «الأخبار»


الرئيس الجديد لـ«القومي للبحوث»: لن أوافق على تمويل أي بحث لا يخدم إستراتيجية مصر ٢٠٣٠

حازم بدر

الأحد، 18 نوفمبر 2018 - 10:54 م

 

علاج السرطان بالذهب متوقف بسبب موافقة الصحة.. وتأخرنا منح الأمريكيين الأفضلية


لن أكافئ إلا الأبحاث المنشورة فى مجلات قوية..ونشرنا ٢٢٠٠ بحث العام الماضى


عادة ما يحتاج المسئول الجديد إلى بعض الوقت للإدلاء بتصريحات واضحة يحدد خلالها أوقاتا محددة، ولكن الأمر بدا مختلفا عند د.محمد هاشم، الرئيس الجديد للمركز القومى للبحوث، والذى أظهر خلال حواره مع «الأخبار» بعد ساعات من إعلان توليه المسئولية إلماما بكافة القضايا المتعلقة بأقدم مؤسسة بحثية مصرية. 


ورغم أن ذلك يبدو غريبا وغير مستساغ، إلا أن مراجعة السيرة الذاتية للدكتور هاشم ربما تعطينا تفسيرا لذلك، فالرجل الذى عين فى المركز على درجة مساعد باحث قبل 29 عاما، تقلد الكثير من المناصب كان آخرها نائب رئيس المركز للشئون البحثية والعلاقات الدولية، وهو المنصب الذى يشغله منذ  عام 2014، إذن فنحن أمام مسئول لم يهبط على المنصب بـ «البارشوت»، ولديه إلمام بكل ما يدور داخل جدران المؤسسة.


وخلال الحوار الذى كانت مدته 20 دقيقة فقط، حصلنا عليها بصعوبة، بسبب ضغط الاجتماعات، كان د.هاشم مقتضبا فى اجاباته، ولكنه منحنا  بارقة من الأمل تجسدت فى اقتراب المركز من تصنيع فلاتر تحلية مياه البحر، كما كشف عن تفاصيل تعثر مشروع علاج السرطان بجزيئات الذهب، ووجه بعض الرسائل إلى باحثى المركز حول نوعية الأبحاث التى ستحظى بدعمه وتأييده.. وإلى نص الحوار.


مع توليك المسئولية من المؤكد أن لديك طموحات كثيرة تبغى تحقيقها، ولكن ما هى الأمور التى ستمنحها أولوية؟ 


خرجت الكلمات من فمه سريعا، قائلا إن أولوياته هى تلك التى تتضمنها استراتيجية مصر 2030 فيما يتعلق بالبحث العلمي، والتى تنقسم إلى تهيئة بيئة محفزة للبحث العلمي، والعمل على نقل وتوطين التكنولوجيا.


وشرع يشرح كل عنصر بمزيد من التفصيل مضيفا: بالنسبة للبيئة المحفزة، فإنه سيعمل على تطويرالبنية التحية، وإنشاء مبان جديدة تستوعب تخصصات تحتاجها الدولة.


أما فى مجال نقل وتوطين التكنولوجيا، فسيركز على توطين التكنولوجيات الأجنبية فى مجالات الزراعة والغذاء ، الصحة والسكان، الصناعات الاستراتيجية، العلوم المستقبلية، المياه ، الطاقة، وسيكون ذلك من خلال مشروعات مع جهات أجنبية، وبعثات الماجستير والدكتوراة.


طبعا كل المجالات التى ذكرتها مهمة، لكن أتصور أن قضية المياه يجب أن تكون فى مقدمة الأولويات؟


يومئ بالموافقة، قبل أن يقول: بالطبع لها أولوية، وسنسير فى تلك القضية فى عدة مسارات، منها مسار الري، بالعمل على أبحاث لتطوير تكنولوجيات الري، ومسار الزراعة عبر استنباط أصناف من البذور تتحمل الملوحة ويمكن ريها بالمياه المالحة، ومسار ثالث بتطوير تكنولوجيات جديدة موفرة للمياه فى الصناعات المستهلكة للمياه مثل الصناعات النسيجية، ومسار رابع  بتحلية مياه البحر.


ما أعلمه أن المركز كان لديه مشروع طموح لتصنيع فلاتر تحلية مياه البحر، فإلى أى مرحلة وصلتم فى هذا المشروع؟


ترتسم على وجهه ابتسامة الرضا، يعقبها قوله: وصلنا لمراحل متقدمة جدا، وان شاء الله نصل قريبا لتصنيع فلاتر التحلية، بالتعاون مع وزارة الإنتاج الحربي.


قريبا يعنى خلال هذا العام؟


يصمت لوهلة، ثم يقول: خلال عام أو عام ونصف على الأكثر.


التجارب السريرية


وماذا عن مشروع علاج السرطان بجزيئات الذهب، فقد تحدث المركز عنه كثيرا ثم خفت الكلام عنه؟


يصمت لفترة تطول بعض الشىء، يقطعها بقوله: الموضوع متوقف عند اجراء التجارب السريرية على المرضى، وقد أرسلنا نتائج الأبحاث لوزارة الصحة، وطلبنا اجراء التجارب السريرية، لكننا لم نحصل على موافقة إلى الآن.


منذ متى أرسلتم لوزارة الصحة؟


بنبرة حزينة يقول: منذ عام ونصف تقريبا.


ولماذا لم يصلكم الرد؟


لا أدري، ولكنى سأحاول خلال الفترة القادمة التواصل معهم لمعرفة السبب.


ربما يساعدكم صدور قانون التجارب السريرية على الحصول على الموافقة؟


من المؤكد أن القانون سيساعد، لأنه من المفترض سيحدد شروطا واضحة إذا تم تنفيذها يمكن الحصول على الموافقة.


ربما لم تمنحكم وزارة الصحة الموافقة انتظارا لصدور القانون؟


لا أعتقد أن ذلك هو السبب، فمن المفترض أن الوزارة لديها لوائح تعمل بها قبل صدور القانون.


إذن لماذا تأخرت فى اعطائكم الموافقة؟

 

يبتسم قائلا: سأعيد عليك نفس الإجابة : لا أعلم


ولكن ألم يحزنك تشكيك البعض فى الموضوع بسبب تأخركم فى اجراء التجارب؟


بكلمات واثقة يقول: الموضوع منضبط من الناحية العلمية بنسبة 100%، وبالمناسبة لسنا الوحيدين الذين نعمل على علاج السرطان بالذهب، فهناك أبحاث أمريكية أجريت أيضا فى هذا المجال، ووصلت لنتائج جيدة، وهذه النتائج تم تضمينها فى الطلب المقدم لوزارة الصحة لتدعيمه.


اذن هى ليست فكرة مصرية مائة فى المائة كما كان يردد؟


هناك اختلافات فى الطريقة المصرية لتحضير جزيئات الذهب فى حجم النانو وكذلك فى أسلوب استخدامها، مقارنة بما يتم فى أمريكا، ولكن للأسف بعض المنتجات الأمريكية فى هذا المجال بدأت تظهر فى السوق، بينما نحن مازلنا ننتظر الموافقة على اجراء التجارب.


البحث العلمى والتطبيق


ما أعلمه أنك تولى اهتماما شديدا  قبل توليك المنصب لقضية تطبيق مخرجات البحث العلمي، فما الذى تنتوى فعله، وقد أصبحت رئيس المركز؟


بدون تردد يقول: حتى تكون هناك فرصة لتطبيق الأبحاث يجب أن تكون مرتبطة باستراتيجية الدولة 2030، وينطبق ذلك على أبحاث الترقية ورسائل الماجستير والدكتوراه والبعثات العلمية.


أفهم من ذلك أنك لن تمنح تمويلا لأى بحث لا يتوافق مع الاستراتيجية؟


بالضبط، فلن يحصل أى باحث على تمويل أو موافقة بالسفر فى بعثة علمية، طالما أن الهدف لا يتوافق مع استراتيجية الدولة.


وماذا عن القطاع الخاص واستفادته من نتائج أبحاثكم؟


لدينا فى المركز مكتب لخدمة رجال الاعمال والمستثمرين، وظيفته تسويق الأبحاث، وسنعطيه دفعة قوية خلال الفترة القادمة.


دفعة مادية ؟!


دفعة مادية ولوجستية تتضمن دورات تدريبية فى التسويق للعاملين به.


الإنجاز السريع


هذه الأفكار قد تحتاج بعض الوقت، ولكن من المؤكد أنك فور توليك المسئولية فكرت فى انجاز سريع تظهر من خلاله بصمة د.محمد هاشم؟


يبتسم قائلا: الإنجاز السريع الذى سأعمل عليه يرتبط بصدور قانون التجارب السريرية.


كيف؟


لدينا فى المركز عشرات الأبحاث الخاصة بأدوية جديدة تم استخراج مادتها الفعالة من نباتات فى البيئة المصرية، وأتمنى أن يمنحنا القانون حال صدوره الفرصة للخروج بهذه الأبحاث إلى التطبيق.


وما هى الأدوية الهامة التى ستخرج عن المركز حال صدور القانون؟


هناك العشرات من الأدوية الخاصة بعلاج الفيروسات المختلفة وعلاج السرطان بجزيئات الذهب.


يبدو أنكم تعولون آمالا كبيرة على هذا القانون؟


ليس هذا القانون وحده، فهناك قانون صدر بالفعل وهو حوافز البحث العلمي، ونتمنى إصدار لائحته التنفيذية سريعا، لأن هذا القانون سيحل كثيرا من المشكلات المتعلقة بالبحث العلمي، حيث سيسمح للهيئات البحثية بانشاء الشركات، وبالتالى يمكنها الاستثمار فى الاختراعات التى تخرج عنها، وهذا لم يكن متاحا فى السابق. 


أظن أن تطبيق هذا القانون يمكن أن يحد أيضا من هجرة العقول للخارج؟


بالضبط، لانه يحفز الباحث على العمل ويضمن له كسبا ماديا محترما. 


النشر العلمى


وهل لديكم خطة واضحة لتطوير النشر العلمي؟


لدينا اتفاقية مع مجلة نيتشر، وأطمح أن تساعدنا هذه الاتفاقية فى زيادة عدد الأبحاث المنشورة، لأن ذلك سيصب فى اعطاء مزيد من القيمة للمركز القومى للبحوث كهيئة بحثية، وأظن أننا حتى قبل هذه الاتفاقية سائرون فى الطريق الصحيح، إذ نشرنا العام الماضى 2220 بحثا دوليا.


المهم يا دكتور جودة هذه الأبحاث ونوعية المجلات التى تنشر بها؟


يبتسم قائلا: هذا ما سنركز عليه خلال الفترة القادمة، فمع السعى للزيادة، سنركز على جودة النشر، بحيث لن نكافئ إلا من ينشر فى مجلات ذات تأثير مرتفع، وأن يكون هذا البحث متماشيا مع استراتيجية الدولة.


يتبقى لدى سؤال أحب أن اختم به الحوار مع حضرتك، وهو عن مجال اهتمام جديد تتمنى ادخاله للمركز؟


كنت أتمنى مزيدا من  الاهتمام بالتغيرات المناخية، ونحن سائرون بالفعل فى هذا الاتجاه، ويتم حاليا الإعداد لإنشاء مركز خاص بالتغيرات المناخية، وتأثيراتها فى مجالات البيئة والغذاء والطقس،  وذلك من خلال اتفاقية مع الصين، سيتم من خلالها تمويل انشاء هذا المركز.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة