الخميس، 22 نوفمبر 2018 - 11:49 ص

ما بين الاعجاب والجدل أثار الفيلم السعودي " عمرة والعرس الثاني" شغف جمهور مهرجان القاهرة السينمائي عقب عرضه في افتتاح برنامج "آفاق السينما العربية" ، الاهتمام الجماهيري والنقدي نابع من محاولة التعرف على السينما السعودية "الوليدة" عن قرب ، إضافة الى أن الفيلم يمس منطقة شائكة تتعلق باحوال المرأة السعودية وقضاياها في مواجهة مجتمع يتسم بالذكورية وربما التشدد الديني .

من هذه النقطة انطلق المخرج محمود صباغ مؤكدًا ان تصوير الفيلم داخل المملكة واجه صعوبات عديدة ، خاصة وانه يصنع فيلما ينتقد بسخرية عالية أوضاع المرأة في بلاده ومساحة ممارستها لحقوقها أمام الحالة الذكورية المسيطرة على المجتمع .

وكشف المخرج عن اختياره ممثلين وممثلات يقفون امام الكاميرا لأول مرة وعلى رأسهم بطلة الفيلم شيماء الطيب التي تدربت على التمثيل أربعة أشهر قبل خوض التجربة ، حيث يقول : اعتقد انها كانت الاختيار الأفضل والانسب لي وعندما رأيت الفيلم بعد تصويره تيقنت من ذلك .

واوضح المخرج السعودي أن عددًا كبيرًا من مشاهد الفيلم تم اقتباسه من احداث حقيقية عايشها هو او تابعها عن طريق حكايات مقربين منه حيث قال : كل ما في الامر انني منحت لهذه الاحداث مسحة كارتونية ساخرة على سبيل المبالغة ولكنها مبالغة كاشفة لحقيقة ما نعيشة .

المفاجأة ان بطلة الفيلم شيماء الصباغ تعرضت في حياتها لتجربة مشابهة قبل طلاقها من زوجها وهو ماكشفته قائلة : توحدي مع الدور نابع من أنني عايشت نفس التجربة حتى حصلت على الطلاق ، بالفعل طلبت من المحامي تحريك دعوى خلع ضد زوجي السابق وقتها وعانيت مرارا ، وأعرف ان المرأة السعودية تعاني كثيرًا فيما يتعلق بقوانين الاحوال الشخصية ، ناهيك عن الموروث الاجتماعي المتشدد .

وأضافت : تعرفت على محمود الصباغ من خلال عملي كمصممة أزياء ، وبعدها عرض علي الدور في الفيلم ووافقت ، في البداية كنت متخوفة  خاصة أن الفيلم يتعرض لمناطق تعتبر مقدسة عن العامة وهي مسألة الدين والقضاء والمحاماة، ولكن إيماني وثقتي بالله دفعتني إلى اجتياز التخوفات، خاصة أني أؤكد أني متدينة وأحب الدين والشريعة، لكن للأسف استغلال الدين وتطويعه لأهداف ما هو الأمر غير المقبول، كما أن الرقابة وافقت على الفيلم بعد تصويره، وهو ما يمكن أن يساهم في عرضه في السعودية إذا حصلنا على الموافقات.