الشهيد محمد المغاوري
الشهيد محمد المغاوري


حكاية الشهيد محمد المغاوري بطل السنطة

فوزي دهب- أحمد أبورية

الجمعة، 23 نوفمبر 2018 - 08:52 م

حكاية شهيد «السنطة» كما يرويها والده:

 

أصيب أثناء قتله لـ4 إرهابيين.. وعقب شفائه طلب إعادته إلى سيناء لتطهيرها


كتب رسالة وداعية قبل استشهاده وكأنه يعلم مصيره


حالة من الفخر الشديد ظهرت في نبرات صوت والد الشهيد النقيب محمد المغاوري، أبن عزبة أبو هشيمة التابعة لمركز السنطة في محافظة الغربية، وهو يحكي قصة نجله الذي استشهد قنصًا على إحدى النقاط الحدودية بين مصر وإسرائيل، أثناء محاولته ضبط الإرهابيين وقت قيامهم بعملية تهريب للأسلحة.


 الشهيد محمد المغاوري، سبق وأمد الله في عمره وأنقذه من الموت بأعجوبة حينما كان في مهمة للقضاء علي 4 إرهابيين وأصيب إصابات بالغة، وفور تعافيه من الإصابة طلب إعادته من جديد إلى شمال سيناء ليواصل القضاء علي الإرهابيين وينتقم لزملائه الذين نالوا الشهادة قبله، حتى قضى نحبه.


قصة الشهيد محمد كما يرويها والده لواء شرطة المتقاعد المغاوري عبد الغني عبد الحميد، قائلًا «إن نجلي الشهيد محمد تخرج ضابط عمليات خاصة من كلية الشرطة، وحصل علي عدة فرق من المخابرات الحربية وفرق تخصصية وعمل بالدخيلة في الإسكندرية، ثم تم تكليفه بمأمورية في العريش لضبط 4 من الإرهابيين كأحد أفراد العمليات الخاصة، وكان برفقته ضباط من زملائه ولكنه تعرض للموت في هذا اليوم و4 مجندين.


وتابع اللواء «المغاوري»،: «ولأن محمد كان من الضباط الشجعان الذي يواجه الإرهابيين بكل شجاعة، فقد اقتحم وكر الإرهابيين بمفرده م أعلى سور الحديقة التي كانت تحيط بمخبأ الإرهابيين، ليقوم بفتح الباب لزملائه وأثناء فتح الباب فوجئ بالإرهابيين يطلقون عليه النيران، ولكنه استطاع القضاء علي 3 منهم وحده، قبل فتح الباب، وأثناء ملاحقة الإرهابي الرابع أصيب، بطلق ناري في كف يده اليمنى، ولكن الشهيد ظل يطارد الإرهابي ولم يتركه إلا بعد أن إصابة في فخذه ليتمكن زملاء الشهيد من ضبطه وتم القبض عليه».


ويكمل والد الشهيد حديثه قائلًا: «تم نقل محمد لمستشفى الشرطة، واستمر يعالج فيها لمدة شهرين بعد إصابته في يده اليمنى، وبعد خروجه من المستشفي طلبت منه ترك الخدمة في العمليات الخاصة إلا انه أصر علي الاسمرار في الخدمة في مكانه، مؤكدًا لي أن عمله ميداني وليس مكتبي وعند عودته لعمله تلقي إشادة من جميع رؤسائه وزملائه نظرا لشجاعته وبطولاته، مما دفع الشهيد لمواصلة العمل مع زملائه بكل شجاعة واستبسال».

 

أضاف والد الشهيد، أن محمد تقدم بطلب أثناء حركة التنقلات لنقله لشمال سيناء دون أن يخبرني ليتم تعيينه في إحدى النقاط الحدودية الخطيرة بين رفح وإسرائيل، نظرًا لشجاعته وهذه النقاط مهمتها منع تهريب السلاح إلى الأراضي المصرية وبعد صلاة الظهر وأثناء قراءته في المصحف وجد عملية تهريب سلاح تتم فتعامل معهم لمنعها، واستطاع أن يقضي علي 3 من المهربين ولكن أحد القناصة تمكن من الشهيد فأصابه من رأسه وخرجت عينه الشمال مما أدى إلى استشهاده.

 

وأكمل والد الشهيد، أن والدته توفيت قبل استشهاد محمد وكان لديها إحساس بأن محمد سوف يموت شهيدِا وذلك لشجاعته، حيث كانت تقول لوالده أن محمد سوف يموت شهيدًا، مؤكدا أن الشهيد كان يلبس اللباس الميري الخاص بي وهو طالب في الثانوية العامة، وفي هذه الأثناء كنت اخدم في جامعة المنيا وكان يقوم بارتداء ملابسي الميري في غيابي.


وأوضح اللواء المغاوري، أن نجله الشهيد هو الأصغر بين أبنائه وأن شقيقه الأكبر هاني مهندس اتصالات، وشقيقته هناء، دكتورة صيدلانية، ورغم انه كان أصغر أشقائه إلا انه كان يقودهم نظرا لقوة شخصيته.
وقال إن محمد كتب قبل استشهاده مودعا كل أصدقائه وأقاربه «لو أي حد له أي طلب يطلبه مني قبل الوداع  وأنا سوف أنفذه فورا»، وكأنه كان يودع الجميع.


 وأضاف والد الشهيد أن نجله كان يتمتع بحب الجميع وكان ذو أخلاق رفيعة وكان حريص علي أن تكون علاقته بالأصدقاء والجيران علي خير ما يرام، وكان لا يتأخر في قضاء أي طلب أو أي حاجة من حوائج الناس إذا ما تمكن من ذلك، مضيفا أن استشهاده ترك حالة من الصدمة عند الجميع اللذين لم يصدقوا الأمر عند سماعهم نبا استشهاده ولكن نحمد الله علي ما حدث.


واختتم والد الشهيد بقوله إن الدولة قامت بتكريم نجله، بالإضافة لقيامه بالحج أكثر من مره، كما أطلقت الدولة اسم الشهيد على مدرسته الابتدائية التي درس فيها وهي مدرسة الشنجلات الابتدائية    
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة