علم جبل طارق وتيريزا ماي
علم جبل طارق وتيريزا ماي


«جبل طارق».. معضلة جديدة تواجه «ماي» لإنهاء «اتفاق الانسحاب»

أحمد نزيه

الجمعة، 23 نوفمبر 2018 - 11:43 م

لم تلبث رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أن استقرت بعد معاناةٍ شديدةٍ على اتفاقٍ حول انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي حتى باغتها قضية جبل طارق، التي تمثل محل نزاعٍ بين بريطانيا وإسبانيا.

وتستعد رئيسة الوزراء البريطانية لقمةٍ بعد غدٍ الأحد مع القادة الأوروبيين في بروكسل، للاتفاق بصورةٍ نهائيةٍ على مسودة الاتفاق الخاص بانسحاب بريطانيا من التكتل الأوروبي، في نهاية أسبوعٍ وصفته تيريزا ماي بأنه أسبوعٌ حاسمٌ.

لكن القمة المدرجة سلفًا ربما تُلغى في اللحظات الأخيرة، حسبما صرح رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيث اليوم الجمعة  من العاصمة الكوبية هافانا، حيث يقوم بزيارةٍ رسميةٍ، بأنه من المرجح إلغاء قمة الاتحاد الأوروبي المقرر عقدها يوم الأحد لإقرار الاتفاق الخاص بخروج بريطانيا من الاتحاد إذا لم يتم التوصل لاتفاق بشأن قضية جبل طارق حتى ذلك الحين.

وأفادت شبكة "يورونيوز" في وقتٍ سابقٍ اليوم بأن مباحثات المفوضين الأوروبيين بشأن الاتفاق حول تبعية جبل طارق قد فشلت، قبيل 48 ساعة من القمة المرتقبة للمجلس الأوروبي.

الأمر بالطبع سيجعل الضغوطات الداخلية تزداد على رئيسة الوزراء البريطانية، التي لا تحظى خطتها بشأن الانسحاب من الاتحاد الأوروبي بالقبول الواسع في بريطانيا، ودفعت أربعة وزراء جدد للانسحاب من حكومتها بعد إقرارها، من بينهم وزير الدولة لشئون الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، دومينيك راب، كما أن نواب برلمانيين في حزبها يصفون خطتها بالمنبطحة، كنايةً عن التنازلات التي يرون أن ماي قدمتها للاتحاد الأوروبي.

مطلب إسبانيا

ورغبة إسبانيا في مسألة جبل طارق تتلخص في أن ينص الاتفاق المقترح أن القرارات الخاصة بجبل طارق يجب أن يتم الاتفاق عليها بشكلٍ ثنائيٍ بين إسبانيا وبريطانيا.

وتعتبر مدريد شبه جزيرة جبل طارق جزءًا من أراضيها، لكنها على أرض الواقع تقع تحت التاج البريطاني، مع تمتع جبل طارق، الموجودة أقصى جنوب شبه الجزيرة الأيبرية (إسبانيا والبرتغال) بالحكم الذاتي.

وكانت جبل طارق مستعمرة بريطانية حتى عام 1981، وبعد إنهاء فرض الحكم المباشر من قبل بريطانيا على المنطقة، طالبت إسبانيا بحق السيادة على جبل طارق بعد أن تخلت عنها لبريطانيا وفقًا لمعاهدة أوتريخت عام 1713.

ومعاهدة أوتريخت هي المعاهدة التي أنهت حرب خلافة العرش الإسباني، التي استمرت لنحو أربعة عشر عامًا بين عامي 1701 و1714، والتي على أساسها استرجعت بريطانيا المستعمرات الإسبانية التي استولت عليها في كلًا من جبل طارق ومينوركا وواحدة من جزر الباليار.

وضعية جبل طارق

وحاليًا تتمتع جبل طارق بالحكم الذاتي، ولها برلمانها المستقل المؤلف من 17 عضوًا فقط، في البلد الذي يبلغ تعداد سكانها 30 ألف نسمة فقط.

ويقول رئيس وزراء جبل طارق فابيان بيكاردو إن جبل طارق ستكون جزءًا في أي اتفاق حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ومعظم سكان جبل طارق من أصول إنجليزية، ولغتهم الأولى الإنجليزية، وقد أجهزوا خلال السنوات الماضية على طلبات إسبانية لبريطانيا بضم المنطقة عبر المحادثات، باحتجاجهم على أية خطوات تجعلهم يتحولون من التبعية للتاج الإسباني بدلًا من التاج البريطاني.

جبل طارق لا تحظى بأي اعترافٍ دوليٍ في الأمم المتحدة كدولةٍ مستقلةٍ، ولكنها حصلت مؤخرًا على اعترافٍ رياضيٍ من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، وشاركت في التصفيات الأخيرة المؤهلة لكأس العالم، الذي جرى في روسيا صيف العام الحالي.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة