أسرار البيوت على «صفحات الفضفضة».. قنبلة تدمر الأسرة والمجتمع
أسرار البيوت على «صفحات الفضفضة».. قنبلة تدمر الأسرة والمجتمع


أسرار البيوت على «صفحات الفضفضة».. الخراب يبدأ من هنا

نشوة حميدة

السبت، 24 نوفمبر 2018 - 01:11 م

 

«يوميات زوجة مفروسة» صفحة تكشف الستار عن سيدات «مقهورات» وأزواج «مفتريين»


«حفلة تعذيب» يومية من نصيب «هبة» من «الزوج غير المصري».. وتصرخ: انقذوني


اعترافات «س» تفتح عليها أبواب الجحيم.. و«سيدة» تشكو زوجها «التقليدي» بسبب صديقه «ماجد»

 

سارة» تحارب «المعجبة» على «قهوة المصريين».. وكرامة «ولاء» تنقذها من تحكمات «سلفها»


زوج «سناء» المدمن «كابوس لا ينتهى».. وإيراد «الدروس الخصوصية» يكشف «ندالة» أبو العيال


 
«البيوت أسرار».. وعندما تخرج أبسط تفاصيل الحياة الزوجية من أحد الأطراف، يُدق أول مسمار في نعش الحياة الزوجية، ويُفتح باب الخلافات التي عادة ما تنتهي بالطلاق أو الانفصال.


وتحت السقف الواحد الذي يستر تفاصيل الحياة الزوجية، تتعدد وتتنوع القصص الغريبة بين الزوجين، بعضها لن تتخيل أحداثها، ما يؤكد أن بإمكان أي أثنين أن يعيشا تحت سقف واحد ويكونا غريبين.


 
«أسرار البيوت» على «فيس بوك»


وامتلأت صفحات الفضفضة على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة «فيس بوك»، بأسرار البيوت التي تتكشف من أحد الزوجين، بعضها تعلق بعنف الأزواج، وقصص أخرى تتعلق بالخيانة الزوجية، ونرصد أبرزها، وطرق وقف هذا الغول الذي يدمر الأسرة المصرية.
 

يوميات زوجة مفروسة.. سيدات «مقهورات» وأزواج «مفتريين»


البداية من صفحة «يوميات زوجة مفروسة» التي تحولت إلى ساحة حرب بين السيدات والرجال، للتراشق وتبادل وجهات النظر بشأن الخلافات التي تنشأ بين أى زوجين، كما حرصت الصفحة على نشر عدد من قصص زوجات مقهورات في بيوتهن، أو أزواج مقصرون، وامتد الأمر رصد تفاصيل تعذيب رجال لزوجاتهم .


 
قصة «هبة».. وجحيم الزوج غير المصري


اشتهرت قصة «هبة» بين رواد الصفحة، تلك السيدة التي تعرضت لـ«حفلة تعذيب يومية» على يد زوجها الخليجي، وتطلب الطلاق، فلجأت لتلك الصحفة باعتبارها «قشة» قد تنقذها من جحيم هذا السادي .

 


وقالت الصفحة على لسان «هبة»- :«أنا عندي مشكله تاعبة أعصابي جدا ونفسيتي زفت بسببها وياريت تنزلوها بس بدون اسم، أنا عمري ٣٠ سنة ومتجوزه من ٥ سنين تقريبا، انا بابا متوفي وماما متجوزه المهم انا اتجوزت اول واحد جالي لاني كنت مش مرتاحه في بيت جوز ماما مش علشان هو مش كويس لا بس علشان كنت طول الوقت حاسه اني ضيفه عنده وده احساس صعب ..اتجوزت واحد مش مصري وعمره ٤٥ سنة تقريبا هو كان متجوز ومطلق وعنده ٦ أولاد، وبعد الجواز جابني علي بلده المشكله بقي ان جوزي بيضربني ويبهدلني وولاده عايشين معانا وقارفني في عيشتي من شتيمه وقله ادب».


وأضافت: «استحملت كتير بس لقيته كمان عمال يماطل في موضوع الخلفه كلمته عشان يطلقني رفض، وقالي خلي مامتك تكلمني وتقول طلقها رحت مكلمه ماما لقيتها بتتهرب كلمتها تاني قالتلي انا مش هكلمه وخليكي عايشه وخلاص مع اني قلتلها كل اسبابي بس رفضت تكلمه وحسيت منها انها مش عاوزاني ارجع تاني بيتها، وطبعا انا اتحرجت الح عليها وخاصه ان جوزها مش بابا ومضطر يتحملني انا دلوقتي اعصابي تعبانه جدا وبما اني في بلد غريبه معرفش حد ممكن الجأ له».

تابعت تفاصيل الحكاية، قائلة: «هو رافض يطلقني بحجه انه بيحبني بس انا نفسي اخلف طفل وقلتله وهو كل ردوده ان شاء الله والله كريم انا مؤمنه بالله طبعا بس لازم نسعي وهو مش بيعمل اي خطوه ايجابيه، انا دلوقتي خلاص كرهت عيشتي معاه وكرهته هو كمان ومش عارفه اتصرف ازاي بعد ما ماما اتخلت عني ردوا عليا بليز ضروري، انا حاسه اني قربت ادخل في متاهات المرض النفسي».


 

 


اعترافات «س» تفتح عليها أبواب الجحيم


وعلى صفحة «اعترافات».. تنوعت قصص وحكايات النساء على طريقة «هبة»، فحكت «س» قصتها قائلة: «أنا عندي 22 سنه متجوزة وكل يوم جوزي بيضربني ويبهدلني، وكان وعدني بحجات كتيرة حلوة، وكدب عليه ومبهدلني.. أعمل ايه؟».
 وتفاعل رودا الصفحة مع قصة «س»، ونالت سيلًا من التعاطف، وبعض الشتائم لإخراجها أسرار البيت.
 


زوجي «التقليدي».. وصديقه «ماجد»


وتحت عنوان «من غير اسم»، بدأت سيدة أخري في كشف تفاصيل أزمتها الأخيرة من زوجها «غير الطموح»، وقالت: «انا متجوزة بقالي سنتين، وجوزي تقليدي اووي معندوش نسبة طموح خالص خلاص هوة راضي بالوظيفة والحياة اللي احنا فيها حاولت اقنعه ان مفيش فايدة كل اللي طالع علية احمدي ربنا غيرك مش لاقي يأكل، العكس بقي في صاحبه ماجد بصراحة راجل طموح كل شهر يكبر عن اللي قبله، بدأ بمشروع صغير دلوقتي عندو عربية وشركة ودايما لما يجي عندنا يقعد يتكلم انا هعمل كذا الاسبوع الجاي، انا علي السنة الجاية هكون عملت كذا، وفعلا بيوصل وبيعمل الي بيقول علية وجوزي كل اللي علية يقولو ربنا يوفقك .. مش عارفة اعمل اية بجد ؟؟».

 


 
قهوة المصريين.. سارة تحارب «المعجبة»


ومن «قهوة المصريين»، كشفت سيدة تدعى «سارة»، أنها متزوجة منذ أكثر من 10 أعوام، ولديها بنتين، وزوجها يعمل في مكان مستقر، إلا أنها ذكرت: «بس بقالي فترة حاسة انه بيكلم واحدة زميلته في الشغل وشكلهم كده بيتقابلوا ويخرجوا مع بعض ! اعمل ايه؟؟».


 
كرامة «ولاء».. وتحكمات شقيق زوجها


وتحت عنوان «من غير اسم»، سرد «أدمن» صفحة «مشاكل اجتماعية للنقاش» حكاية «ولاء» الطالبة التي تعاني أيضًا من عنف الزوج، وتحكمات شقيقه، وانتهى الأمر بها إلى الطلاق.

 

 


وقالت: «لو سمحت انا متجوزة بقالي سنتين وفي اخر سنة في الجامعة وجوزي شوية يكون حنين اوي وبيعملي كل شي كويس ولكن مجرد ما نتخانق مع بعض يقلب ضرب واهانة وشتيمة ولما اشتكي لاهله يقولولي انتي اللي بتستفزيه واهلي كذا مرة يبقو عاوزين يطلقوني منه بس انا برجعله وبسامحه وبقول يمكن يتغير بس اخر مشكلة دي اني تعبت انو مش عملي كرامة عند اهله اخواته ديما يطلبو مني اني اقوم اروق الدنيا عند حماتي وهما قاعدين في حين ان ليا سلفة بردو بتفضل قاعدة لان دي جوزها عاملاها كرامة جدا عندهم اخر مرة دي كنت عند حماتي وجايه تعبانه جدا».


وأضافت: «واخوه بيقولي قومي روقي الشقة واغسلي وهو قاعد منطقش، انا صعبت عليا نفسي اوي انو مش عملي كرامة ولما جيت اعتبه بعد ما روحنا قالي احمدي ربنا اني مش بوديكي تنضفلها ع طول، ولما زعلت من كلامه دا وقولتله انتو مش قادرين غير عليا اتخانق معايا وطلقني ودلوقتي دي تاني طلقة انا اسفة اني طولت عليكم، بس فعلا انا تعبانة جدا وصعبا عليا نفسي منه لاني استحملته كتير اوي وبحبه بجد وهو يعمل فيا كدة.. هل انا غلطانة؟».


مشاكل اجتماعية للنقاش.. الزوج المدمن


وعلى نفس الصفحة، اشتكت «سناء» من زوجها مدمن المخدارت، قائلة: «لو سمحت انا متزوجه بقالي اربع سنين وعندي ولد، بس المشكله في جوزي اكتشفت انه بيشرب مخدرات ووجهاته بكداه قالي كله بيشرب مافيش حد دلوقتي ما بيشربه، بس انا مقتنعتش بكلامه، وهو كويس معايا بس انا ندمت لما اتزوجته بس في نفس الوقت مش عارفه اعمل ايه».
 


الزوج «العاطل».. والدروس الخصوصية


وعلى نفس الشاكلة، سردت زوجة أخري- رفضت الإفصاح عن اسمها-، قصة معاناتها مع زوجها العاطل، قائلة: «أنا ست متجوزه من١٠سنين، جوزي بقى راجل تقدروا تقولو جهده على قده ملوش في حوار الشغل والشقى والمرمطه والكلام دا، يشتغل يجيب الي يدوب يسد الضروريات».


وأضافت قائلة: «وعلشان ربنا سترها معايا رزقه بوظيفه حكومه حققتله كل طموحه الي هو مكتب وقاعده و١٠٠٠جنيه كل اخر شهر طبعا بعد التثبيت قبله  كانو٣٥٠مش مهم يكفو ولا لا المهم انهم ثابتين وبيجو من غير تعب ولا مرمطه، دا بالنسباله طبعا طب يلا اشتغل بعد الظهر وكفي البيت بالذات بقى فيه طفل تالت جه غلط مكنش بيسد كتير، وكان شغل زي قلته يقعد يحسب هو محتاج ٢٠٠جنيه يشتغل على قدهم والباقي يقضيه غياب وخناق مع صاحب الشغل».


وتابعت: «أمي كانت بتساعدني بفلوس ودي حاجه كانت بتقهرني وهو شايفها عادي وعلشان ربنا كريم ارادليا الستر من عندو اصلي بنت ناس ومش واخده على البهدله وفتح ليا باب رزق واسع بقيت ادي دروس في البت واتعرفت الى حد ما، وبحاول ابذل كل جهدي والله ممكن اشرح الدرس ٣مرات في اليوم علشان مطيرش اي عيل بيجيلي شغل ليل نهار والحمد لله قدرت اكفي بيتيى يعني احط اد الي هو بيحطو مرتين وحيتنا».

 


وتابعت: «اتحسنت واللي يفيض عن حاجه البيت اركنه،  وطبعا بيتصرف في الصيف ومفرقتش بين دخلي ودخله، انا تقريبا شايله٧٥٪من البيت، المهم انا ركنت مبلغ كدا وجه جوزي قرر ياخده وظبط اموره عليه مع اني كنت هجيب بيه حاجه للبيت، اخد المبلغ وورطني في جمعيه كمان ابتديها كمان كام شهر علشان اسدد مبلغ تاني استلفو علشان يجيب الي هو عايزه، ومجرد ما حس اني زعلت مع اني والله متكلمتش قعد يهلفط بالكلام ان دا حقه، شغلي بياخد من حقوقه، وهكذا وقال انه زهق مني وعنده تراكمات».


وأضافت في نهاية حديثها :«المهم عديت واتصالحنا واخدتة ونزلنا جبتله  وللعيال لبس للشتا واسلمت بنصيبي، مفيش اسبوعين احس اني تعبانه واروح اكشف الدكتور يقولي محتاجه عمليه هتكلف مبلغ طبعا مش معايا قلت، اقولو يمكن يقولي هنصرف، لقيته مهتمش اصلا، وقالي ابقي اعمليها، ومن ساعتها مجبليش سيره، ولا قالي هتعملي ايه ولا حتى قالي سلامتك ولا نشوف دكتور تاني، انا حاسه بالقهر والله، ومبتكلمش بصحى ادور في الساقيه وانام وانا بعيط ومش عارفه هتعلج ازاي وانا مديونه بسببه لسنه قدام».


 
الأزمة.. والحل


في هذا السياق، تقول د. إنشاد عز الدين، استاذ علم الاجتماع العائلي بكلية الآداب بجامعة المنوفية، إن «كشف أسرار البيوت»تحولت الى ظاهرة اجتماعية وليست فردية، ولها علاقة بظواهر سلبية أخري مثل التفكك الأسري والانفصال، والتأثير على الأبناء، مضيفة أن بعض الزوجات تنشر فضائحها أو «غسيلها غير النظيف» على «السوشيال ميديا» دون أن تشعر، متابعة: «في ستات كتير ظروفها أصعب، وأزواجهم معقدين، لكنهم يحتفظون بأسرارهم بيت 4 حيطان».


وذكرت في تصريحات لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن «فيس بوك» ليس وسيلة تواصل اجتماعي وليس ساحة لاستعراض العلاقة مع الزوج وسلبياته، وتفاصيل العلاقة الزوجية، مشددة على أن ذلك يدمر العلاقات والأسرة، والمجتمع ككل.


وتابعت: «طبعًا كل ذلك يؤثر بالسلب على الأبناء وتنعكس على تصرفات الزوجة تجاه زوجها وبيتها وأولاها، فهى تضخم المشاكل بيدها».

عن الحل، نصحت «إنشاد» الزوجات بعرض مشاكلاتهن على أقرب صديقة أو الأم، أو خبير  اجتماعي مختص، مستطردة: «كلام السوشيال ميديا ملوش لازمة، والنصيحة من ناس لا تعرفيها وغير مختصة ملهاش لازمة، حافظي على أسرار بيتك وعلاقتك بزوجك، وتناقشي معه أيضًا بطريقة متحضرة».

وذكرت الخبيرة الاجتماعية في نهاية حديثها: «الشرع والدين أمرونا بالستر، فاحتفظي بخصوصياتك داخل بيتك».
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة