أحمد مجدى أحمد على
أحمد مجدى أحمد على


في إطار مهرجان القاهرة السينمائي الـ40..

أحمد مجدي.. عفوًا لن تعيش في جلباب والدك

منال بركات

الأحد، 25 نوفمبر 2018 - 02:27 م

ترددت كثيرا قبل كتابة هذه الكلمات عن العمل الأول للمخرج "أحمد مجدي" وفيلمه "لا أحد هناك" لأسباب عديدة، أولها أن البدايات الأولى لأي مخرج شاب تبدو صعبة خاصة في مصر، والبحث عن مكان في عالم الإخراج أصبح يبدو كأنه ضرب من الخيال في ظل الحالة الإنتاجية التي تعيشها السينما المصرية.


ولكن ما شجعني أن أحمد مجدي فنان متحقق على أرض الواقع، وخلال السنوات الماضية قطع شوطًا لا بأس به في مجال التمثيل وحقق مكانة محتملة تؤهله أن يخطو إلى الصفوف الأولى إذا عمل على هذا النحو، فكل مؤهلاته الشكلية تدفعه إلى أن يكون نجمًا قادمًا، بقليل من الصبر والجهد، كما أن وسامته تلك دفعت المعلنين إلى اتخاذه موديلا في عدد من الإعلانات. 


وهو ما يؤكد نظريتي أنه فنان وممثل جيد ولديه قبول طاغٍ وخامة صالحة للصفوف الأولى، ولكن بجهد حقيقي حتى يتطور مع الأيام،  فهو بدأ بانطلاقة قوية منذ عدة سنوات جعلته يقطع شوطًا مقبولاً، سواء على مستوى السينما أو التليفزيون.


وقبل عرض فيلمه تحدث "أحمد" على استحياء ليطلعنا أننا أمام تجربته الأولى التي استغرقت أعوام لتخرج للنور وهي من إخراجه وتأليفه وتصويره، ومشارك في الإنتاج أيضا، وأوضح أن فيلم "لا أحد هناك" يتعرض للتيه والضياع الذي يشعر به أبناء هذا الجيل واستغرقت كتابته عدة سنوات، كلمات حقيقية عميقة تنم على أننا أمام إنسان معني ومهموم بقضايا الجيل، شأنه شأن كل مفكر ومتأمل لمجريات الأحداث. وهذا حقه الذي لا يمكن أن يغفله مخلوق، ولكن حقنا نحن المشاهدين أن نرى فعلا فيلمًا بمواصفات سينمائية سليمة وحقيقية.

 

الآمال شيء والواقع أمر آخر، وعلى مدار 75 دقيقة هي المدة الزمنية لهذا الشريط الفني، كشفت الصورة أن الفكرة التي يقدمها المخرج غير كاملة في ذهنه، والعيوب التي بهذا العمل ضخمة جدا، أولها السيناريو الذي هو عماد المنتج السينمائي وأحد أهم عناصر الفيلم غير موجود، ويمكن اعتماد المخرج هنا على وجوه جديدة غير محترفة للتمثيل مع إدارة مخرج شاب لا يملك خبرة واسعة ولا يملك أدواته بعد، انعكست بقوة على الشاشة فجاء الأداء باهتًا ضعيفًا أقرب إلى الاسكتشات المجمعة عن مشاكل جيل وضياعه.

 

ثلاث فتيات يقطنّ "غالبا" شقة مفروشة، وحيدات بلا أهل أو سند، لكل منهن أزمة، إيمان والتي تبدو هي الشخصية المحورية في البيت، تسعى لمساعدة زميلتها في السكن  للتخلص من حملها قبل سفرها إلى بلدتها، وتشاركهما الأزمة شريكتهم الثالثة في البيت، أحمد صديق إيمان يجد نفسه مضطرًا لمساعدة صديقة حبيبته، وجلب مبلغ مالي لإجراء عمليه الإجهاض، يتورط في عراك مع أشخاص آخرين، يدينون له بالمال، وهناك قصة الزرافة التي تحمل وتنجب بمفردها ويسعى الشباب أن يهربوا بها من حديقة الحيوان، تلك القصة التي استهل الفيلم سردها وسط مجموعة من "المساطيل" بدخان الحشيش.. سيناريو مفكك وفكرة غير ناضجة أو واضحة.

 

هذا العمل الأول لـ"أحمد" دفعني لأفتش بذاكرتي وأعود لنحو 20 عامًا وبالتحديد في ليالي مهرجان القاهرة السينمائي عام 1995، عندما قدم المهرجان أول أفلام المخرج مجدي أحمد علي، والسيناريست محمد حلمي هلال، ورائعتهما "يا دنيا يا غرامي". ووجدتني أتساءل هل من الضروري أن يعيش كل ابن في جلباب أبيه؟ لماذا لا يقنع البعض بالنجاح الذي وصل إليه ويدفع بنفسه إلى التطوير للاستمرار في التفوق؟ أعلم أن المقارنة قاسية ولكن للضرورة أحكام، فالفن ليس به وساطة، أحمد مجدي أحمد على موهوبًا، ولكن ليس في كتابة السيناريو أو الإخراج.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة