يوم في محكمة الأسرة.. «منى» تخرج بـ«عاهة مستديمة».. و«التوك التوك» يحول حياة «بطة» لجحيم
يوم في محكمة الأسرة.. «منى» تخرج بـ«عاهة مستديمة».. و«التوك التوك» يحول حياة «بطة» لجحيم


يوم في محكمة الأسرة.. «منى» تخرج بـ«عاهة مستديمة».. و«التوك التوك» يحول حياة «بطة» لجحيم

نشوة حميدة

الأحد، 25 نوفمبر 2018 - 05:25 م

«أم إيمان» تتمرد على «الحاج متولي».. و«شروق» في دعوى النفقة: «اللى يجي منه أحسن منه»


«سامية» تطلب الخلع بسبب «الزوج الحشاش».. و«أم بطة»: «طرد بينتي بهدوم البيت»

 

«نادية»: «جوزي مبيسحتماش وريحته وحشة».. و«منى»: «مدمن البودرة سبب لي عاهة مستديمة»

 


«قضايا تشيب الرأس.. وأخرى تحير العقول.. وثالثة تغلب عليها الطرافة.. أسرار بيوت.. وحكاوي فرضت نفسها على الجميع».. بكل هذا وأكثر من تلك القضايا امتلأت دفاتر محكمة الأسرة بزنانيري، التي تحولت أروقتها إلى «بيت عيلة كبير» لوضع حل أخير للخلافات الزوجية، بعد خروج أحد الأطراف عن صمته، وإعلان رغبته صراحة في «الانفصال.. الخلع.. أو النفقة». 


وترصد «بوابة أخبار اليوم» أحدث وأطرف وأغرب الحكاوي من دفتر أحوال محكمة الأسرة في السطور التالية:

 

مأساة «سامية»
في ركن منزوِ بالمحكمة، جلس رجلين يتبادلان الحديث، وفجأة تعالت صيحات أحدهما بعد أن أطلق عشرات اللعنات على زوج ابنته.


اقتربنا من الرجل، وهو «عم أحمد» لتعرف على سر غضبه، فقرر فتح قلبه لنا، قائلًا إن ابنته «سامية» تطلب الخلع بعد 15 سنة زواج، موضحًا أنها لديها طفلين في مراحل تعليمية مختلفة، ويحتاجان إلى اهتمام ورعاية نفسية واجتماعية ومادية، إلا أن الزوج يرفض رعايتهما، والصرف عليهما، مؤكدًا أنهم طالبوه بالنفقة لكنه تنصل من كل واجباته، لذا قرروا تحريك دعوى خلع ضده.


يضيف: «بنتي بقالها 15 سنة في عذاب، أجبرتها على الزواج من ابن صاحبي، عشان كنت فاكره زي أبوه، بس يخلق من ضهر العالم فاسد، تزوجت بعدما اقنعتها به، وفي النهاية ضربها وأذاقها كل ألوان العذاب، كان بيشرب كل أنواع المخدرات وليل نهار يدخن حشيش، هي تحملت كثيرًا، ولجئنا لأهله إلا أنهم لم يستطيعوا السيطرة عليه لسنوات، وفى النهاية بنتي زهقت من العيشة، وقررت تخلعه، مش عاوزين حاجة منه».

 

«زوجي مبيسحتماش»
«مبيسحتماش وريحته وحشة».. هكذا ردت «نادية» على سؤال القاضي «هتخلعيه ليه!»، معززة أقوالها بمواقف من حياتها الزوجية، فعادت بالذاكرة للوراء، وقالت: «يا حضرة القاضي جوزي ميبيستحماش».


وأضافت: «ريحته وحشة كأنه طالع من الزبالة، طالبته أكثر من مرة بالاستحمام قبل المعاشرة، وقالي بيستحمى وهو مبيستحماش، أنا مش طايقة ريحته، ولا طايقة أعيش معاه، أبوس ايدك يا بيه خلصنى منه، مش عاوزاه ولا عاوزة منه حاجة».

 

«جحيم إمبراطور التوك توك»
ومن «نادية» إلى «أم بطة» التي بدأت حديثها عن مأساة ابنتها التي تزوجت في عمر الـ16 بسبب قصة حب مشتعلة، قائلة: «بنتي ماشفتش معاه يوم حلو.. ربت عياله ورماها في الشارع»، مضيفة بصوت متردد، وأنفاس متسارعة أن ابنتها أحبت زوجها، وأجبرتهم على الزواج منه في سن صغير، واستجابوا لرغبتها بعد أن هددتهم بالانتحار.


وتسرد تفاصيل الحكاية، قائلة: «ابنتي تزوجته في البداية عن قصة حب، كتبوا عرفي عند محامي، وبعد فترة تزوجا رسميا.. حطيتنا تحت الأمر الواقع، وأبوها قال هجوزها وأمري إلى الله، وتم الزواج».


وتضيف: «تأبيدة يا بنتي، عاشت معاه 25 سنة، ومش مريحها في العيشة، بيضربها، والمعاملة وحشة، ربت أولاده الثلاثة بعد وفاة زوجته الأولى، لكنه لم يصرف عليها ولا على أولادها وشغل العيال على تكاتك، وبياخد الفلوس آخر اليوم يشرب بيهم».


وتابعت: «بنتي طالبته بمصروف فضربها، وكان جزائها في النهاية الطرد من الشقة بملابس البيت وقررت الخلع، والعيال أبوهم ماسك فيهم عشان مسرحهم على تكاتك، وبيجبوا فلوس، قولنا له طلقها مش راضي، احنا عاوزين نغوره، شربنا المر، وطلع قليل الأصل». 

 

وتابعت: «بقالنا 4 أشهر في مرار طافح في جلسات بالمحكمة، بس أنا خيرتها بين العيشة والطلاق، وهي قرت الخلع، أنا شيلت إيديا من الموضوع، في النهاية هو اختيارها وعليها تحمل العواقب».


«الحاج متولي»
وعلى بعد أمتار من حجرة صغيرة مدون على بابها مكتب المساعدات القانونية، جلست «الحاجة فوزية»، عابسة، صامتة، حاولت ابنتها «إيمان» التخفيف عنها، إلا أنها واصلت الغرق في صمتها، وعندما اقتربنا من «إيمان»، قالت بصوت مرتعش وابتسامة باهتة: «معلش .. اعذروها».


تضيف «إيمان»: «أبويا اتجوز على أمي 2 في شهرين، كانت قصة حبهما تضرب بها الأمثال، استمرت 30 سنة، ولكن الفلوس كتبت نهايتها».


وتواصل «إيمان» حديثها، قائلة: واحدة لفت على أبويا في ورشة الميكانيكا بتاعته، أغرته بالفلوس وخطفته من أمي، تزوجها بالفعل خلال 3 شهور، وطلعت نصابة، بعد أن انكشف أمره أمام أمي طلبت الإطلاق، رفض أبي، وأصر والدي على غيظ أمي وتزوج الثانية، وقالها هعمل زي الحاج متولي».


وتابعت: «رفعنا دعوى طلاق ضد أبويا، وسنتسكمل ذلك برفع قضية نفقة».

 

عاهة مستديمة
بجانب غرفة القاضي، وقفت «منى» تنظر يمينًا ويسارًا، تبحث بنظرات مترقبة عن المحامي حتى تطمئن على مسار قضية النفقة.


تسرد «منى» الزوجة الشابة حكايتها بصوت حزين، قائلة: «اتجوزت زميلى فى الشغل، بعد 4 شهور خطوبة، وبعد أسبوع من الجواز اكتشفت أنه مدمن مخدرات، بيضرب كله، كان بيعدل مزاجه بالبودرة كل يوم الصبح، ولما واجهته ضربني وبهدلني، وعاملي عاهة مستديمة».


وذكرت: «اتطلقت ورفع دعوى نفقة، قالى اتنازلى عن كل حاجة عشان أطلقك، قولتله مش عاوزة منك حاجة، قشطني واتنازلت عن كل حاجة حتى هدومي خدها، اديته القايمة بإيدي».


وأطلقت «منى» ضحكة ساخرة وهي تنهى روايتها: «مقدرتش.. أعيش إزاي مع واحد مدمن، أنا كنت عاوزة أخلص منه بعد ما حول حياتي لجحيم، بس النفقة من حقي».

 

«اللي يجي منه أحسن منه»
 أما «شروق»، صاحبة الـ24 ربيعًا، فجلست وحيدة تنظر في أوراق قضيتها، وعندما اقتربنا منها، قالت إن تلك الأوراق خاصة بدعوى النفقة الخاصة بها.

 

وعن حكايتها، تقول: «اتجوزت تقليدي عشان قالوا بينجح، وفى النهاية معرفتش أعيش معاه، طباعنا مختلفة، وفي النهاية قررنا الطلاق في صمت بعد 4 شهور، وعرفت أنه بيحب واحدة تانية، لذلك رفعت دعوى نفقة.. اللى يجي منه أحسن منه».

 

«خطف الطفل»
ومن قلب أسوان، جاءت «أمينة» بصحبة شقيقها في رحلة بالقطار استمرت أكثر من 12 ساعة إلى محكمة زنانيري، قصدت المحكمة لرفع دعوى «ضم حضانة» نجلها.


وتقول «أمينة»: «أنا جاية من آخر الدنيا، بعد ما جوزي خطف ابني، أخده للفسحة من أكثر من شهر في بشتيل- مكان سكننا القديم- وسافر، كلمت أهله قالولى انسيه».


وتضيف باكية: «اتطلقنا وديًا، واتفقنا على ضمي للصغير، إلا أن هرب به، ومنعني من رؤيته مجددًا، أنا مش عاوزه غير ابني.. هاتولي ابني».

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة