فرقة أرسلان
فرقة أرسلان


فرقة أرسلان.. الموسيقى هي «الحب كله»

منى صالح

الأحد، 25 نوفمبر 2018 - 09:59 م

 

مجلس فني من الماضي يتألق في سماء مصر الجديدة

 

موسيقى أغنية «دارت الأيام» تملأ نسمات مساء يوم خريفى جميل، تصل إلى أسماع المارة فى أحد شوارع حى مصر الجديدة، وتجذبهم روح الموسيقى  المتداخلة التى تنساب من الطابق الثانى لإحدى عمارات الشارع.

 

فهى ليست تسجيلا للأغنية، ولكنها جلسة عزف حية يقيمها الموسيقار أرسلان محمد رشدى وأصحابه من الموسيقيين المحترفين يستعيدون فيها تاريخ عظيم أتقنوا خلاله الموسيقى وعزفوها مع كبار الفنانين أمثال أم كلثوم، عبد الحليم حافظ، شادية، عبدالوهاب وغيرهم فكانت لهم كل شىء أو كما تقول أغنية أم كلثوم فهى بالنسبة لهم «الحب كله».

 

ويحرص أرسلان «72 عاما» منذ خمس سنوات على استضافة ذلك المجلس الموسيقى فى بيته الذى يضم حوالى 10 أصدقاء جمعهم الفن والصداقة منذ ستينيات القرن الماضى أثناء دراستهم بمعهد الموسيقى العربية، وبعد بلوغهم مرحلة المعاش قرروا أن يستكملوا إبداع العزف على آلاتهم التى احترفوها، فاتفقوا على يوم يجتمعون فيه ويلعب كل منهم على آلته فيضفى عليها من شخصيته وخبرته.

 

ويبدأ العزف بربط الآلات التى تشمل «الكامنجا، الناي، العود، الرق، التشلو والبونجز» مع «القانون» ثم التسخين بمقطوعات صغيرة ينطلقون بعدها بالأغنية المتفق عليها، ومن الممكن أن يدور نقاش وجدل بينهم لإخراج المقطوعة الموسيقية غير ناقصة حرفا واحدا فتخرج كاملة كأنهم بالفعل فى حفل موسيقى قديم يذاع على الهواء لأم كلثوم.

 

وأطلق أهالى المنطقة على المنزل اسم «بيت الموسيقار»، وأثناء العزف ينصت مرتادو محل العصائر الشهير الموجود تحته للموسيقى فيستمتعون بجلسة العزف التى تدوم ساعات، ويقول أرسلان: «لأننا بنعمل الحاجة بحب.. الناس كمان حبوه»، ويشير إلى أنه كان قد التحق بمعهد الموسيقى العربية بعد الإعدادية ثم أكمل دراسته بكلية التربية الموسيقية.

 

وأتقن خلال مشواره العزف على «الكامنجا» وعلمها لكثير من الطلبة الذين تخرجوا على يده حيث عمل مستشارا للتربية الموسيقية، وعمل أرسلان مع فرقة الموسيقى العربية لقائدها عبدالحليم نويرة وكان ضمن الفرق التى عزفت لشادية، محمد رشدى، محمد العزبى ومحمد عبد المطلب، أصالة، صابر الرباعى، سعاد محمد وغيرهم ليتوقف سنة 1995 ويتفرغ للعزف مع أصدقائه.

 

ومن أعضاء ذلك المجلس الموسيقى ميشيل كمال «49 عاما» عازف الجيتار وهوأصغر عضو معهم، تخرج فى كلية التربية الموسيقية وهو تلميذ لأرسلان، عمل مدرسا للموسيقى بالتربية والتعليم قبل أن يتركها ويتفرغ لعمله الخاص، يقوم ميشيل بتصوير تلك الجلسة الموسيقية ويضعها على موقع «يوتيوب» على الإنترنت، فيتلقى تعليقات إيجابية من أنحاء الوطن العربى، ويقول «عزف الموسيقى معهم شئ جميل يعطينى الخبرة».

 

ويرى ميشيل أن الكثير من الناس تصبح حياتهم مملة بعد المعاش، لكنهم نجحوا فى أن يجعلوا الناس تبحث عنهم بعد أن استطاعوا التأثير فى الشباب قبل الكبار، مضيفًا أنه يجب الاهتمام بالموسيقى فى مدارس الأطفال الذين كانوا يتفاعلون معه كثيرا أثناء تعليمهم، ووضع جميع أعضاء الفرقة بصمتهم فى كثير من الفرق القديمة، وأقدمهم عبد الفضيل محمد عازف الـ«تشيلو» الذى عزف مع أم كلثوم بعد أن رشحه السنباطى للالتحاق بفرقتها.

 

بالإضافة إلى إسماعيل عبد العاطى عازف الـ«بونجز»، محمد السعودى عازف الـ«رق»، محمد عواد، نور الدين على وماهر متولى عازفو الـ«كمان»، إسماعيل حسنى عازف «الناى» ورزق حسن عازف «القانون»، ويضيف أرسلان «احنا أصحاب من خمسين سنة معاشرين بعض وفى ألفة بينا ومواظبين على التجمع ده لأنه مش شغل دى حاجة بنحبها والناس انبسطت لما لاقوا حاجة حلوة يسمعوها».
 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة