صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


قصص وعبر| «الترزي» وخيانة في شهر العسل

علاء عبدالعظيم

الإثنين، 26 نوفمبر 2018 - 09:19 م

 

اتسعت عينا الترزي ذهولا، تتعاظم الدهشة على وجهه، لم يعد قادرًا على النطق بعدما عقدت المفاجأة لسانه، تتضاعف دقات قلبه، وشعر بالحمى تجتاح جسده، وكأن شيئًا رهيبًا يجثم على صدره، ويعتصر قلبه، حيث الزوجة في أحضان عشيقها داخل غرفة نومه، ويكتشف خيانتها وهو في شهر العسل.

اعتقد الترزي، أن الدنيا فتحت ذراعيها له بعدما حقق حلم عمره في بناء عش الزوجية، ونسي سهر الليالي والعمل ليل نهار لجمع المال، لم يشتكِ يومًا من انحنائه على ماكينة الخياطة، بل كانت صورة زوجة المستقبل لا تفارق خياله، وتتطاير كلمات الحب والغزل تداعب مشاعره فيزداد نشاطًا وطموحًا، غير مبال بما يشعر به من آلام أو إرهاق، ولم يكن يعلم أنه وقع ضحية زوجة خائنة لم تتذكر له معروفًا أو صنيعًا طيبًا، حيث قرر النزول إلى العمل أثناء شهر العسل لسد احتياجات المنزل، ولقضاء حوائج الزوجة التي اعتادت أن تستقبله بحلو الكلام، واستقبال الفاتحين.

وفي أحد الأيام، شعر بحالة إعياء شديدة ترك على إثرها العمل، وتوجه إلى المنزل يجر قدميه جرًا من شدة التعب، تداعب مخيلته ابتسامة زوجته التي تهون عليه كل متاعب الحياة، بينما كانت كل ثانية تمر تقترب أكثر من النهاية، وبأيد مرتعشة يفتح باب الشقة حيث الصمت يخيم على المكان، ولم يجدها في استقباله، ارتجفت أنامله، وراودت مخيلته الهواجس، ربما أصابها مكروه ولم يتمكن من إنقاذها، وبخطوات مثقلة توجه إلى غرفة النوم حتى وقعت الفجيعة على رأسه كالصاعقة حيث الزوجة بين أحضان عشيقها.

تملكته حالة من الفزع والجنون، يفرك عينيه غير مصدق ما يراه، وانطلقت صرخات مكتومة من بين ثنايا فمه يشوبها غضب وحنق، وتمزق أحشاءه وهرول مسرعًا إلى المطبخ وأمسك بسكين ولم يرى غير شعلة حمراء كالشهاب الخاطف في السماء الذي يبرق ثم ينطفىء ويختفي فجأة، وانقض على العشيق الذي حاول الهرب، وسدد له طعنة قوية اخترق على إثرها نصل السكين صدره ووقع في بركة من الدماء.
 

انطلقت صرخات الاستغاثة من الزوجة الخائنة، وهرولت مسرعة في محاولة للهرب من بين براثنه، لكن تجمع الجيران بينما جلس الزوج القرفصاء بجوار أحد أركان الغرفة يفسح لعقله الطريق حيث الأوهام تمزقه، وبصوت يجأر بالشكوى والمرارة يروي لرئيس نيابة حوادث شمال الجيزة خيانة زوجته له مع عشيقها الذي كانت تربطه بها قصة حب قبل زواجه منها، وبنظرات جامدة تائهة يعترف بقتل العشيق بعدما ضبطه داخل غرفة نومه مع زوجته الخائنة، واتهمها بالزنا.

صرح وكيل النائب العام بدفن جثة العشيق بعد العرض على الطب الشرعي، وتحريات المباحث حول الواقعة، وتقرر حبس الزوج المتهم وزوجته 4 أيضا أيام على ذمة التحقيقات.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة