فلاديمير بوتين وبيترو بوروشينكو
فلاديمير بوتين وبيترو بوروشينكو


مضيق كيرتش.. بوابة صراع جديدة بين روسيا وأوكرانيا

أحمد نزيه

الإثنين، 26 نوفمبر 2018 - 09:50 م

عند مضيق كيرتش، كانت إحدى حلقات الصراع الروسي الأوكراني تُكتب يوم أمس الأحد 25 نوفمبر، لتشتعل التوترات من جديد بين موسكو وكييف، اللذين يعيشان حالة من العداء تفشى في السنوات الأخيرة، بعد أن كانت أوكرانيا واحدة من الأقاليم المنضوية تحت لواء الاتحاد السوفيتي قبل تفككه.

هناك في مضيق كيرتش، عبر زورقان أوكرانيان صغيران مزودان بمدفعية وسفينة سحب، فبادرت روسيا بإطلاق النار عليهما، متهمة إياهما بدخول مياهها الإقليمية.

كييف بدورها لم تصمت إزاء ما حدث، واتهمت موسكو بالعدوان على سفينتين أوكرانيتين، نافيةً أن تكون السفينتين قد دخلا المياه الإقليمية الروسية - وفقًا لرواية موسكو.

ورأت روسيا أن توقيع الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو مرسومًا بفرض الأحكام العرفية لمدة 60 يومًا خطوةٌ تهدف إلى تأجيل الانتخابات في أوكرانيا، المزمع إجراؤها في مارس المقبل.

موقف روسيا

ولا تزال موسكو تحتجز البحارة الأوكرانيين، وترفض الإفراج عنهم، كما أعربت عن احتجاجها القوي على ما اعتبرته انتهاكًا صارخًا لقواعد العبور السلمي للسفن في مياه روسيا الإقليمية في البحر الأسود من قبل سفن تابعة للبحرية الأوكرانية يوم أمس.

وحذرت وزارة الخارجية الروسية، أوكرانيا من مواصلة التصعيد في بحر آزوف، حيث يوجد مضيق كيرتش والبحر الأسود، مطالبةً مجلس الأمن الدولي بعقد جلسة طارئة حول ما حدث.

كما صرح النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي، بأن روسيا لم تكن أبدًا المبادرة لتوجيه ضربة إلى أحد لكنها قادرة على حماية نفسها.

دعوة الناتو لروسيا

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرج دعا من جانبه روسيا اليوم الإثنين 26 نوفمبر، إلى الإفراج عن البحارة والسفن التابعة للبحرية الأوكرانية، قائلًا إنه لا يوجد مبرر لما تقوم به موسكو.

وقال ستولتنبرج في مؤتمرٍ صحفيٍ بعد اجتماع طارئ للحلف العسكري الغربي بناء على طلب أوكرانيا إن "ما رأيناه بالأمس خطير للغاية".

وأضاف: "كل الحلفاء أعربوا عن تأييدهم الكامل للسيادة الكاملة للأراضي الأوكرانية.. لا يوجد مبرر لاستخدام القوة العسكرية ضد أفراد البحرية والسفن الأوكرانية لذا ندعو روسيا للإفراج فورًا عن البحارة والسفن الأوكرانية التي احتجزتها أمس".

تجذر الخلاف

وترجع أسباب العداء بين روسيا وأوكرانيا إلى مارس 2014، حينما ضمت موسكو شبه جزيرة القرم من السيادة الأوكرانية، في وقتٍ كان أوكرانيا تعيش اضطراباتٍ سياسيةً على خلفية إسقاط حكم الرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش.

روسيا ضمت إقليم القرم من أوكرانيا، بعد إجراء استفتاءٍ شعبيٍ هناك في السادس عشر من مارس من ذلك العام، في خطوةٍ لم تحظَ باعترافٍ من كييف ولا من الاتحاد الأوروبي الذي تشغل أوكرانيا عضويته، وكذلك الولايات المتحدة.

وتعتبر أوكرانيا، روسيا تحتل جزءًا من أراضيها، فيما ترى الأخيرة أنها استعادت إقليمًا ينتمي لها تاريخيًا، في حين لا يعترف الاتحاد الأوروبي ولا الولايات المتحدة بخطوة ضم روسيا لشبه جزيرة القرم.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة