فلاديمير بوتين وبيترو بوروشينكو
فلاديمير بوتين وبيترو بوروشينكو


«بوتين» و«بوروشينكو» .. بطلا حرب تكسير العظام في أوروبا الشرقية

أحمد نزيه

الأربعاء، 28 نوفمبر 2018 - 06:27 م

 

رسم مضيق كيرتش ببحر آزوف وجهًا جديدًا لحكايةٍ متجددةٍ من الصراع الروسي الأوكراني، حينما صوبت موسكو نيران مدافعها تجاه زورقين أوكرانيين كانا يجريان بالقرب من شبه جزيرة القرم، محل النزاع بين البلدين.

 

صراعٌ بدأ وتجلى في مارس 2014 حينما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم من السيادة الأوكرانية، بعد استفتاءٍ شعبيٍ في الإقليم لم تعتد كييف بشرعيته، وكذلك الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

 

ومن ذلك الحين تعتبر أوكرانيا روسيا تحتل جزءًا من أراضيها، في حين ترى الأخيرة أنها استعادت جزءًا تاريخيًا من أراضيها ينتمي لها، ويأخذ الصراع على المستوى السياسي بين البلدين طابع العداء المستمر بين زعيمي البلدين فلاديمير بوتين وبيترو بوروشينكو

 

حرب شاملة ضد روسيا

وفي خضم الأحداث الجارية حاليًا، حذر الرئيس الأوكراني بوروشينكو من نشوب حرب شاملةٍ بين بلاده وبين روسيا، إن المعلومات الاستخباراتية تشير إلى حشد المعدات العسكرية الروسية بما فيها أرتال من الدبابات، قرب الحدود الأوكرانية.

 

وفرض الرئيس الأوكراني الأحكام العرفية في البلاد يوم الاثنين الماضي في أعقاب الهجوم على زورقين أوكرانيين وأسر بحارتهما، والذي كان يوم الأحد، وذلك بعد أن صادق البرلمان الأوكراني على فرض حالة الطوارئ بالبلاد.

 

وقال بوروشينكو، "يجب أن يفهم الجميع أنها ليست مزحة، البلاد معرضة لخطر حرب شاملة مع روسيا، وأن هذا ما حملني على فرض حالة الطوارئ في البلاد لمدة 30 يومًا".

 

واتهم نائب رئيس البرلمان أوكسانا سيرويد، بوروشينكو بمحاولة تأجيل الانتخابات الرئاسية المقررة في مارس، حيث لا يبدو أنه المرشح الأوفر حظًا.

 

وشدد الرئيس الأوكراني على ضرورة تمكين القوات المسلحة الأوكرانية من صد الهجوم البري الروسي واسع النطاق، وذلك حال وقوعه.

 

وتتهم كييف موسكو بالعدوان على مواطنين أوكرانيين، لكن روسيا تقول إن الزورقين عبرا مياهها الإقليمية بصورةٍ غير شرعيةٍ، متهمةً بدورها أوكرانيا بخرق القوانين الدولية.

 

رد صريح من بوتين

لكن الرئيس الروسي في رده على معرض الاتهامات الأوكرانية، ذهب بالحديث إلى منحنى آخر، فقد اتهم بوتين بوروشينكو اليوم الأربعاء بافتعال مواجهة بحرية مع روسيا في البحر الأسود مطلع الأسبوع بهدف زيادة شعبيته قبل انتخابات مقررة العام المقبل.

 

وتتضاءل حظوظ الرئيس الأوكراني الحالي في الظفر بولايةٍ ثانيةٍ في حكم البلاد، في الانتخابات التي ستُعقد في مارس من العام المقبل، وذلك وفقًا لمحللين.

 

وقال بوتين في أول تعليق علني له على الواقعة إن خطأ السفن الأوكرانية كان جليًا، وقد وصف ما حدث بأنه مسألة حدودية بسيطة، لكن بوروشينكو أراد افتعال أزمة صغيرة لزيادة شعبيته المنخفضة، "كان ذلك بلا شك استفزازًا"، حسب قول الرئيس الروسي.

 

وتابع بوتين، "دبر الرئيس الأوكراني ذلك قبيل الانتخابات، الرئيس ترتيبه الخامس من حيث الشعبية، وكان عليه القيام بعمل ما، استغل الأمر كذريعة لفرض الأحكام العرفية".

 

ومضى بوتين قائلًا إن أوكرانيا استغلت الموقف بنجاح للترويج للمشاعر المناهضة لروسيا وأن الغرب مستعد للصفح عن أخطاء ساسة أوكرانيا لأن ذلك يصب في صالح الرواية المعادية لروسيا التي تروجها كييف.

 

وقال الكرملين إن الرئيس الروسي رفض طلبًا من نظيره الأوكراني إجراء محادثات على خلفية احتجاز السفن الأوكرانية، لتستمر حالة العداء ولعبة الحرب النفسية بين الجانبين، التي هي أشبه بحرب تكسير العظام، عوضًا عن الحرب الشاملة التي تحدث الرئيس الأوكراني عن إمكانية اندلاعها.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة