مجسم لعميليات الطهي عند المصريين القدماء
مجسم لعميليات الطهي عند المصريين القدماء


حكايات| أكلات المصريين.. الخس للخصوبة والبلح للمجاعة و42 نوعًا من الخبز

شيرين الكردي

الأربعاء، 28 نوفمبر 2018 - 06:29 م

عادات غذائية فرعونية شقت طريقها إلى بطون المصريين فعاشت معهم إلى آلاف السنين من الفاكهة إلى «الطبيخ» فالمعجنات بكل أنواعها حتى ارتبطت بذكريات مميزة.

 

لم يكن الاهتمام بالطعام للأحياء فقط، فمنذ مصر الفرعونية وحتى الآن ظل القرابين أمرًا ثابتًا في الجنازات والمقابر، إذ كان المصريون القدماء يقدمون القرابين عند زيارة موتاهم في المقاصير العلوية للمقابر، وهناك قرابين مصورة على الجدران، اعتقادًا بأن المتوفى سيستعملها عند بعثه للحياة مرة أخرى في العالم الآخر، بحسب ما ذكره الدكتور حسين عبد البصير مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية. 


غذاء الموتى
 

ولا تزال تلك العادات نفسها، التي يهتم بها المصريون حاليًا حين يزورون موتاهم ويقدمون الأطعمة المختلفة مثل الكحك والفطائر والبلح والجوافة في العديد من المناسبات «رحمة ونورًا» على أرواح موتاهم.


اقرأ حكاية أخرى| الفراعنة والأسماك.. مزارع وتصدير و«جلسات كهربا»


ففي حجرة الدفن الخاص بمقبرة أحد الكهنة في سقارة، تم العثور على إناء على شكل إوزة به بعض العظام، ووُجد في مناظر موائد القرابين المصورة على جدران إحدى مقابر منطقة سقارة 16 نوعًا من الخبز و6 أنواع من النبيذ و4 أنواع جعة و11 نوعا من الطيور.


أما مقبرة الملك توت عنخ آمون فوجدت بقايا مأكولات كثيرة جدًا، ومنها إناء جعة ذات نسبة كحول كبيرة جدًا، وتُصنع البوظة حاليًا في مدينة الأقصر وغيرها من مدن مصر، من الدقيق والسكر والماء، ويشربها البعض لكونها تطرد الأملاح وتنشط الكلى.


يوميات البصل والفول


«الفول سر عدم انقراض المصريين».. ربما تلك الكلمات التي ألقها البعض من باب السخرية تحمل بين طياتها كثير من المعلومات عن حرص المصريين في الصعيد على مدار آلاف السنين على الإفطار بالخبز والبصل والفول والجبنة القديمة، إضافة إلى شرب البوظة.


اقرأ حكاية أخرى| عصر البن الجديد.. فراولة وشيكولاتة وتخسيس و«تحويجة العريس»


ومنذ زمن طويل كان الخبز والجعة من أهم الأطباق المنتشرة في مصر الفرعونية مع بعض من البصل والثوم والعدس والكرات والفجل والخس والخيار، ويعد التين والجميز والنبق والعنب والرمان والبطيخ والبرقوق من بين الفاكهة المستمرة من أيام الفراعنة.


وعرف الفراعنة أيضا الحساء المطبوخ، وكان من بين أشهر ما يقدم في القرابين الخبز والفطائر والجعة والفاكهة والعسل والبلح والزبيب واللبن والأوز والعجول، ووجد في مقابرهم أطعمة كثيرة مثل قطع اللحوم والحبوب والخبز والسمك والحساء والفاكهة والنبق والفطائر والعسل والخمر، وعمرت موائد نبلاء الفراعنة بالثيران والإوز والجعة والنبيذ والفاكهة والخبز. 


الملتوت والبتاو 


برع المصريون كذلك في تجفيف بعض الأطعمة لاستخدامها بعد ذلك، فجففوا الفاكهة مثل العنب والبلح والتين‏، وكان النبيذ واللبن والجعة ضمن مشروباتهم المعروفة، وحرصوا على تناول طعامهم على موائد صغيرة بها اللحوم والطيور والخضر والفاكهة، وكانت وجبات المصريين القدماء جماعية وعائلية مثلما يحدث الآن.

 

اقرأ حكاية أخرى| حلقة السمك بعزبة البرج.. مزاد على محصول «الأسطول»


وحالف الحظ الخبز المصري القديم فحافظ على كثير من أنواعه كما هي دون تغيير؛ حيث بلغت أنواعه 42 نوعًا، وهناك بعض منه مثل الملتوت والجرجوش والكسرة خبز «ت» والعيش الشمسي والبتاو، وكثير من تلك الأنواع لا يزال موجود في صعيد وريف مصر إلى الآن.


وقدمت الأسماك وجبة شهية لموائد المصريين، ومصدرها النيل والترع وغيرها، وكانت الأسماك النيلية هي البلطي والبوري والبياض والشيلان والقراميط، ولا يمكن نسيان حرصهم على تناول الفسيخ «السمك المملح» المصنوع من أسماك البوري، والذي يستهلك بكميات كبيرة حاليًا في عيد الربيع المعروف بعيد شم النسيم.


البصارة الفرعونية


ولعل من أهم الأطعمة التي عرفتها مصر الفرعونية، «الفول»، وكذلك الأكلة الشهيرة «البصارة» وهي ذات أصول فرعونية، أما العدس فقد استخدم بوفرة، وكان من أهم الأغذية التي تقدم كطعام لبناة الأهرام من العمال والفنيين وغيرهم وفي مصر الحالية، خصوصا في برد الشتاء. 



اقرأ حكاية أخرى|  بيتزا.. أكلة فقراء نقلتها «قصة حب» إلى العالمية


واستخدم الحمص كطعام مملح، وكنبات وهو ما يعرف الآن باسم الملانة، وكان الترمس يؤكل بعد نقعه في الماء وتمليحه، والثوم حظي بأهمية كبيرة، وكانت له مكانة عظيمة عند المصريين القدماء، وكان يؤكل مع الفجل، ويعتبر البصل من أقدم أنواع النباتات التي زرعها الفراعنة، أما الخس فهو غذاء الملوك وطعام الحكماء، وكانت له أهميته في الخصوبة، وكان رمزا لرب الخصوبة المعبود «مين».


ووجدت كميات كبيرة من البلح في مقابر الفراعنة، وتناول المصريون القدماء البلح طازجَا ومجففَا، وساهم البلح في إنقاذ مصر من المجاعة في أوقات شح الطعام، وما سبق يشير بقوة إلى أن أغذية الفراعنة، لا تزال صمام الآمان والضمان للصحة والحيوية وطول العمر لدى المصريين.

 

 

 


 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة