صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


«الســايبـر».. أوكـار لتربيــة الإرهابيين

محمد جمعة

السبت، 01 ديسمبر 2018 - 06:34 ص

 

إن وافقت على ذهاب طفلك إلى كافيهات الإنترنت -المعروفة باسم «السايبر»- فلا تتعجب إن عاد إليك وهو يحمل صفات عدائية أو لا أخلاقية، إذ أن ما يحدث داخل الكثير منها يؤهله لذلك، فما بين ألفاظ نابية تتردد بين روادها ومواقع إباحية يتصفحها البعض وألعاب قتاليه تحض على العنف يعيش عدد كبير من الأطفال والمراهقين لساعات طويلة كل يوم داخل غرف هذه الكافيهات التي يغلب عليها طابع الظلام بإضاءتها الخافتة التي تشبه «غرز» تعاطي المواد المخدرة.
«كان نفسي أعيش تجربة القتل».. بهذه الكلمات الصادمة اعترف طالب الإسكندرية بارتكاب جريمة قتل مُعلمته أثناء تلقيه درسًا خصوصيًا في منزلها، بتوجيه عدة طعنات لها بسكينة، وذلك بعد أن سيطرت لعبة «بويجى» على عقله ووجدانه وهى إحدى الألعاب الإلكترونية التي تعمل على أجهزة الكمبيوتر والهواتف الحديثة وتحض على العنف- لدرجة جعلته يتقمص دور قاتل محترف ويرتكب جريمته البشعة التي راحت ضحيتها من كانت تعلمه يوما وهى سيدة تبلغ من العمر 59 عاما.
رصدت «أخبار اليوم» الحياة داخل عدد من كافيهات الإنترنت في الأحياء والمناطق الشعبية بالقاهرة الكبرى.. ففي تمام الساعة العاشرة صباح يوم ليس بإجازة أو عطلة رسمية، كان من المفترض أن يكون «خالد» موجوداً بمدرسته يجلس على تختته ليستمع لشرح مدرسة في فصله الدراسي بالصف الرابع الابتدائي، لكنه هرب من المدرسة وجلس بشنطة كتبه أمام شاشة جهاز كمبيوتر داخل «سايبر» في شارع جانبي بمنطقة بولاق الدكرور، لكي يلعب لعبته المفضلة برفقة أصدقاء السوء الذين هربوا معه، فالأطفال الذين لم يتجاوز عمرهم 10 سنوات، كل منهم يجلس على جهاز ويضع سماعة الرأس على أذنيه وجميعهم منهمكون في لعبة قتالية عنيفة تنعكس على ردود أفعال ومتصلة فيما بينهم عبر شبكة الإنترنت.
وسط رائحة دخان السجائر الكريهة في غرف الـ»سايبر» المغلقة تجد المواقع الإباحية حاضرة بقوة إلى جانب الألعاب القتالية، وللأسف فإن نحو 90% من زوار هذه المواقع والألعاب هم من المراهقين، ومع أن بعض كافيهات الإنترنت التي تحافظ على شريحة معينة من زبائنها تحجب الدخول إلى هذه المواقع إلا أنها لا تستطيع منعها بشكل كامل، وهو ما أكده صاحب «سايبر» بالحي السادس في مدينة نصر-رفض ذكر اسمه-، قائلا: « مسألة المواقع الإباحية ترهقنا كثيرا فرغم تفعيل نظام حجب لهذه المواقع إلا أن هناك صفحات على شبكات التواصل الاجتماعي تروج لها ونحن لا نستطيع مراقبة جميع الأجهزة التي لدينا ويزيد عددها عن خمسين جهاز».
لا تتوقف خطورة كافيهات الإنترنت وألعاب القتال الإلكترونية عند حد تحريض الأطفال على العنف والقتل كما حدث مع طالب الإسكندرية الذي قتل معلمته، بل إنها وسيلة مبتكرة للجريمة المنظمة، فقد استغل تنظيم «داعش» الإرهابي الألعاب الإلكترونية لجذب المراهقين إليه فى عام 2014 بعد سيطرته على مدينة الموصل العراقية، حيث اصدر نسخة خاصة به من اللعبة الشهيرة Grand Theft Auto ونشر فيديو عن هذه اللعبة التي يمارسها حوالي 34 مليون شخص حول العالم كتب فى مقدمته: «هذه اللعبة يتم تطبيقها على أرض الواقع» لحث الأطفال على الانضمام للتنظيم من باب المغامرة، بالضبط كما قال طالب الإسكندرية في اعترافه: «كان نفسى أعيش تجربة القتل».
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة