وزير الإعلام السوداني خلال الحوار
وزير الإعلام السوداني خلال الحوار


حوار| وزير الإعلام السوداني: هذه رسالتي لشعبي وادي النيل

أحمد أبوهارون

الأحد، 02 ديسمبر 2018 - 07:47 م

 

-    السيسي والبشير يلعبان دوراً أساسياً في حل قضايا دول الجوار

-    تنسيق أمني بين البلدين في مكافحة الإرهاب والاتجار بالبشر والتهريب

-    الكلام عن زيارة نتنياهو للسودان زوبعة إعلامية سياسية وغير صحيح


أكد وزير الإعلام والاتصالات السوداني بشارة جمعة أرور، أن العلاقات المصرية السودانية أزلية وضاربة في الجذور وأن مصر ستساند من الأشقاء في أفريقيا والعرب خلال رئاستها الاتحاد الأفريقي لأن نجاحها في الرئاسة يعني النجاح لأفريقيا.

وأضاف وزير الإعلام والاتصالات السوداني في حوار لـ« بوابة أخبار اليوم»‬ أن هناك تنسيقا أمنيا بين البلدين في مكافحة الإرهاب والاتجار بالبشر والتهريب.

وأشار إلى أن الرئيسين السيسي والبشير يلعبان دورا أساسيا في استقرار وحل قضايا دول الجوار، نافيا ما أثير حول زيارة نتنياهو للسودان قائلا إنها زوبعة إعلامية سياسية وغير صحيح.. كما أكد ترحيب السودان بعودة المعارض السوداني الصادق المهدي وكل المعارضين، مؤكدا أن المرحلة المقبلة شعارها الوطن يسع الجميع..وإلى نص الحوار .


> معالي الوزير حدثنا عن زيارتك لمصر؟

 

هذه الزيارة تأتي في إطار اجتماعات وزراء الاتصالات العرب، وهو اجتماع دوري يتم فيه مناقشة القضايا والقرارات والمقترحات والمبادرات، انعقدت في البداية الأمانة العامة ثم المكتب التنفيذي ثم اجتماع الوزراء، وبالأمس خلصنا من اعتماد كل القرارات والاقتراحات، لإعادة الهيكلة والإصلاحات لكثير من الهياكل الموجودة في الجامعة، وخاصة الاتصالات.


وعلى هامش الاجتماع التقيت عددا من الوزراء، كان على رأس هذه اللقاءات مع وزير الاتصالات بجمهورية مصر العربية.

 

> ما أهم ما دار في لقائك مع وزير الاتصالات؟


هناك مذكرة تفاهم، وتناولنا كيفية تنفيذها وترجمتها على أرض الواقع كبرنامج تنفيذي، وتناولنا مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي حول التدريب الرقمي للشباب في مجال التقنية الحديث جدا، بل تطرقنا إلى كيفية أن نقوم بالربط الشبكي في إطار تطوير هذا المجال لأن الاتصالات أصبحت حاليا قاعدة أساسية هامة جدا في كل المجالات، سواء في المجال الاقتصادي أو المجال التقني في تطوير الاتصالات أو حتى في الأمن السيبراني، نحن تناولنا كل هذه القضايا، وتبادل الخبرات والتجارب والتدريب للكوادر.

 

علاقات أزلية 


> كيف ترى العلاقات المصرية السودانية؟

 

علاقات أزلية ضاربة في الجذور، مهما حدث فيها من وقت لآخر هزات هنا وهناك، وفي تقديري هى هزات ممكن تكون عابرة، لذلك أنا أصفها دائما أنها علاقات أخوة وليست علاقات صداقة، وليست علاقات مصالح عابرة، لذلك يجب أن نحافظ على هذه العلاقة ولا نحاول أن نثير المواضيع الخلافية.

 

هى علاقة قوية جدا يصعب أن يحدث لها انفصام أو تنقطع مهما كان، ربما تحدث بعض الخلافات وتعود بسرعة، لذلك القيادتان الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس عمر البشير استطاعا أن يدركا هذه الأهمية، ولذلك لقاءاتهما كانت قوية جدا، وآخرها قرار برفع حظر استيراد البضائع المصرية أو المنتجات المصرية كلها، كما وقعا حوالي خمس اتفاقيات قيد الدراسة.

 

العلاقات دائما ممتازة، ولكن أحيانا تحدث بعض الهزات وأنا أرجعها للدخلاء في الإعلام، والذين يستخدمون إعلامهم لأغراض أو لأجندات سياسية وأحيانا يكون لها مقاصد أخرى تخريبية أو محاولة إفشال هذه العلاقات، وبالتالي تصطنع أو تفبرك القضايا وتحاول أن تدخل أشياء غير صحيحة، وأقول هذه العلاقة محمية بأنها علاقات تاريخية، ليست علاقات سياسية فقط، بل اجتماعية وثقافية وترابط جغرافي يصعب جدا أن تفصل مصر من السودان في إطار التعاون والمشاركة أو المصالح المتبادلة، فهناك تزاوج وانصهار بنسب كبيرة جدا بين السودان ومصر.

 

> هناك حوالي 24 قمة جمعت الرئيسين السيسي والبشير.. ما مردود هذه اللقاءات على العلاقات بين البلدين؟


الرئيسان لديهما إرادة قوية جدا، مفهوم واضح وواقعي تجاه مصلحة البلدين، وما يمكن أن يلعباه كدور أساسي في الإقليم، فمصر والسودان لهما دور أساسي في استقرار القارة الأفريقية، وعلى مستوى الدول العربية والعالم الإسلامي، وكذلك على المستوى العالمي، هذه المرحلة تقتضي فعلا أن نمضي بخطوات ثابتة مع الرئيسين في التوجه الذي تم التوافق عليه في هذه القمم خاصة الأخيرة.

 

> كيف ترى أهمية ميثاق الشرف الإعلامي بين البلدين وكيفية تنفيذه ؟

 

أهم شيء فيه هو الحاكمية للقوانين والأعراف المتعارف عليها إعلاميا دوليا وإقليميا، وأن الصحفي أو الإعلامي يجب أن يكون موضوعيا وشفافا، وألا يكون هناك شخصنة وإساءة وخلق المواقف الذاتية في تناوله للقضايا، وأن يتناول القضايا بحياد وبموضوعية وشفافية واضحة جدا، وأن تكون المصادر المستقاة منها المعلومات معروفة وموثوق بها.

 

وكذلك أن يكون دور الإعلام إرشاديا وتوعويا للمجتمعات لا يكون مصدر إثارة للكراهية والعنف والاختلاق للقضايا والمشاكل أو يقدح في حق الآخرين ويطعن في الأعراض، كل هذه الأشياء لا تمت بصلة للإعلام، ويجب أن يكون الإعلامي حريصا في ألا يتكلم إلا في موضوعية الأشياء وبمرجعيات واضحة جدا وأن يكون معتدلا ولايميل وإن دخل إلى هذا المجال يحاسب، ونحن ملتزمون بهذا الميثاق الصحفي.

 

أهم النقاط 

> ما أهم النقاط التي ناقشتها في لقاءك مع رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام مكرم محمد أحمد ؟


أهم النقاط هى تنفيذ هذه الاتفاقية، وكذلك التبادل في الدورات وتناول القضايا المشتركة، مثلا التبادل للمواد وتعاون القنوات والإذاعات في التدريب هنا وهناك، القضايا الوطنية والاحتفالات الوطنية،الوثائقيات، ونشر الثقافات وتبصير المجتمعات وتنويرهم بالعلاقات المصرية السودانية بكل ماعندنا من ثقافات وتاريخ، كل هذه الأشياء توضع في شكل برامج متسلسلة بشكل علمي تترك للجهات المختصة،نحن سنضع القرارات موضع التنفيذ، لكن الجهات المختصة هي التي تنفذ الأجندة والمشاريع بالطريقة المعروفة.

 

> كيف تري دور الإعلام في مكافحة الإرهاب..خاصة أن هناك إعلاما موجها يساند الإرهاب؟

 

أولا أي كلام عن مكافحة الإرهاب لابد أن نستحضر الجانب الفكري،فالإرهاب يكافح بالتوعية وأن يكون هناك دعاة مسلحون بالعلم،وذو باع في المجال الديني ثم تتم محاورة،دائما بالحكمة والموعظة الحسنة،ويتم محاربة الفكر بالفكر،الشيء الثاني التعليم، ومحاولة إيجاد فرص للعمل،لأن عدم وجود أعمال كافية يمكن أن تكون واحدة من العوامل التي تقود الشباب للارتماء في أحضان مثل هذه الأفكار المتطرفة.


الشيء الثالث أيضا محاولة خلق علاقات طيبة جدا بين القيادة والقاعدة،وبالذات الشباب،وأن يكون هناك تواصل وتتاح الفرص وتخلق المجالات.. أما القنوات التي تعمل في مجال زيادة الكراهية أو نشر الكراهية أو محاولة بث بعض السموم واستغلال الباب بالذات في مجال أن يتم تجييشهم وتجنيدهم لمثل هذه الأغراض تواجه بقنوات مناهضة لها،ويمكن أن تتم مناظرة لعلماء في هذا المجال،وبالتالي يدحضوا كل ماهو باطل لأن الباطل كان زهوقا.

 

علينا أن نقاوم الإرهاب بوسائل شتي لا نكتفي فقط بالمعارك الميدانية معهم، لأن هذه لا تنتج معهم إلا كراهية إذن علينا ألا نزيد العنف بعنف، وأن نقاومه بالعلم والوعي وبالتبصير وإيجاد وسائل أخري ذكية جدا،ومصر معروفة ،فالأزهر الشريف في مصر وهي تزخز بالعلماء والعباقرة ورجال الدين والمفكرين، إذن نسخر كل هذه الطاقات لكي نكافح ونحارب هذه الظاهرة، وهى على وشك أن تنتهي بإذنه تعالي وهى تحتاج منا الصبر والصمود في أن نكافح الإرهاب وعلينا ألا نغضب ونعامل العنف بالعنف، صحيح ممكن أحيانا أن نضطر لمواجهة العنف بالعنف، لكن لا يكون ذلك إلى النهايات لكن يكون مرحلة من المراحل لكسر الحلقة ثم الدخول في إطار المعالجات المرنة جدا بالعقلانية والموضوعية وكذلك بالوعي والفهم.

 

> السودان دعا إلى ضرورة إيقاف مجازر الاحتلال وتوفير الحماية الدولية في الوقت الذي يتحدث فيه البعض عن التقارب مع إسرائيل وزيارة مسئول كبير للسودان ؟

 

هذا الكلام غير صحيح وعار من الصحة عبارة عن زوبعة إعلامية سياسية، الحديث حول زيارة مسئولين إسرائيليين للسودان هذا حديث يمكن أن يكون المراد به إثارة، ليس ممكنا أن يكون صحيحا، هذه الزيارات لا تأتي هكذا لمجرد إعلان في وسائل الإعلام، لها إجراءات يمكن أن تكون بين دولة ودولة، وهذا لم يتم، ولا أظن أنه يمكن أن يتم في القريب العاجل، لأنه إذا كان هو أحرص على إصلاح علاقاته مع الآخرين، فمن باب أولى أن يصلح علاقاته مع الجيران، وليس السودان، فالسودان على بعد شاسع جدا عابر من قارة إلى قارة.


من باب أولى أن نتنياهو أو الكيان الصهيوني أو إسرائيل أن تعالج قضاياها مع دول الجوار أولا،وحين ينتهي من الجوار ويصلح الحال مع لبنان، سوريا وفلسطين وقتها نتكلم ولكل حادث حديث.

 

سد النهضة 

> ماذا عن سد النهضة والتعاون في هذا الشأن؟


هناك تعاون ومشاورات في إطار المصلحة المشتركة بين الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا حول سد النهضة وفي النهاية هناك فوائد لكل طرف، واللقاءات التي تتم من وقت لآخر تنم عن أن هناك استمرارية في إطار المناقشة لوضع الحلول المرضية للأطراف والاستفادة المثلى لكل طرف لأن المصلحة مشتركة للدول الثلاث.

 

العملية لا تحتاج مزايدات من أي طرف، ولا تحتاج إلى مزايدات خارجية وتدخلات، وتترك للأطراف الثلاث ولو هناك أية معاونة أو مساعدة فنية يمكن.

 

في النهاية الفائدة يمكن أن تتجاوز حدود مصر والسودان وإثيوبيا، والقيادات الكبيرة في الدول الثلاث قادرة على حلحلة مشاكلها، وليس ببعيد زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلى مصر بعد توليه السلطة، ولقاءات الرؤساء الثلاثة في أي لقاءات إقليمية، هناك أيضا الخبراء والمختصون في اللجان المختصة يجتمعون من وقت لآخر كل هذا في إطار التداول وتناول القضية في إطار هادئ جدا وبمفهوم عالي الوعي وبعلمية وحيادية.

 

> تحدثت عن عودة المُعارض السوداني الصادق المهدي إلى السودان؟

 

الصادق المهدي هو معارض وزعيم من كبار المفكرين والساسة السودانيين، وهو شخصية معروفة مرموقة، كان سابقا رئيسا للوزراء وهو يظل رمزا من رموز السودان وقيادي من قيادات البلاد نحن نحترمه ونجله،ومرحبا به في أي وقت والبلد أحوج إلى لم الشمل ووجوده في الداخل يخدم القضايا الوطنية ولذلك نقول في كل لحظة، ليس الصادق المهدي وحده بل كل سياسي خارج البلاد معارضا كان أو غير معارض الدولة في حاجة له، والوطن يسع الجميع هو شعار المرحلة.

 

> معالي الوزير أنت توليت الوزارة في إطار الحوار الوطني السوداني ؟

 

بالفعل بعد الحوار كنت وزيرا للثروة الحيوانية، ثم الآن وزيرا للإعلام بعد ماتم الوصول إلى وفاق وطني، وتم تشكيل حكومة الوفاق الأولى والآن نحن في حكومة الوفاق الثانية.. حكومة الأمل والعمل لنخرج بالبلاد إلى بر الأمان إن شاء الله في 2020.

 

> كيف ترى الأوضاع في جنوب السودان.. خاصة أن السودان تدخل لإحلال السلام والتهدئة هناك؟


العلاقة بين جنوب السودان والسودان لم تمض عليها أكثر من خمس سنوات بعد الانفصال إذن العلاقة فيها دماء مشتركة وقبائل مشتركة وعلاقات أخوية اجتماعية، مازال هناك الجنوبيون، لديهم مصالح ومنافع في السودان، وكذلك السودانيون لهم منافع في الجنوب، وكما ذكر الرئيس البشير نقول عليهم هم شعب واحد في دولتين أو روح واحدة في جسدين.

 

هناك أزمات 


> مازالت هناك أزمات تعاني منها الدول العربية في المنطقة مثل ليبيا واليمن وسوريا.. كيف يرى السودان حل هذه الأزمات؟


السودان يرى هذا الحل طبقا للإرادة السياسية على مستوي الوطن العربي في القضايا العربية، وعلى مستوى أفريقيا في القضايا الأفريقية، ولذلك قلت إن لمصر والسودان دورا أساسيا في استقرار وحل القضايا في دول الجوار سواء كانت ليبيا أو أفريقيا الوسطى أو الجنوب أو الاستقرار في المنطقة أو مشاكلنا الداخلية مع بعضنا لا تحل إلا بالموضوعية والعقلانية وبالتالي بشجاعة القيادات السياسية، وهذا ما ينتهجه الرئيسان السيسي والبشير،لهما دور كبير جدا في حلحلة قضايا الوطن العربي والقضايا الإسلامية والأفريقية والحل أراه قريبا جدا.

 

> مصر ستتسلم رئاسة الاتحاد الأفريقي كيف سيخدم ذلك القضايا المشتركة ومصالح البلدين؟

 

قطعا التعاون الجاري حاليا بين مصر والسودان والتضامن السياسي وكذلك التكامل في كثير من أوجه القضايا ذات الصلة يمكن أن يتم بمساندة سياسية على مستوى القضايا لما للدولتين من دور أساسي في حلحلة القضايا في أفريقيا ونمو وتطور أفريقيا ستجد المساندة والمعاونة من كل الأطراف حتى تنجح، ونجاح مصر عندما تكون في الرئاسة يعني نجاح أفريقيا، وبالتالي الكل سيكون سعيدا لأن قضايا أفريقيا ستحل داخل أفريقيا.

 

التنسيق الأمني 

> ماذا عن التنسيق الأمني بين البلدين ؟

 

هذا الذي يحدث حاليا التنسيق الكبير وليس ببعيد الزيارة الأخيرة لقيادات القوات المسلحة في البلدين، كذلك في إطار مكافحة الإرهاب والاتجار بالبشر والتهريب، وهذا التنسيق يمكن أن يقود لأكبر من ذلك.

 

> ما الرسالة التي توجهها لشعبي البلدين؟

 

أقول لشعبي وادي النيل جنوبا وشمالا أن يتبينوا أي خبر يأتيهم قد يكون عرضة للمناوشة هنا وهناك وحتى لايصيبكم أي شخص بجهالة، والحذر الحذر من التعاطي وتصديق أية معلومة في الوسائط مالم يتم التحقق منها بشكل كامل وما يأتي من الإعلام الرسمي هو الشيء الصحيح وألا يتعاملوا مع القضايا عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة