أنجيل وهيب
أنجيل وهيب


صور| صانعة «هيربيس».. حولت موت والدها إلى فرحة «ببلاش»

إسراء كارم

الثلاثاء، 04 ديسمبر 2018 - 12:11 ص

من الصعب جدًا ألا تنجذب إلى ما تصممه «أنجيل وهيب» للعروس سواء إكسسوارات للرأس أو قطع يكتمل بها الفستان، حتى أنك تشعر وكأنك أمام قطع من التحف أو الإكسسوارات النادرة.

وربما الأكثر غرابة هو أن هذه القطع وهي الـ«هيربيس»، تبيعها «أنجيل» من خلال صفحة على موقع «فيسبوك» بتكلفتها فقط دون أي مقابل إضافي، مؤكدة أن سعادة العروس أهم لديها من المقابل المادي.

«أنا بوزع فرحة»

رددت أنجيل هذه الجملة، في حوارها مع «بوابة أخبار اليوم»، وهي مبتسمة وكلها طاقة مؤكدة أن هذا ما تبقى لها من والدها، الذي كان يعني لها كل شيء، وكان دائمًا ما ينشر السعادة والفرح في قلوب من حوله وبعد أن فارق الحياة لم تجد ما يمكنها أن تقدمه لأجله إلا أن تستمر فيما كان يفعل.

«الحزن مش بينتهي بس بنحاول نخبي»

ورغم كل ما يرتسم على ملامحها، إلا أن عيونها مليئة بالحزن وهو ما عقبت عليه بأنه من المستحيل أن ينتهي الحزن خصوصا المرتبط بفراق عزيز، إلا أننا مجبرون على إخفاءه خلف ابتساماتنا حتى تستمر الحياة طالما نحن فيها.

«موت بابا بداية نجاحي».. بداية الحكاية

منذ عامين تقريبا رحل والدي، في توقيت صعب وكنت شديدة التعلق به، فلمك يكن مجرد أب بل كان صديق وأخ وكل شيء، وقبل رحيله بفترة قصيرة ترك لي ظرف صغير «شقى عمره»، كهدية أتذكره بها.

كان من الصعب بالنسبة لي أن أتقبل أن الذكرى المتبقية لي من والدي يمكن أن تنتهي، وأخذت وقتًا في التفكير كيف أحول من هذا الظرف رابط جديد بيني وبينه حتى بعد رحيله.

وجاءت الفكرة بعد أيام من مجال عملي والذي يرتبط بخدمة الناس بدون مقابل، وبدأت في صناعة الـ«سورتيت» لأطفال العشوائيات، وكان أول مبلغ من ظروف والدي، وبعد أيام فوجئت بأنني أصنع الـ«هيربيس» رغم أنني لم أقم بهذا الأمر من قبل، وكنت مذهولة بإبداعي في تنفيذه.

مع الوقت زاد شعوري بالمسئولية، وزادت ثقة الفتيات في، وأصبح جمال العروس بمثابة أمانة بالنسبة لي، فأتعرف عليها وعلى شخصيتها وأصمم قطعتها الخاصة حسب ما عرفته عنها كي يصبح أشبه بروحها وصفاتها، وأقوم بإسعاد عروس من العشوائيات بالعائد الذي أحصل عليه.

اختلفت حياتي وارتبطت بحب الناس، فكلها مرتبطة بصناعة الـ«هيسربيس» ونشر السعادة وخدمة الناس دون مقابل سوى رؤية فرحتهم، حتى أنني أحيانًا أنسى الطعام والنوم والأعياد وكل شيء لأن هذه التصميمات تحتاج مجهود كبير.

«كسبت حب.. وصداقة»

يتساءل الكثيرون ماذا استفيد من وراء هذا، وربما أهم ما استفدته هو الحفاظ على علاقتي بأبي الراحل، وكونت علاقات أساسها الحب والصداقة مع كل عروس اتعرف عليها، واكتشفت قوتي التي لولا الحزن الذي عشته ما كنت أدركته أبدًا، وربما ما أحاول أن أصله للناس هو أن كل شيء مهما كان سيئًا من الممكن أن يكون بداية نجاح كل ما علينا هو اتخاذ القرار والإصرار على النجاح وبعدها يتحقق كل شيء.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة