كلاب
كلاب


أكل الكلاب في كوريا «الحقيقية والخيال».. وغضب من الشائعات

عمرو جلال

الثلاثاء، 04 ديسمبر 2018 - 12:42 ص

 

من أهم الأشياء التي تثير فضول السائح الأجنبي في أول زيارة لكوريا الجنوبية هو حقيقة تناول الكوريين لحوم الكلاب، والكثير من القصص استمعت لها قبل المجيء إلى هنا، لكن الصدمة هي أن تشاهد عكس ما تتوقع.

تسير في شوارع العاصمة تجد أرقى وأفضل معاملة للكلاب في العالم، وبمرور الوقت يصبح من الطبيعي أن تشاهد سيدة تضع كلبا في عربة أطفال وتسير به وهي تدثره ببطانية صغيرة خوفا عليه من البرد، أو زوجين يقتنيان خمسة أنواع من الكلاب ويعاملونهم كأطفالهم.

والأغرب من ذلك وتلك هي مقاهي الكلاب أو "دوجو كافيه" التي تمتلئ بالكلاب وتقبل العائلات الكورية علي اصطحاب أطفالهم للعب بها رغم أسعارها الباهظة، فضلا عن انتشار محلات مستلزمات الكلاب وتجد فيها مختلف أنواع الملابس ونهاية بالعطور ونظارات الشمس.

وفي صالونات التجميل يتم إجراء أحدث قصات الموضة مع توفير حمامات مساج للكلب الأليف.."هجنن" أنتم تعتنون بالكلاب أم تأكلونها؟.. هكذا سألت أحد الأصدقاء الكوريين؟، وأجاب هذا صحيح كان أكل لحوم الكلاب منذ سنوات شائعا في كوريا ولكن الوضع اختلف الآن وأصبح أكلها قاصرا على عدد محدود من المحلات فقط وتربي نوعيات معينة لاكلها لان البعض لا يزال يؤمن بأنها مفيدة لتقوية جسم الإنسان.

واليوم معظم الكوريين لا يقبلون على آكل تلك اللحوم أولا لارتفاع ثمنها، وثانيًا لأن اقتناء الكلاب وتربيتها أصبح شيئا مألوفا ومحببا للغاية لدي الكوريين.

وسألته لكن لماذا فعلتم ذلك؟، جاب مبتسما: كوريا كانت من أفقر بلاد العالم في الخمسينيات، وأكل أجدادي وآبائي كل شيء وأي شيء تقريبا من اجل أن يعيشوا ويقيموا لنا ما نفتخر به الآن أمام العالم من معجزة اقتصادية.

واستطرد: "هل تعرف أن المواطن الكوري كان يعمل في الماضي أكثر من 15 ساعة من أجل وجبة واحدة أحيانا؟ هل تعلم أن سؤال الاطمئنان على الحال في اللغة الكورية ليس معناه "هو كيف حالك" كما في بقية لغات العالم؟، لكن عندما نطمئن على حال الشخص نسأله "هل تناولت طعام إفطارك أو غدائك اليوم؟، يكفي الإجابة على هذا السؤال أن نطمئن عليك".

وأكمل: "نعم نحن الذين أكلنا لحوم الكلاب وديدان الأرض وكل ما يخرج من باطن البحر، ولكن اليوم نحن فخورون بأجدادنا وآبائنا، بسببهم اليوم لدينا أفضل أنواع الأطعمة والملابس في العالم، وعند كل عيد شكر يتدفق ملايين الكوريين إلي قبور الأجداد للصلاة ولتقديم التحية، ونصنع لهم أطيب وأشهى الأكلات التي كانوا يحبونها في الماضي لنقدمها لأرواحهم التي جاعت من أجلنا ومن اجل حلم كوريا قوية وديمقراطية".

واستطرد: "لذلك نتفهم اليوم غضب السفارة الكورية بالقاهرة من تلك الشائعات والأخبار التي يتم تداولها من حين إلى آخر حول تصدير الكلاب المصرية إلى كوريا هو أمر ما ينم عن جهل كبير بثقافة الشعب الكوري، فضلاً عن تشويه صورته بتداول هذه المعلومات المغلوطة.

كانت السفارة قد أكدت فى بيان لها، أن حكومة كوريا الجنوبية لم تقم مطلقا باستيراد الكلاب بهدف تناول لحومها.

وتابع: "علاوة على أن عادة تناول لحوم الكلاب في كوريا في طريقها للاختفاء ولا سيما في ظل الضغوط التي تمارسها جمعيات ونشطاء حقوق الحيوان في كوريا، وهى حقيقة وكثير من المجازر تم إغلاقه ومن هذا المنطلق حرصت كوريا على توضيح حقيقة أن تناول لحوم الكلاب ليست من ثقافات الطعام الشائعة هناك".

وقال: "قد قطع الرئيس الكوري مون جاي وعدًا بالانتخابات بمنع لحوم الكلاب نهائيا وتبنى كلبًا تم إنقاذه من صناعة اللحوم في خطوة دعم حق الحيوان في كوريا الجنوبية، وقد تبنى الرئيس سلالة سوداء صغيرة مختلطة عمرها 4 سنوات، وهذه هي المرة الأولى التي تمتلك فيها كوريا الجنوبية كلبًاف ي البيت الرئاسي".
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة