المدارس اليابانية
المدارس اليابانية


2018 ..عام انطلاق المدارس اليابانية

منةالله ممدوح

الثلاثاء، 04 ديسمبر 2018 - 10:40 ص

 

تعود قصة المدارس اليابانية إلى 28 فبراير 2016، عندما زار الرئيس عبدالفتاح السيسي، دولة اليابان، وتم توقيع اتفاقية "الشراكة المصرية اليابانية في التعليم"، للاستفادة من تجربة اليابان الناجحة في التعليم العام والفني ، وفي يناير 2017 أعلنت وزارة التربية والتعليم إنشاء وحدة لإدارة مشروع المدارس اليابانية داخل وزارة التربية والتعليم، تتضمن 45 مدرسة موزعة على جميع المحافظات المصرية.

شروط القبول

وحدد ت قواعد قبول الطلاب بتلك المدارس، ومنها "ألا يقل سن الطفل في أول أكتوبر عن 4 سنوات ولا يزيد على 5 سنوات بالمستوى الأول لرياض الأطفال، وحسب ترتيب المتقدمين للمدرسة من الأكبر سنا فالأقل"، بالإضافة إلى أن يقبل الأطفال في المستوى الثاني بمرحلة رياض الأطفال KG2، حسب ترتيب المتقدمين للمدرسة من الأكبر سنا فالأقل، وبشرط ألا يقل سن الطفل عن 5 سنوات، وألا يصل لست سنوات، والأولوية لمن اجتاز المستوى الأول لرياض الأطفال"، على أن تعلن نتيجة التنسيق الأول للقبول برياض الأطفال ، بالنسبة للصف الأول الابتدائي، يقبل الطلاب وفقا لترتيب المتقدمين للمدرسة من الأكبر سنا فالأقل، من سن 6 سنوات، وأقل من سبع سنوات، والأولوية لمن اجتاز مرحلة رياض الأطفال.

تأجيل افتتاحها

وفي أكتوبر الماضي أعلن وزير التربية والتعليم د. طارق شوقي، خلال مؤتمر صحفي تأجيل فتح المدارس الياباني لأجل غير مسمى ، مؤكدا أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمر بتشكيل لجنة لفحص واختيار المعلمين والطلاب المتقدمين للالتحاق بالمدارس المصرية اليابانية ليثير التساؤلات حول معايير الاختيار التي تمت للتجربة الجديدة بالمدارس المصرية ، وأكد شوقي إن هناك اتفاقا بين رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء ووزارة التربية والتعليم على تأجيل بدء الدراسة بالمدارس لحين تحقيق معايير الجودة المطلوبة منها، وعدم التسرع بالبدء في التجربة قبل اكتمال كافة التجهيزات المقررة بالمدارس، مؤكدا أنه لا يوجد تقصير في التجهيزات الخاصة المدارس المصرية اليابانية، ولكن يجب أن ننتظر على ما وصفه بالطبخة حتى تنضج.

معايير اختيار معلمي المدارس اليابانية

 

1- أن يكون من الحاصلين على مؤهل عالٍ في ذات التخصص الذي يعمل به في التربية والتعليم.

2-  سيكون الاختيار للأفضل من بين الحاصلين على درجتي الماجستير والدكتوراه.

3- أن يكون من ذوي الأعمار الصغيرة وليس ممن تجاوزا الخمسين عامًا، لخصوصية الدراسة بالمدارس اليابانية، ونوعية الأنشطة المطلوب القيام بها.

معايير قبول الطلاب

1- أن يكون محل سكن الطالب داخل نطاق الإدارة التعليمية التابع لها سكن والده، بشرط أن يكون ذلك مثبتا في بطاقة الهوية الشخصية لولي الأمر.

2- يكون الطالب ضمن المتقدمين الأكبر سنًا، سواء في "كي جي 1" أو "كي جي 2" أو الصف الأول الابتدائي.

3- السن الأكبر ليس شرطًا لقبول الطفل بالمدرسة، لأن هناك شروطا أصعب تتعلق بتجاوز الاختبارات.

4- يشترط أن يتخطى الطالب الاختبارات الإلكترونية التي تعقدها اللجنة المشكلة لاختيار الطلاب، وتكون الأسئلة في النواحي السلوكية، والنفسية، والتربوية، والاجتماعية.

5- يشترط بعد موافاة الطالب لسن القبول، وتجاوز الاختبار الإلكتروني أن يتخطى المقابلة الشخصية التي تجريها معه اللجنة المشكلة لاختيار الطلاب.

6- تكون الأسئلة وجها لوجه بين الطالب واللجنة، وتكون محاورها متعلقة بقدراته، وسلوكياته، ومظهره، ونسبة ذكائه، والتزامه.

7- لن تكون الاختبارات الإلكترونية أو الشفهية، مجرد أسئلة لتمرير قبول الطلاب، بل إنها ستكون العامل الحاسم في القبول من عدمه.

8- ستكون لكل مدرسة، لجنة خاصة بقبول الطلاب، بعضوية مدير المدرسة ومسئول من المديرية التعليمية بالمحافظة، مع أساتذة في السلوك وعلم الاجتماع والشئون التربوية.

9- إتاحة حضور ولي الأمر أثناء الاختبارات، دون أي تدخل منه، للتأكد بنفسه من نزاهة وشفافية مسارها.

10- لن يكون مؤهل الأب أو الأم عائقًا أمام التحاق أي طفل بالمدارس اليابانية، مثلما يحدث في بعض المدارس الخاصة والدولية، لأن ذلك حسب المصدر "تمييز فج".

11- في حال قبول الطالب، سيتم عقد لقاء بين اللجنة وولي الأمر وابنه، لإطلاعه على شروط ومعايير الدراسة بالمدارس اليابانية، وإذا رفض الإقرار بقبولها سوف يتم رفض قبول ابنه.

12- في ذات اللحظة سيوقع ولي الأمر على تعهد مكتوب، بأن يحضر إلى المدرسة 20 ساعة سنويًا للقيام بأعمال تطوعية وإلا سوف يٌرفض قبول ابنه.

 

الجانب الياباني

فيما أكد السفير هيروشى أوكا، مدير دائرة الشرق الأوسط وأفريقيا بوزارة الخارجية اليابانية، أن مشروع المدارس اليابانية في مصر يسير دون عقبات ، مؤكدا لا يوجد تفكير لإلغاء مشروع المدارس اليابانية في مصر ،كما أكد أن هناك 12 مدرسة في مصر أدخلت النظام الياباني وجارى العمل على رفع هذا الرقم إلى 200 مدرسة، ونحن نعتمد على تأهيل المدرسين وهناك برنامج لذلك، وأيضا إمداد المدارس بما تحتاجه من مستلزمات لتطبيق البرنامج، مشيرا إلى إنها ليست مدارس يابانية وإنما مدارس على النموذج الياباني.

34 مدرسة يابانية

ونجحت الدولة في إدخال 34 مدرسة يابانية للخدمة هذا العام في 19 محافظة، وذلك في إطار جهودها لتطوير التعليم، وإيمانا منها بأن التعليم يمثل حجر الزاوية في تقدم كل أمة، بإجمالي عدد طلاب بلغ 13 ألفًا و240 طالبًا، وذلك لمرحلة رياض الأطفال والصف الأول الابتدائي، و697 معلمًا، بالإضافة إلى المديرين والوكلاء والإداريين والمعاونين.

وتعد مدرسة حدائق أكتوبر هي أكبر المدارس اليابانية بعدد طلاب 1320 طالبًا، و61 معلمًا، بخلاف مدير المدرسة والوكلاء والإداريين والمعاونين، تم تدريبهم خاصة معلمي اللغة الإنجليزية والمديرين والوكلاء.

 

 

الأنشطة الخاصة «توكاتسو» وأنواعها

وتعتمد الدراسة في المدارس اليابانية على نظام التوكاتسو، وهناك عدة أنواع من الأنشطة الخاصة لـ«التوكاتسو» نذكر منها :

أنشطة الفصل: وهي الأنشطة المتعلقة بمشاركة التلاميذ في تكوين الحياة داخل الفصل والمدرسة وأنشطة التفاعل مع الحياة اليومية والدراسة والتنمية الذاتية، وأنشطة الصحة والسلامة، وأنشطة تناوب الأنشطة اليومية للفصل .

أنشطة مجلس التلاميذ: وهي الأنشطة المتعلقة بتأسيس مجالس التلاميذ وإدارة وتخطيط أنشطة مجلس التلاميذ والتبادل الثقافي القائمة بها جماعات مختلفة الفئة العمرية داخل المدرسة.

 

 المناسبات المدرسية: أنشطة تعمل على تنمية الشعور بالإنتماء والتكافل تجاه الآخرين بالاضافة شعور العمل للمصلحة العامة من خلال أنشطة تطبيقية يقوم بها التلاميذ وهي أنشطة يتم القيام بها على مستوى المرحلة الدراسية أو المدرسة .

أسس الأنشطة الخاصة بالتوكاتسو

تحول دور المعلم من مدرس إلى ميسِّر؛ فلم يعد دور المعلم مجرد تعليم المعارف والمفاهيم الصحيحة حتى يتمكن التلاميذ من الوصول إلى إجابة صحيحة، ولكن تسهيل التعلم الاجتماعي والشعوري للتلميذ من خلال التجربة والخطأ في بيئة الفرد أو المجموعة الصغيرة أو الفصل بالكامل.

 

 الفصل والمدرسة مجتمع صغير

الفصل أو المدرسة هي المجتمع الصغير وهي المكان الأكثر ملاءمة للطلاب لتطوير المهارات الشخصية والاجتماعية اللازمة عندما يدخلون العالم الحقيقي، حيث يقضي التلاميذ وقتًا كبيرًا معًا في الفصل الدراسي، وهذه الحياة الجماعية هي أساس التوكاتسو لأنها تتطلب من الأعضاء مشاركة المهام، ووضع القواعد، وتجربة القيادة وكذلك التقيد والإلتزام بالنظام.

 

 بذل أقصى جهد والشعور بالإنجاز

ويجب أن تتماشى أنشطة التوكاتسو مع الأنشطة العملية التي يمكن للطلاب إجراؤها في الفصل والمدرسة والتي من خلالها يتخذون موقفًا لبذل قصارى جهدهم، ومن المتوقع أن يقوم المعلمون بتوجيه التلاميذ لاختيار الغايات والأهداف المناسبة في أنشطة التوكاتسو الخاصة بهم والتي تتطلب من التلاميذ تجاوز ما يزيد قليلاً عن حدودهم، ويشجع تحقيق نجاح بسيط فوق نجاح بسيط آخر التلاميذ على اكتساب شعور بالإنجاز، وهو مفتاح التحفيز المستدام.

ثقة أكبر في الطالب

لم يعد من المقبول أن يقوم المعلم بتوجيه التلميذ إلى ما يجب القيام به، ومن ثم يطيعه، وبدلاً من ذلك يتعين على المعلم، تسهيل قدرة التلاميذ على حل المشكلات بحيث يتعلمون اختيار الحل المناسب من تلقاء أنفسهم، مما يسمح لهم بالتعلم من خلال العمل، الأمر الذي يضع مزيدًا من الثقة.

لا ثواب ولاعقاب ولكن تقييم ذاتي

وهناك عنصر مهم في أنشطة التوكاتسو، وهو التقييم الذاتي، والتي يقوم فيها التلاميذ بأنفسهم بمراجعة ومناقشة السلوكيات الناتجة عن المشاركة في الأنشطة بصفة فردية أو أنشطة مجموعاتهم، وفصلهم، وهذه العملية تجعل التلاميذ يذكرون ما قرروه في وقت سابق وتحسين أدائهم في الآن.

 

 أهداف الأنشطة الخاصة ( التوكاتسو )

تستهدف الأنشطة الخاصة (التوكاتسو) تحقيق مجموع من الأهداف من أهمها؛ خلق مدرسة تحقق السعادة والفخر ومتعة التعلم، إذ يعمل المعنيون بالتعليم على بذل قصارى الجهد؛ لضمان ثقافة ومناخ ايجابي في المدرسة يحقق متعة التعلم، ويعزز من بيئة التعلم السعيدة الصحية المتماسكة لجميع التلاميذ، وأن تكون المدرسة مكان يشعر فيه التلميذ بالسعادة والفخر لكونه عضوًا فاعلاً فيه، وأن يتم تحفيز كل تلميذ بالأنشطة التعليمية الموزعة بشكل عادل على الجميع، مهما كانت سرعة تعلمهم أو مواهبهم، والعمل على وضع نهاية لفكرة الاختبار النهائي التي تحتل حاليًا الدور المحوري في النظام التعليم، وفتح صفحة جديدة في تاريخ التعليم تتيح للتلميذ اكتساب مهارات ذات معنى ومهارات القرن الواحد والعشرين.

 

 تحقيق التنمية الشاملة للطفل

يسعى النظام التعليمي المستخدم في اليابان إلى تزويد التلاميذ بمجموعة من المهارات عبر تقديم نظام تعليمي شامل يسمى التعليم الشامل للطفل، وهو نظام يقوم على التطور المتوازن لكل من العقل والقيم والجسد أو بعبارة أخرى هو نظام لضمان أرضية صلبة للمهارات الأكاديمية واثراء الوجدان والتطور الجسدي الصحي معًا، ويعتمد التوكاتسو على بناء وتنمية مهارات ترتبط بثلاثة مجالات رئيسة هي: العلاقات الإنسانية، وتحقيق الذات والمشاركة المجتمعية .

 

تنمية الحكم الذاتي والإنتماء والكفاءة

يسعى هذا النظام التعليمي إلى تلبية المدرسة للاحتياجات النفسية الأساسية للطفل ومن أهمها [الحكم الذاتي (Autonomy)، والإنتماء ( Belonging)، والكفاءة (Competence) ] ،وهو ما يسمى بـــمجموعة الأبجدية الجديدة (ABC) التي تجعل الطالب أكثر إرتباطًا بالمدرسة؛ لذلك يقترح النظام التعليمي على القائمين على التعليم لتزويد الجيل القادم من التلاميذ بالمجموعة الجديدة للأبجدية (ABC)، ومن المتوقع تنمية الارتباط بالمدرسة لدى التلاميذ ومن ثم الارتباط بمجتمعهم ووطنهم.

 

تبني  المهارات الحياتية والتعليم من أجل المواطنة

يتبنى هذا النظام التعليمي مبادرة المهارات الحياتية والتعليم من أجل المواطنة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا وهي رؤية شاملة بعيدة المدى للتعليم، تسعى لتعظيم قدرات الشباب والصغار في المنطقة، وتعتمد على خلق توازن بين كل من (المعرفة والأخلاق والجسم) فالمعرفة هي المستوى الأكاديمي المحقق حيث تم تعريفها بأنها القدرة على حل مختلف المشكلات، والتعامل معها بصورة ايجابية، اعتمادا على طرق التعبير واتخاذ القرار والتفكير ذاتيًا باستخدام ماتم اكتسابه من معرفة وتقنيات اساسية، أما الأخلاق فهي ثراء الخصائص الإنسانية المتمثلة في مراعاة الأخرين والشعور بهم والتعاون معهم، والحفاظ على الانضباط ذاتيًا، أما الجسم فيتمثل في الصحة والقوة البدنية حيث تم تعريفه بأنه القوى البدنية والصحية من أجل الحياة بقوة .

 

 لماذا المدارس المصرية اليابانية والأنشطة الخاصة (التوكاتسو)؟

تعتمد فلسفة المدارس المصرية اليابانية على الأنشطة الخاصة [التوكاتسو] التي تستهدف تطوير قدرات التلاميذ بصورة شاملة متكاملة في المجالات الثلاث الرئيسة وهي: التطوير المعرفي للتلاميذ (تطوير أكاديمي)، والتطوير غير المعرفي ) تطوير عقلية التلاميذ، وعاداتهم الحياتية، وممارساتهم اليومية)، والتنمية البدنية (تنمية القوة البدنية للتلاميذ وصحتهم).

 

 

 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة