حكايات| المسجد الإبراهيمي.. رابع الحرمين ومرقد 4 أنبياء
حكايات| المسجد الإبراهيمي.. رابع الحرمين ومرقد 4 أنبياء


حكايات| المسجد الإبراهيمي.. رابع الحرمين وبني في عهد قاتل النبي يحيى

أحمد نزيه

الأربعاء، 05 ديسمبر 2018 - 07:44 م

«الغاصب فيها يعيش كالذليل وشموخ الجرم فيها يقف وقفة الأصيل.. الشهد في عنب الخليل، وعيونها للسلسبيل، هي إرث جيلٍ بعد جيلٍ، وكفاح تاريخ طويل».. كلماتٌ أزجاها الكاتب الفلسطيني إيهاب العويوي في مدح الحرم الإبراهيمي ومدينة الخليل، المنسوبة اسمًا لنبي الله إبراهيم، خليل الرحمن.

 

إرث مدينة، وحكاية مسجدٍ لا يزال المحتل الإسرائيلي بين الحين والآخر يرتكب انتهاكاتٍ بحقه، كي يحاول أن ينسله من أصله العربي، لحاجةٍ في نفس اليهود، لكنه سيظل مسجدًا أسس على التقوى ملةُ أبينا إبراهيم تفوح من بين جدرانه الكريمة.

 

سبب النسب لسيدنا إبراهيم 

 

هناك في المسجد الإبراهيمي حيث يرقد خليل الرحمن إبراهيم وزوجته سارة، عليهما السلام، مرورًا بنبي الله إسحق، نجل سيدنا إبراهيم، وزوجته رفقة، عليهما السلام، ويعقوب عليه السلام وزوجته لائقة، عليهما السلام، وجميعهم مدفنون أسفل الغار الشريف بالمسجد، كما أن مقام سيدنا يوسف عليه السلام يوجد هناك، لكن الروايات تتحدث عن وجوده داخل الحرم الإبراهيمي ولكن ليس داخل الغار الشريف.

 

لكن هل صلى سيدنا إبراهيم وآله الكرام في هذا المسجد؟.. الإجابة قطعًا لا، فالمسجد بُني فوق الغار الذي دُفن به إبراهيم وبنيه إسحق ويعقوب من بعده، فالمسجد يرجع عمره لأكثر من ألفي عام، بينما تبلغ عمر مقبرة الغار نحو أربعة آلاف سنة، أي بُني المسجد بعد مقبرة الغار بنحو ألفي سنة.

 

تعاقب على المسجد الرومان والبيزنطيون والصليبيون، قبل أن يكتب صلاح الدين الأيوبي نهاية تلك الحقب غير الإسلامية على المسجد، حينما فتح بيت المقدس، وانتصر على الصليبين في عام 1187.

 

ويقع المسجد في البلدة القديمة لمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية بفلسطين (المكان يقع تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي حاليًا)، وهو يشبه في بنائه المسجد الأقصى، ويحيط بالمسجد سور عظيم مبني من حجارة ضخمة يصل طول بعضها لـ7 أمتار.
 

 

 

بدايته في عهد قاتل يحيى 

 

وترجع أساسات المسجد إلى عهد الملك هيرودس الأدومي، الذي حكم مدينة الخليل في الفترة ما بين عامي 37 قبل الميلاد و7 قبل الميلاد، وبعدها حوّل الرومان أساسات المسجد إلى كنيسة.

 

الملك هيرودس هذا، يُعرف بأنه قاتل سيدنا -يحيى عليه السلام- الذي مات شابًا، وقد تعددت الروايات حول سبب قتله لسيدنا يحيى، لكن الرواية الأكثر إجماعًا عليها أن الملك أراد الزواج من إحدى محارمه وهو أمر محرّم عليه زواجها، ونصحه نبيّ الله يحيى عليه السلام بالبعد عن هذا الفعل الشنيع والمنكر الفظيع الذي ينوي الملك فعله وتنوي تلك الفتاة الإقبال عليه.

 

وعلى إثر ذلك سجنه الملك هيرودس، وطلبت منه الفتاة أن يقتل سيدنا يحيى، ليثبت لها حبه، فأرسل له من قتله، ووضع رأسه في طست ووضعه بين يديها.

 

 

وهناك رواية أخرى، تقول إن إحدى الفتيات من عائلة الملك وقعت في غرام سيدنا يحيى، وطلبت من أنه يعاشرها، فأبى امتثالًا لأوامر الله، فلما تم سجنه طلبت الفتاة من الملك قتله وإتيان رأسه في طست من الذهب ففعل، وأتى به، وحينما همت الفتاة أن تقبل رأس جاءت صيحة أماتتها وطارت رأس نبي الله يحيى لتصعد إلى السماء.

 

وبعد زوال ملك هيرودس وبناء الرومان كنيسةً عند أساساته، ثمّ هُدمت بعد أقل من 100 عام على يد الفرس، لتتحوّل بعدها إلى مسجد في العصور الإسلامية الأولى، لكن مع احتلال الصليبيين للمنطقة، بُني مكان المسجد كنيسة كاتدرائية، قبل أن يُنهي صلاح الدين الأيوبي كل هذا ويجعله مسجدًا خالصًا بدءًا من عام 1187 بتحريره بيت المقدس وفلسطين، وهو على وضعه هكذا إلى يومنا هذا.

 

قدسية المسجد

 

أما قدسية المسجد عند المسلمين، فتأتي من كونه بمثابة رابع الحرمين الشريفين بعد المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة، والمسجد الأقصى بمدينة القدس، كما أن له قدسية دينية عند اليهود، وهو يعتبر ثاني الأماكن المقدسة بالنسبة لهم بعد هيكل سليمان المزعوم.

 

 

وترجع قدسية عند اليهود إلى الغار الشريف الذي يُدفن فيه نبي الله إبراهيم وبنيه إسحق ويعقوب، الذينِ تنحدر منهما نسب اليهود، وقد لُقب نبي الله يعقوب في سورة "مريم" بإسرائيل في قوله تعالى «وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا».

 

لذا يقوم الاحتلال الإسرائيلي بالإقدام على الانتهاكات بالمسجد، وهم يرغبون في هدمه لانتزاع المكان الديني المقدس عند اليهود من المسلمين، لكن مغبة فعل ذلك سيكون على حساب أرواح المسلمين والفلسطينيين، الذين لن يفرطوا في مسجدهم، الذي سيظل شامخًا رغم أنف اليهود الغاصبين.

 

وهذا المقطع من الفيديو يصف فيه أحد الفلسطينيين أبناء مدينة الخليل تفاصيل المسجد بوصفٍ دقيقٍ:

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة